الشاعرة : شيراز جردق (تونس)
أهواكَ أهواكَ حتى آخرِ الرَّمَقِ
يا كوكبًا يخطفُ الإحساسَ بالأَلَقِ
إليك تشتعلُ الأشواقُ هادرةً
وليس من دونِ وصلٍ تنطفي حُرَقِي
وكلَما نظرتْ عينايَ فيكَ رأتْ
ما يجذبُ الروحَ نحوَ الوردِ بالعَبَقِ
إذا تنفَّسْتَ فاحَ العطرُ منتشراً
وإن تبسَّمْتَ فاضَ النورُ في الأُفُقِ
ولو مشيتَ على دربٍ يضوعُ شذًى
لأصبحَ الزهرُ نشواناً على الطُّرُقِ
وذُقْتُ منكَ رحيقاً طابَ يا أملي
فمثلُ وصلِكَ طولَ العُمْرِ لَمْ أَذُقِ
وثقتُ فيك كما المرآةُ صادقةً
وفي سواكَ مدى الأيامِ لَمْ أَثِقِ
أنا التي شوقُها يحتدُّ في شَغَفٍ
من دونِ وصلي يعيشُ الكونُ في قَلَقِ
كم أشتهي صدرَكَ الدافي على لَهَفٍ
يا ليتني فيهِ ألقى ساعةً غَرَقي
أراكَ كالوردةِ البيضاءِ باسمةً
تهيجُ بسمتُها نحو الشَّذا نَزَقي
ولا أريدُ من الدنيا سواكَ فَتًى
لُقْياهُ تغسلُ عن روحي لظى الأَرَقِ
أغوصُ في صدْرِهِ لا أرتوي
أبدًا حتى أذوبَ وأنسى الروحَ في العُمُقِ