19 Mar
19Mar

علي ياسر 

في ظلام غرفته، جلس الشاب، نظرات عينيه تعكس الحزن العميق، قرر أن يخوض معركته ضد الإدمان. 

يتأرجح بين لحظات اليأس والقوة، يحاول تحمل ألم الانفصال عن تلك الجرعات اللعينة. 

وفي لحظة هدوء، يظهرأمامه ظلال تخيلية، ابنته الصغيرة وزوجته الراحلة، يتخيلهما يراقبونه بحزن من عالم آخر.

 يناديهما بقلب محطم، وتظهر أمامه صورهم بشكل باهت وشاحب، صورة يأبى أن يراها حتى في أحلامه.

 في لحظة من اليأس، تظهر نفسه أمامه، صورته المتعبة والمجروحة، تناشده بالعودة إلى المخدرات. "لا تستطيع تحمل ذلك، عد إلينا"، يهمس الشكل الشاحب.

 لكن حين يستجيب لنداء الإغراء، يظهر أمامه نفسه الجميلة، تحمل رسالة أمل وتشجيع.

 "اترك المخدرات وامضِ في طريقك"، تقول بصوت هادئ. يشتد الصراع في داخله، ينخرط في حوار داخلي شديد. يبدأ في التأرجح بين النداءين المتناقضين، تتصاعد التوترات حتى يغمى عليه. ينجو بصعوبة من هذا الصراع الداخلي، ليجد نفسه في المستشفى. يستيقظ محاطًا برائحة الأدوية وأصوات الأجهزة الطبية. يسأل الطبيب كيف وصل إلى هنا، ويكتشف حقيقة محاولته اليائسة للانتحار. "لكن الله كتب لك عمرًا جديدًا"، يقول الطبيب بصوته الهادئ. ومع ذلك يدرك الشاب أن هذا العمر الجديد هو فرصة للتغيير والشفاء.

 يقرر أن يواجه الإدمان بقوة ويسعى للحصول على الدعم اللازم للتغلب على هذا الشيطان الذي كاد يفتك به.

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
حقوق النشر © 2024 جميع الحقوق محفوظة - جريدة المواطن