سألني عن البداية
قلت : لِمَ أبدأ ؟ ورحتُ
عنه بانتشاء كبير !
سامحته انا المتربِّع على خضرة
السواقي ، عن يباسه وعن صدّه .
الخضرة وأسرار الكروم
هي بعض أجوبتي إليه
وبعض هنائي .
ذدت عنه الغبار وافتضاح أمره
في الضوء ؛ فراح عنِّي وفي يديه عناقيد من الرضا .
لا تلمني قال لي
قلت له لا تلمني .
لا تلمَّني قال
قلت له : اتِّحادي في بعثرتي!
نزلْت من الحلْمِ إليه
مزقت ثوب الظلام
مابين يديه ، وحين
تصففْت أمامه وتجمعت ؛
حدَّثني عن الغياب ، حتى
صار حضوري هباء لديه .
قلت له : أنا ايُّها الصاد
حالم كبير ، ودائما ما أحسبها
لي الاشياء التي لا أمتلك ؛
فصدَّ عنِّي أكثرَ ، ورماني
في جُبِّ حضرته العميق .
راميته بالخضرة ، وبماء الساقية الجاري مثل دمع؛ فراح بعطشه عنِّي .
تسلَّق ما ان خرج عنِّي
شجر الكمثرى الذي يحيط بذاكرتي وراماني بناضجه وفجِّه بأصفره وأخضره .
ملأ قبَّة ثوبه ثمرا غابرا
كان يمسح بكُميه الواحدة منه؛
و يصيح على أُ مراء الفراغ من الفقراء
يمنحَهم ، أثمارَه ورضاه .