احتفى اتحاد الأدباء والكتّاب في محافظة ذي قار بالتجربة الشعريَّة والإنسانيَّة للأمين العام للاتحاد الشاعر د.عمر السراي، وحضر الاحتفالية عدد كبير من الأدباء والمهتمين بالثقافة في المحافظة التي بدأت الحركة الفنيَّة والأدبيَّة تتعافى فيها بعد أعوام من الركود، نتيجة الأوضاع الأمنيَّة التي طغت على الأحداث فيها، وعطلت أنشطتها المعتادة.
على تقاسيم عود العازف الشاب وائل زغير ألقى السراي أجمل قصائده، وسط موجة من التصفيق الحار دوت بها قاعة المركز الثقافي الذي احتضنت المحتفى به، أعجابا بالأداء المتقن الذي عرف عنه، فقد مزج أعذب ما في قصائده مع موسيقى زغير، الموهبة الفنية الآتية من أعماق الجنوب والتي ينتظر منها أن تكون علامة فارقة في العزف على العود مستقبلاً.
ثم قدم الكاتب علي عبد النبي سيرة عن اسهامات السراي الشعريَّة التي تركت بصمة واضحة في تطوير حركة الشعر في العراق، إلى جانب إنجازاته في اتحاد الأدباء والكتّاب. ووصف عبد النبي تجربة السراي الشعريَّة بأنّها متراصَّة ومتماسكة وفيها عمق ومشاعر عذبة، لذا هي تؤثر فينا ونتفاعل معها. وأعرب رئيس الأدباء والكتاب في ذي قار الشاعر علي الشيَّال عن سعادته بعودة الأنشطة الثقافيّة إلى المحافظة، مؤكدا استمرارها في قابل الأيام، ومشيراً إلى أن استضافة الشاعر د.عمر السراي وضيوفه من أدباء بغداد تمثل دعماً للاتحاد الذي بدأ يتنفّس الصعداء، لافتا إلى أن التجربة الشعريّة والثقافيّة للسراي مهمّة وتركت بصمة واضحة على خارطة الشعر العراقي والعربي، فضلاً عن دوره الكبير في ألفة اتحاد الأدباء كونه أمينا له.
فيما وصف الشاعر المحتفى به اللقاء بأدباء المحافظة بأنّه "هدية كبيرة لا يستطيع شخص أن يتوج قلبه بمثل هذه الهدية"، لذا لا يسعني إلا أن أتوجه بالشكر إلى هذه المدينة الفاضلة وإلى اتحادها المبدع والمجتهد المصرة على تقديم كل ما هو جميل.
وقال السراي: أنا سعيدٌ بوجودي في هذه المدينة المعطاء مدينة الكرم والجمال والأصالة وهي تحتضن تجربة تحاول أن تقول شيئاً وسط كل هذه الأصوات التي تتعالى هنا وهناك.
يذكر أنَّ السراي بدأ مسيرته الأدبيَّة في تسعينات القرن الماضي شاباً مولعاً بالشعر وفنونه، لذا درس اللغة وآدابها، ثم أسس نادي الشعر العام 2005، كما ترأس عدداً من المجلات والمطبوعات المختصّة بالأدب إلى جانب عمله معداً ومقدماً للعديد من البرامج الثقافيّة في القنوات العراقيّة، كما وأصدر في الشعر مجموعات عدة، أهمها "ساعة في زمن واقف، ضفائر سلّم الأحزان، حلويات، وفي مجال النقد كان له حضور أيضا عبر إصداره كتاب "الهويَّة والشعر".
كما وحصد السراي العديد من الجوائز من بينها جائزة "المُميزون" في لبنان العام 2004، وجائزة "الصدى" من دولة الإمارات العربية المتحدة، فضلاً عن جائزة سعاد الصباح في الكويت، وجائزة الدولة للإبداع الشعري من وزارة الثقافة لمرتين.