العراق سجّل زيادة كبيرة في حالات الانتحار التي تنتشر بين شريحة الشباب خصوصا، ودفعت الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية التي يشهدها العراق إلى انسداد أفق الجيل الشاب، ما رفع من نسب الانتحار وسط صمت السلطات التي لم تتوان عن فعل ما يلزم للحد من تلك الظاهرة التي شهدت ارتفاعاً كبيراً بعد عام 2003
دائرة صحة النجف الاشرف، أعلنت، اليوم الخميس، انتحار امرأة من مواليد 2006 في حي العسكري شمال المحافظة.
وذكر اعلام الصحة في بيان مقتضب ، امرأة من مواليد 2006 انتحار في حي العسكري شمال محافظة النجف"، مشيرا الى ان " الانتحار بسبب خلافات زوجيه".
واشارت الى ان "عدد محاولات الانتحار في محافظة النجف خلال العام المنصرم بلغت 45 حالة".
وأضافت ان "محاولات الانتحار خلال العام الحالي بلغت عددها 9 حالات في محافظة النجف وتقسم اول حالة في كانون الثاني، و6 حالات في شباط، وحالتي في اذار".
كما أفادت مصادر محلية في النجف، ان "الأجهزة الأمنية سجلت 7 حالات انتحار خلال 4 أيام فقط، بينها 5 حالات في 48 ساعة".
من جانبها، شهدت العاصمة بغداد، اليوم الخميس 27 أبريل/نيسان 2023، 4 حالات انتحار في مناطق متفرقة بأساليب مختلفة.
وقال مصدر أمني لـ وكالة انباء محلية ، ان "طالب صيدلة أقدم على الانتحار بأسلوب إطلاق النار على نفسه من سلاح نوع مسدس ضمن منطقة العلاوي في العاصمة بغداد، دون معرفة الأسباب".
الى ذلك، أقدمت شابة تبلغ العمر 17 عاما تعاني من حالة نفسية على الانتحار بأسلوب الشنق داخل منزلها ضمن منطقة الميكانيك في منطقة الدورة، بحسب المصدر.
كما شهدت أبو غريب بالعاصمة بغداد، حالة انتحار غريبة بعد اقدام رجل وزوجته على الانتحار بطرق مختلفة، حيث قام الزوج البالغ من العمر 27 عاما بجرح نفسه بواسطة آلة حادة في الوريد الايسر والرقبة، أما الزوجة البالغة من العمر 24 عاما قامت بجرح نفسها في منطقة الرقبة والصدر، حسبما افاد المصدر.
وبحسب ادعاء ذويهم، تم نقلهم الى المستشفى بعد محاولتهم الانتحار.
بدوره، يقول عضو المفوضية، علي البياتي في تصريح صحفي، إن "العراق سجل منذ عام 2003 الى 2014، 3.6% حالات انتحار لكل 100 ألف نسمة، ولكن الارقام ارتفعت بعد 2014 الى 4.2% لكل 100 ألف نسمة، ومن ثم تقلص العدد الى أن وصل 3.8 % في عام 2019، ثم ارتفعت النسبة من جديد نتيجة المتغيرات التي حدثت".
وأضاف إن "العراق يسجل سنوياً ما يقارب 600 – 700 حالة انتحار، وحسب المعدلات العالمية أن لكل حالة انتحار يقابلها 2 محاولة انتحار فاشلة".
ولفت عضو مفوضية حقوق الانسان الى، أن "الأزمات السياسية والاقتصادية والصحية التي يمر بها المواطن قد تدفعه المواطنين الى الانتحار "، مبيناً: "في ظل الأزمات الحالية التي يعيشها العراق نعتقد ان نسب حالات الانتحار ارتفعت بشكل مخيف".
وسجّل العراق زيادة كبيرة في حالات الانتحار التي تنتشر بين شريحة الشباب خصوصا، وبينما عزا مختصون ذلك إلى انعكاسات الوضع غير المستقر في البلد، دعوا إلى وضع الحلول لهذه الظاهرة الخطيرة التي تفتك بالمجتمع.
كما أثرت المشكلات الاقتصادية والاجتماعية المختلفة، أبرزها الفقر والبطالة وانعدام الأمل بوجود تغيير إيجابي، مع استمرار حالة الأزمات السياسية في البلاد، وتعثر الحكومة بمعالجة ملفات الخدمات والسيطرة على مستويات الفقر والبطالة بعموم مدن العراق أيضا.
من جهته، يقول المتحدث باسم الوزارة، خالد المحنا، إنه "نتيجة لزيادة نسب حالات الانتحار في عموم البلاد، اتخذت وزارة الداخلية جملة من التدابير، منها تشكيل لجان متخصصة لدراسة هذه الظاهرة، والخروج بمعطيات تبين أسبابها ونسبتها مقارنة بدول الجوار".
وأوضح المحنا أن حالات الانتحار المسجلة عام 2021 بلغت 772 حالة، وهي أكثر بنحو 100 حالة عن العام الماضي (663 حالة)، قائلا إن حالات الانتحار بدأت منذ عام 2016 تتجه نحو الازدياد.
وعام 2016 بلغت حالات الانتحار 393 حالة، وفي 2017 بلغت 462 حالة، وعام 2018 بلغت 530 حالة، و2019 بلغت 605 حالات.
وأضاف أن "الفئات العمرية أقل من 20 سنة كانت نسبتهم 36.6 في المئة، ومن الـ 20 إلى 30 عاما كانت نسبتهم 32.2 في المئة، أما نسبة الذكور فتشكل 55.9 في المئة، والإناث 44.8 في المئة".
وبين المحنا أن "حالات الانتحار بين المتزوجين تشكل 40 في المئة، وبين العزب 55 في المئة".
وفيما يخص المراحل التعليمية، قال إن "نسبة المنتحرين من الذين كان تحصيلهم الدراسي أقل من المرحلة الابتدائية بلغت 62.2 في المئة، ودون المتوسطة 16.9 في المئة، والعاطلين عن العمل 35 في المئة، وربات البيوت 29.9 في المئة".