رأى الخبير الاقتصادي والأكاديمي في جامعة جيهان نوار السعدي، اليوم السبت (31 آب 2024)، أن التجار الكرد استفادوا من منصة بيع الدولار الرسمية للحكومة العراقية وساهموا بخفض سعر الصرف.
وقال السعدي لوكالة محلية ، إن "هناك دخول للتجار من إقليم كردستان إلى منصة بيع الدولار الرسمية، وهؤلاء التجار استفادوا من الحصول على الدولار بسعر الصرف الرسمي، بدلاً من الشراء من الأسواق الموازية التي تشهد أسعاراً أعلى"، مبينا أن "هذا التدفق للدولار إلى السوق أسهم بشكل كبير في زيادة العرض، مما أدى إلى خفض السعر".
وأضاف إن "الأمر لا يقتصر على هذا العامل وحده فالأسواق العراقية تعاني من تقلبات متكررة نتيجة لعدم الاستقرار الاقتصادي والسياسي، والمضاربون يستغلون أي تغيير في السوق لتحقيق مكاسب سريعة، مما يزيد من الفوضى في سوق الصرف"، مشيرا الى ان "الشائعات حول تغييرات محتملة في سعر الصرف دفعت الكثيرين لبيع الدولار بأسعار منخفضة خوفاً من انخفاضات مستقبلية، مما زاد الضغط على سعر الدولار".
وبين السعدي أن "هناك مباحثات جارية الآن بين البنك المركزي العراقي والفيدرالي الأمريكي، والتي يمكن أن يكون لها تأثير كبير على سعر الصرف"، مؤكدا أن "نتائج هذه الاجتماعات ستكون حاسمة في تحديد الاتجاه المستقبلي لسعر الدولار في السوق العراقية، إذا تم التوصل إلى اتفاقات محددة، قد نرى تغييرات كبيرة في سعر الصرف بناءً على تلك النتائج".
يذكر ان المختص في الشأن المالي نبيل جبار التميمي، أكد السبت (3 آب 2024)، ان سعر صرف الدولار في السوق الموازي سيبقى مرتفعا عن السعر الرسمي بسبب عدم إيجاد حلول من قبل البنك المركزي للحوالات السوداء.
وقال التميمي، في حديث صحفي ان "استمرار ارتفاع سعر صرف الدولار في السوق الموازي، هو بسبب استمرار الحوالات السوداء لتمويل بعض التجارة الخارجية من قبل بعض التجار، دون إيجاد أي حلول لهؤلاء التجار من قبل البنك المركزي العراقي".
وبين ان "البنك المركزي العراقي مطالب بإيجاد حلول وإجراءات سريعة لهؤلاء التجار، خاصة التجار الصغار، الذي لديهم تجارة شبه يومية مع ايران سوريا وبعض الدول الأخرى المحظورة من التعامل بالدولار".
وأشار الى أن "هؤلاء التجار يتحركون تجاه الى السوق السوداء لغرض تمويل تجارتهم، وهذا ما يدفع لاستمرار بقاء الصرف مرتفعا في السوق الموازي بفارق كبير عن السعر الرسمي، وهذا الامر يتحمله البنك المركزي، فهو المسؤول عن هذا الملف".
وعادت اسعار صرف الدولار اليوم الى الارتفاع بشكل نسبي، ليلامس الـ150 الفا في البورصة، محافظا على هذا المستوى منذ عيد الأضحى حيث ارتفع من 1450 دينارا الى حول الـ150 الف دينار او اقل واستقر في هذا النطاق حتى الان.