21 Mar
21Mar


شرق مدينة الناصرية تمتد بساتين النخيل من بستان الحاج عبود بامتداد نهر السديناوية وحتى نهر غلوين في قضاء سوق الشيوخ . وكانت تلك البساتين ملاعب لذكريات الطفولة والصبا ومراجعة الدروس.

من ذلك الزمان وبمناسبة ايامه البعيدة التي كنا نحتفي بها ، عندما تدخل السنة مع اعياد نوروز ،لتترك امهاتنا  تحت وسائدنا اوراقا من الخس في معتقد ان تلك الورقة تحفظ اعمارنا من مفاجأت الزمن وتجلب السعادة الى احلامنا . 

معتقد ربما تعود اصوله الى ازمنة سومرية قديمة او بعضهم يظنه واحدا من اعياد اكد القديمة ، التي تحرص فيه امهاتنا على تقديم الخبز باللحلم ، وما تجود به ارزاق ابائنا .

ومن نافذة الخبز أطل الآن فعندما تشتعل تنانير الامهات المندائيات تفتح نار الحطب امام نظراتي امنية ما سنفعله اليوم خصوصا عندما يكون جمعة ولا مدرسة فيه حيث بستان الحاج عبود الذي لا يبعد عن بيوت الصابئة سوى خمسين مترا نختصرها ركضا لندلف معهم الى ظلال اشجار النخيل والسدر والتوت والتين ، وهناك الواحا منتظمة من ورد الجوري الاحمر والابيض نجلس عند حافتها نستعيد خواطر ما نريد ان نفعله في القادمات من ايامنا ، وقتها يكون الاطفال المندائيون الاكثر تفاؤلا منا في النظر الى المستقبل ، فقد كانوا يستقبلونه نبوءة ونحن نرش عليه رذاذ الغموض ولانتخيل ما سيتحدث لنا كما يتخيلونه هم ، فتحت تلك الظلام التي تخيم على فرح يوم العطلة يوجد مكانين مباركين ،واحد لهم والاخر لنا ، الأول بناء من الطابوق الطيني الاحمر لضريح رجل روحاني من الطائفة المندائية توفي في بدايات القرن العشرين وكان من سدنة الحضور الاول في حياة المدينة وتنشئتها ويدعى ( ابو رحيمه ) يتبرك بأسمه ومكانه كل مندائي المدينة وعلى بعد حوالي مئتي متر من الضريح ، ويقال ان مشايخ الطائفة طلبوا الإذن من مالك البستان المرحوم الحاج عبود بدفن الشيخ بناء على رغبته ليكون قريبا من اتباعه ، فوافق صاحب البستان وتم بناء الضريح ، هناك شجرة سدر عتيقه اكتشف الناس ان في مواسم ما تقطر سائلا احمرا كما الدم ويقال ان امرأة علوية مدفونة تحت او قرب الشجرة وتمنح الكرامات لكل من يحتاجها وخصوصا النساء عند عدم الانجاب والعشيقات في رغبة أحلامهن ونحن التلاميذ في امنياتنا في النجاح .

هاذين المكانين يربطهما خيط التواصل بين ارواحنا وأرواح جيراننا من اتباع يحيى ، الضريح وشجرة السدر اللذان كان مصدر الهام للكثير من الطلبة أصحاب الموهبة في الرسم ، عندما يرسمان المكانين ويجعلون الرابط بينهما رسما لرسائل غرام متناثرة او تفاحات تطير في الهواء او دراجات هوائية  .

تلك هي خلاصة ذكرى قديمة لسدرة العلوية واصدقائنا المندائين وعيد نيروز . وربما اشياء كثيرة افتقدت من تلك الطقوس .واللذة في تذكرها فقط.

وآهٍ من الفقط....................

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
حقوق النشر © 2024 جميع الحقوق محفوظة - جريدة المواطن