تعددت الاسباب وراء عدم انضمام العراق الى مجموعة “بريكس”اولها ان الاقتصاد العراقي اقتصاد ريعي بإمتياز ويعتمد على النفط كمصدر رئيسي للدخل .
وفي هذا السياق اكد الباحث بالشأن الاقتصادي صفوان قصي ان الاقتصاد العراقي هو اقتصاد دولاري بإمتياز كون ان احتياطيات البنك المركزي اكثر من 108مليار دولار موجودة عند الفيدرالي الامريكي وكذلك 145 طن من الذهب.
وقال قصي لـ عراق اوبزيرفر إن “العراق لا يفكر من التحول الى اقتصاد بريكس لان حجم الدولار التجاري من الدولار الامريكي يمنح للاقتصاد العراقي قوة التبادل مع معظم اقتصاديات العالم التي لا تزال لا تمتلك عملة موحدة وهي تسعى لتعزيز الثقة بالعملات المحلية لغرض التداول بين اقتصاديات تلك الدول من خلال زيادة احتياطيات الذهب لدى تلك الدول”.
واضاف ان “العراق حاليا ماض بإتجاه تعزيز قيمة الدينار العراقي وان يجعل منه قيمة مستقرة ويمكن ان يكون هناك تعامل مباشر بين العراق والدول التي تنتمي الى بريكس عبر تبادل العملات المحلية بينهما “.
وتابع ان “مجموعة بريكس هي محاولة لتخفيض تكاليف الاستثمارات البينية والتعاملات التجارية البينية وايجاد نظام مالي بعيد عن نظام سويفت”.
واشار الى ان “العراق حاليا ممتثل الى نظام التحويل المالي الدولي لسويفت وينجح في عملية تطوير هذه المعايير لكي يتمكن تدريجيا من مكافحة غسيل الاموال ودراسة مستويات الخطر دوليا من خلال مصارف مراسلة دولية تتعامل ضمن نظام سويفت العالمي “.
مصالح سياسية
ولفت الخبير الاقتصادي الى ان “مجموعة بريكس هي اقتصاديات واعدة لكنها مبنية على اساس مصالح سياسية اكثر من كونها مصالح اقتصادية بين الدول لذلك ما يعيق هذا التجمع هو التحول من التوجهات السياسية الى التوجهات المالية والاقتصادية وان تكون هناك ثقة بالعملات العالمية لزيادة حجم التجارة العالمية والاستقرار المالي العالمي “.
من جهته اكد الخبير النفطي بلال خليفة ان مجموعة بريكس التي انطلقت في مدينة قازان الروسية، تمت في ظروف غير طبيعية.
ويقول خليفة لـ عراق اوبزيرفر إن “حربين تشتعلان في العالم وهي حرب أوكرانيا وحرب غزة ولبنان وهنالك حرب خفية ثالثة تحدث دون ان يسلط عليها الإعلام ضوئه وهي حرب السودان الداخلية”.
واضاف ان “العامل المشترك بين الحروب الثلاث هي ان الطرفين المتنازعين يمثلان النزاع بين المحورين الشرقي والغربي، أي ان الحرب بينهما واقعة فعلا لكن بصورة غير مباشرة”.
ويتابع انه “وفي خضم هذه الظروف تزداد الحرب من السنتها وبحرب ونزاع بين الطرفين لكن هذه المرة بشكل اخر وهي نزاعات وحروب سياسية واقتصادية من خلال عقد قمة لمجموعة بريكس في مدينة قازان الروسية وبحضور زعماء الدول المؤسس للمجموعة (الصين والهند وروسيا والبرازيل وافريقيا الجنوبية) مع زعماء الدول المنضمة سابقا عدا ولي عهد السعودية”.
ولفت الى انه “بالنسبة للعراق خاصة بعد عام 2003 ان سبب عدم انتظام النظام فيه ببريكس يجمع امرين الاول عدم اكتراثه اصلًا و سببه عدم تنبه و ذلك بسبب عدم وجود مستشارين ناصحين و كذلك هكذا امور لا تعني المنظومة الحاكمة، و الثاني هو تخوف غير مبرر على نظام غير المستقر من غضب امريكا!! و هذا كله يدل على ضعف كبير باستشراف المستقبل و الذهاب نحو الاعتماد المتعدد”.