09 Feb
09Feb

كانت زوجته تفهم الزواج على انها امتلكت رجلا وصار شيئا خاصا لها بالكامل ..فلا هاتف يرن الا وقد تحسست وجمعت معلومات عن المتصل..ولا رسالة هاتفية تاتي الا وقد اطلعت عليها قبله. 

حتى في عمله فقد وظفت اثنتين من صديقاتها اللتين كانتا تعملان معه في نفس المكان كي يعطينها تقريرا مفصلا عن كل حركاته وسكناته.فهي لاتعترف بوجود صداقة طبيعية راقية بين رجل وامرأة فكل العلاقات في نظرها هي علاقات غرامية. 

لذا وبسبب شكوكها وغيرتها المفرطة وطبعها الاناني بتملك الاشخاص كانت تنشب بينهما معارك وثورات بشكل مستمر ..تتهمه هي بالخيانة ويكره هو خيالها المريض واستحواذها عليه. 

في احد الايام بعد عودته من سفر كان قد ذهب اليه لاتمام احد الصفقات التجارية استقبلته بشوق وحب ..اخذها بين احضانه في تلك الليلة .شعر عندها ان زوجته قد ثابت الى رشدها ولن تفسد حياتهما الزوجية بعد اليوم بالشك والغيرة والجلسات التحقيقية المزعجة بعد كل عودة له من السفر في الصباح اعدت له افطارا رائعا وجلست امامه تعلو وجهها ابتسامة مشرقة.ومع اول رشفة ارتشفها من كوب الشاي الساخن فتحت اول جلسة للتحقيق.بدأت تنهال عليه بالاسئلة ..من هي فلانة ..ماهذا الرقم الذي في هاتفك ..حاول ان ينهي النقاش قائلا لها : 

تعلمين انني لم اخنك يوما لكنني لدي علاقات عمل مع نساء ورجال وقد تعبت من وضعي في موقف المتهم. 

لم تنه هي الحديث بل استرسلت وبدأ صوتها يكون اكثر استفزازا بدأ يفقد هو هدوءه ثم طلب منها للمرة الاخيرة ان تغلق الجلسة والا سينجر الحديث الى شجار جديد. 

لم تستمع اليه.بدأ بالصراخ وكذلك هي.فقد اعصابه اخيرا وحطم كل ماتطاله يده من اشياء زجاجية حتى ان يده جرحت وبدأ الدم يسيل منها بكثافة دون ان ينتبه. 

قال لها :ساصعد الى تلك الغرفة في الطابق العلوي ساعيش هناك واهجر مضجعك لاتكلميني ولا اريد ان اراك حتى تفيقي وتعودي الى رشدك.ظل على حاله هذه عشرة ايام يسكن الغرفة المنعزلة تلك يخرج صباحا لعمله ويعود ظهرا لياخذ قيلولة ثم ينهض فيرتدي ملابسه ويخرج للتسكع مع اصدقائه هروبا من منزل اصبح بالنسبة اليه زنزانة للتحقيق 

بعد مرور اسبوعين على تلك الحال شعر بالملل والوحدةنهض عصرا ارتدى ملابس انيقة وضع ارقى عطوره وخرج من المنزل ركب سيارته وذهب في جولة مسائية يبحث عن حواء جديدة لتحتويه وتسعد اوقاته المملة. 

وتلك كانت اول  علاقة له خارج نطاق الزواج بعد ستة عشر عاما من الحياة الزوجية المستقيمة كلما كانت الثقة اكبر كلما كان الوفاء اكثر



تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
حقوق النشر © 2024 جميع الحقوق محفوظة - جريدة المواطن