وجدت نفسها وحيدة بعد أن تفرق عنها رفاقها أمام أحد حانات المدينة ، كانت ثملة جدا حيث تقدمت نحو سيارتي وهي تسير ببطء تترنح يميناً وشمالاً ، بدأت تنظر إلى وجهي بدهشة واستغراب بعد أن جلست إلى جانبي قائلة :
-ياإلهي ! لديك عينين ساحرتين لم أر مثلهما من قبل ، كم أحب لون شعرك الأشقر الناعم ، ولون بشرتك الجذاب ، كم أنت وسيم وجميل .
-لاأظن ذلك لكن شكراً على كل حال .
- صدقني أنت تتمتع بجمال قاتل لايمكن لأي امرأة أن تقاومه مهما بلغت من الكبرياء والخجل ، أعلم أنني قد شربت الكثير هذه الليلة ، لكن الفتاة تفصح عن أخطر مافي مشاعرها أذا دخلت نوبة الثمالة والسكر.
كانت تصفق وتغني وترقص وتصرخ عالياً عندما تجاوزنا المدينة شرقاً ، بعد دقائق قليلة طلبت مني أن أتوقف على الفور ، نزلت مسرعة ثم تقيأت على الأرض المغمورة بالثلوج . شربت قليلاً من الماء ثم مسحت وجهها بمنديلها الصغير قبل أن تعود ألى مقعدها ، نظرت إلي ثانية لكن بخوف وقلق هذه المرة ، قالت وهي تنظر إلى سقف السيارة ومقاعدها الخالية :
-من أنت ؟
-انا سائق هذه السيارة الصغيرة ، كنت برفتك منذ اكثر من عشر دقائق .
-لكن سائق هذه السيارة كان جميلاً وجذاباً جداً !
شعرتُ بشيء من الأطمئنان بعد أن اصبحتْ ترى الأشياء كما هي فقد اتعبتني بثرثرتها المملة طوال الطريق ، سألت ثانية :
-إلى أين تمضي بي ؟
-لقد قلت لي انك ذاهبة إلى منزل طليقك .
-أها ، فعلاً ، اليوم هو ذكرى مولده وقد أعد حفلة كبيرة ، انفصلنا منذ أكثر من عامين ، حاول مراراً متوسلاً أن أعود إليه لكنني قررت أن لاأعود أليه أطلاقاً بعث إلي الكثير من أقاربي وأصدقائي ليشفعوا له لكن دون جدوي ، هذه الليلة قلت لنفسي لابأس أن أذهب أليه في زيارة مفاجئة لساعة أو ساعتين لأرد له جميلاً قد صنعه يوما عندما كنا نعيش معاً ، اعلم أنه سيدعوني ألى علاقة حميمة بعد أن يرحل الجميع لكن هذا لن يحدث أبداً .
-زيارتك هذه ربما ستكون سبباً لعودة العلاقة بينكما خصوصا بعد أن يسمعك كلاما غرامياً جميلاً .
-أبداً ، لن أعود إليه حتى لو أسكنني منزلاً من ذهب ، يمكنني ان أغفر كل شيء إلا الخيانة ، ربما سيتوهم عندما يراني أنني قد قبلت بالعودة إليه لكن هذا محال ،
-عليك أن لاتشربي الكثير من الخمر هناك فقد شربت مايكفيكي هذه الليلة .
-بل سأشرب قليلاً ، لاأستطيع حرمان نفسي من الخمر فهو يمنحني المتعة والسعادة ، الخمر يأخذني بعيداً عن كل هموم الدنيا وأحزانها ، أعشق الخمر كثيراً وأن كان يذلني أحياناً لكنه جوادي الذي أمتطيه للسفر إلى العالم الذي أتمنى العيش فيه ولو لوقت قصير ،
خرجت من سيارتي عندما وصلنا إلى منزله الذي تزينه الأضواء الملونه ، خرج اليها مذعوراً عندما رأها من نافذته قائلاً : أهذه أنت ! لاأصدق ذلك ، أمرك غريب جداً ، كم مرة قلت لك اتركيني وشأني ، مابيننا قد انتهى ولن أعود اليك مهما طال الزمن لقد ارتبطت بامرأة اخرى وأنا سعيد معها كثيراً أذهبي من هنا ولا تفسدي علي حفلتي ، عودي من حيث جئت قبل أن تغادر سيارة الأجرة وإياك أن تعودي مرة أخرى . عادت إلى سيارتي مطأطأة رأسها خجلا ثم قالت بصوت حزين : ألم أقل لك أن الخمر يذلني أحياناً