18 May
18May

كتب : الشاعر علي مجبل المليفي 

الأيامُ هي غُرفُ اللهِ المجروحةُ

 بالمغيبِ

وأنَّ الخزائنَ ما عادتْ تَضجُّ بالطبعاتِ الأولى من النساءِ

كما دجلةُ ماعادَ يُشبِهُ البغادَّةَ

حتى الفراتُ عندَ مرورِهِ باقطاعيّاتِ العنبرِ يتلفَّتُ كأغنيةٍ ريفيةٍ بلا نخيلٍ

----------

عن الزهراتِ المُضاءةِ بكأسِ الفداحاتِ

عن الخسائرِ البالغةِ الرشْدِ

عن سوابيطِ الموسيقى وهي تتسلَّقُ الآفاقَ

جئتُ أعلِّقُ أيامي في مُتحفِ للوشاةِ

وأدخِّنُ بعضَ وصايا الآباءِ

ِمثلَ لبنٍ تأخَّرَ عن الدرسِ

وهو يقودُ غيمتَهُ خارجَ النصِّ

الآن أشُعُّ مثلَ قطارٍ من الليمون

---------

وانا أدقِّقُ قَوامَها كمرثيةٍ برجوازيةٍ

يجتاحُني ريفُ جسدِها

حوّاءُ هي آخرُ نهدٍ إقترفَتهُ آلهةُ أُورَ

لتُحرِقَ مرسمَ الثيرانِ المزخرفَ بالقهر

والمعلَّقَ في مَقهى الغوايات

--------

عِناقُ الأرواحِ هو صورةٌ شخصيةٌ لليلِ

بعكسِ الأبوابِ المفتوحةِ فهي ذكرى لهدوءٍ تمزَّقَ

الفجرُ هو إشارةٌ لآخرِ قطرةِ زيتٍ تَبقَّتْ على الشفاهِ

هذا النهارُ هو الماكرُ الذي يلقُطُ أرواحَنا بعرباتهِ المطهمةِ بالتجاعيدِ ويقذِفُها للمقاهي الكئيبةِ

ياأللهُ ما هذا الدورانُ الذي لا نهايةَ له

-------

الحدودُ التي أخذتْنا طويلًا

 كشهيقِ طاحونةٍ وطنيةٍ

 إنها لا تسألُ عن السنابِلِ

وكلُّ مُرادِها أن لا نصلَ متأخرينَ لأفواهِ الحربِ

إنها تشتهينا مثلَ طيرٍ في شُرفةِ سجّانٍ

وفرصةُ ضوءٍ في أفرانِ الآلهةِ الصغارِ

ياأللهُ كم كانتْ زَهَراتُكَ مرعوبةً مِن مندوبيكَ وهُم يحذِفونَ النوافذَ من ثيابِ اللوحةِ

------

أيتها المدهونةُ بالخرافةِ

جسدُكِ يفوحُ بالأنهارِ

وليلُكِ تأريخٌ سافرٌ

وها هو بياضُكِ يحرُسُ الشوارعَ

كلوحةٍ مَندائيةٍ مُعمّّدةٍ بالسابلةِ

أمَّا أنا فمنشغلٌ بهضابكِ الحافيةِ

--------

في ذلكَ البعيدِ

البعيدِ كأنهمار المدن

والبعيد كمجرى للآلامِ

رأى وطنَهُ إحدودَبَ كمسقطٍ للكلامِ

إرتابَ من فجرهِ المثقَّبِ بالكمائنِ

لذا عادَ لأرصفتِهِ الموشَّحةِ بالطغاةِ

والغارقةِ بلُعبةِ الأناشيدِ

مثلَ طيرٍ يجثو على هزائمِ أسلافهِ

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
حقوق النشر © 2024 جميع الحقوق محفوظة - جريدة المواطن