احمد الماجد
عمري غموضٌ والمصيرُ مُهددُ
ولديَّ من حزنِ الثكالى معبدُ
أنا آخرُ الماشينَ نحوَ سرابِهم
وبقربَتي عَطشُ السنينِ مُزوَّدُ
أمضي ويخذلُني الطريقُ وطالما
عشقَ الطريقَ وما احتواهُ، مُشردُ
قيّدتُ نفسيَ بالضياعِ ترددًا
خوفًا وسعيي في خُطىً يترددُ
وتجرَّدت من ذاتِها وثيابها جزعًا، وهمُّ القلبِ لا يتجردُ
بي ألفُ يعقوبٍ يتوقُ لرؤيةٍ
وقميصُ يوسفَ في العراءِ مُقددُ
وبياضُ عيني لم يُمانعْ نظرةً
أبصرتُ رائحةً وكُلّي أرمدُ
أنا يوسفٌ أبوابُ سعدي غُلِّقت
وهممتُ في حزني وضدي أشهدُ
ما صدقوني كالمسيحِ فها أنا
من صُلبِ حزني دائمًا أنا أُولَدُ
عمري سجينٌ والدروبُ سلاسلُ
وأنا بحبلِ السرِّ بعدُ مقيّدُ
والإتهامُ يشيرُ عشرَ أصابعٍ
نَحوي بمحضِ إدانةٍ ويعددُ
أنا أخرُ الماشينَ بل أنا أولُ
بعضي ككلّي بالفضاءِ محددُ
أنا بعضُ أيوبَ النبيِّ وضرِّهِ
جلدٌ لعمري!! أنَّ ذلكَ مُجهدُ
سأظلُ في لهبِ الضياعِ مُجمّدًا
أرأيتَ محترقًا هنا يتجمَّدُ؟
رئتي كمدخنةٍ يضجُّ دُخانُها
وبخافقي المملوءِ قهرًا موقدُ
إنّي إقترضتُ من السرورِ مسرَّةً
ضاعت وعمرًا قد بقيتُ أُسددُ
أتلفتُ بعضي والطريقُ نهايةٌ
لم تأتِ بعدُ وما الطريقُ مُعبَّدُ
والعمرُ جدبٌ لم يجُدْ بسحابةٍ حبلى ، ومفترقُ المسافةِ أجردُ
وتطايرت جمرًا عليَّ مصائبي
وأسايَ فوقَ أذًى لهُ يتمددُ
فنَّدتُ قولي والكلامُ على شفاهي لايزالُ مثبَّـتًا ويُفنَدُ
ضاعت حروفُ فصاحتي وحذاقتي
وأنا بأفواهِ البلاغةِ أبجدُ
ملئي بيانٌ والعيونُ قصائدٌ كحّلتُها
فأنا لشعري مِرودُ
ولقد وصلتُ وكنتُ آخرَ من مشى
وبدايةً قد كنتُ فيَّ استشهدوا
لمّا تفاقمَ محتوايَ بحزنِهِ
أنا أولٌ فلذاك قالوا أحمدُ.