الآن أعلن النهاية ؛
النهاية التي كان يتوجب عليّ وضعها قبل أن أبسط لك قلبي وأبذل في سبيل وصلك ما لا يُغتفر من مئات ساعات الإنتظار و آلاف الإعتذارات المُقدمة لك نيابة عنك ...
الآن أنا أستعيد نفسي من شوقك الجائر و عظيم إهتمامي و ضياعي فيك ...
الآن أنا أستفيق على شد جرحي ونسيانه و أستغني عن لمسي إياه بمحاولات خائبة لطالما غمرتني بأمل خادع يبتعد عن واقعي المُحب وواقعك الخائن ...
الآن أنثر على رفات وجودك فكرة اللاعيش و اللاوجود إلا معك و أكتب سطور إستمراري على شاهد قبر الخُذلان الذي عرضتني له في كل مرةٍ و أخرى ...
الآن أمنع وأقف بوجه قلبي خشيةَ أن يُرسل لك فرصة أخرى لكي تُميته كما تعودتَ أن تفعل ...
الآن أُحرق رسائلك ذات الحروف القليلة المُتناثرة التي حرقتني مئات المرات بفراغها و إمتلاء لهفتي لقراءة كلماتها الغير موجودة ...
الآن أنا لا أرى عيناك وإن كُنتَ حاضرًا موجودًا بعدما كُنتَ أنا الغريق إذا لمحتهما حقيقةً كانت أو خيال ...
الآن لا يهمني موقعك ؛ كُن حيث تكون فما عادت خطواتي تبذل أميال لقاؤك و تخط الأرض بحثًا عن رصيف مررت به ذات يوم ...
الآن أنا وحدي أراقب نفسي المُنهكة من مُراقبة المحطات والدعاء لعربات القطار أملًا أن تحملك بداخلها ونعيش لهفة اللقاء بين المُنتَظِرين الذين يخلون من اللقاء مثلنا ...
الآن أجلس بعيدًا عنك في مَقهانا المُعتاد وأمحو من ذرات البُن ذكرى مُلامسة شَفتاك لها و أُغير نكهة قهوتي التي كانت ضمن ذوقك و حقيقةً لم تكن المفضلة لدي أو حتى ضمن ذوقي لكنها كانت مُقتبسة من لون عينيك وهذا ما جعلني أدمنها على الرغم من شدة مرارتها لإرتباطها بك ...
الآن أفك وِثاق رموشي لأرى العالم الذي يخلو منك بعدما ربطتُهما معًا و إستغنيت عن بصري لأحتفظ بآخر رؤية لك ، ليست رؤية الوداع كما يجب أن تكون لأن وجودنا إنتهى من دون أن يُكلل بكلمات الوداع أو الوقوف في نهاية الطريق ...
الآن أنا أتحرر منك بالقدر الذي هنت به عليك ، كانت المحطة الأخيرة لك و خَذلتني فـدَفَنتُ كلانا و خَرجتُ بنفسي ملوحًا لوداعِك من قلبي و ترحيبًا بالواقع والخيال اللذان لا يتضمنان وجودك في تفاصيلهما.