02 Mar
02Mar


هُنَّ سُلالاتٌ من جروح ٍ 

ودَمعاتٌ من دُخان ٍ 

لا جنة َ تحت أَقدامِهنَّ 

ولا ظِلَّ لَهنَّ . . . ولا سمير َ 

الناذراتُ سيرتـَـهُنَّ 

والباذلاتُ قِرابَهُنَّ على الأرصفةِ السومريةِ 

لم يعرِفـْـنَ البهجة َ إلا ّ بالنحيبِ 

أرملاتُ الجنودِ 

الذين لم يلاقوا حتوفـَـهم بعَدُ 

الجُند ُ

الذين تسلَّلوا من مِدخنةِ الحربِ الى مِقلاةِ الحياةِ 

كيف لا 

وهُم رجالٌ منهدمونَ 

والأبناءُ منخرطونَ بصُـنع ِ الألهة ِ 

مَنْ ينصُرُ البنفسجَ في حفلةِ الرصاصِ 

مَنْ يُجلي المتاهاتِ عن الكلام ِ 

من يَمسحُ العساكرَ من كتابِ النهار ِ 

مَنْ يَلفظ ُ الرؤوسَ من أكتافِها 

وهي تُبدِلُ الشبابيكَ بالمزاغلِ 

وتستعيضُ عن العيونِ بالمراقبِ 

مَنْ يُدلي بصمتهِ في حضرةِ الفقدان ِ 

من يُلّـوحُ بدمهِ صوبَ المآذن ِ . . . المسافرة ِ 

في ذاك الشتاءِ العالي 

وهم يَتدفئونَ برائحةِ القصائدِ 

كانوا منكتبينَ ومنجرفينَ 

وعلى همزةٍ من هور 

بعدما إستباحوا القصائدَ بالدخان 

رزموا رفيفـَـهم لإغماضةِ الصفرِ 

وتسللوا الى رايةٍ بلا شفاهٍ 

هكذا اليائسون 

حيث لا ناصرَ لهم 

من صرير ِ الآلهة ِ 

هم الذين أنفقوا اقحوانَ الصبا 

وتنكَّبوا بالمشيب 

هم الذين تفتتوا بين السواتر و (الكَراجات )

هم الذين أسلموا  أقدامَهم لفانوس ٍ أعمى 

أيها الذي . . . هو انتَ 

أيها المصبوغ ُ بالحزن ِ والطبول ِ 

ها أنتَ تُلفـَـظ ُ من فم ِ البصرةِ  

وتيمِّمُ وجَهكَ صوبَ الناصرية ِ

موطن ِ العسس ِ القديم ِ 

ورقيم ِ الخساراتِ 

ولا شيءَ في الأفقِ غيرُ الحدودِ 

هاهي الناصرية ُ تجهشُ بالمسلّات

وتنزعُ من جِيدِها ورقَ الحياةِ 

وأنتَ المحفورُ حدَّ الدمع ِ 

إلامَ تمضي ؟

حيث لا وقتَ لديكَ حتى للجنون ِ 

ايها المقروعُ . . . والمبدَّدُ . . . والنافدُ 

بمن تلوذ ؟

وأقدامُكَ تنوحُ من العطش ِ 

إلى أين تذهبُ وأنتَ الذهابُ ؟ 

كيف تبزغ ُ وأنتَ بلا سماءٍ ؟

ألا زلتَ تفرحُ بان كُنيتَكَ بلا غياب ٍ 

ها أنتَ غاربٌ يزفُّكَ المغيبُ 

بعدما أكلتْ وقتك السُرفات 

وأنتِ سيدتي المشروخة ُ بألفِ  إلتحاق ٍ 

وقبائلَ من الدمعِ 

وقطاراتٍ من الوداع ِ 

مولاتي ترفَّـقي 

فقتيلـُكِ قد تدلّى 

وها هو الآن يرتكبُ الضمورَ 

أيتها الرائبة ُ بالندم ِ 

أعرفُ إنكِ قلتِ 

صرائفَ من الحسراتِ 

ومداخنَ من الخيباتِ 

هو كلُّ ما أدلى به 

بُعيدَ إنطفاءِ الحروب 

لا شيء يتقلدُهُ . . . سوى الشظايا 

فكيف يُعيدُ إليكِ قَصبَ الصبا 

وأهوارُهُ تلهثُ في البراري 

اللهُ . . . يا اللهُ . . . يا اللهُ 

هذا انا . . . يا اللهُ 

كيف أبوحُ بان بلادي نهبتني 

وكيف أرسمُ بغدادَ التي . . . 

كُنـّا نردِّدُ خلفَ المعلم ِ 

ببراءاتنا الأولى 

لاحتْ . . .  رؤوسُ الحراب 

ولا نعلمُ إن الحِرابَ هي حربٌ علينا 

وانَّ الرؤوسَ هم أولادُ الخائبةِ 

أيّ ُ بلادٍ تستبسلُ بالفقراءِ 

وتستبدل عملتَها كلَّ غزو ٍ 

وعند شتاءِ الخرائطِ تنزفُ أطرافـَها 

هناكَ 

حيث كان الوقتُ يتعثَّرُ بجثةِ وطن ٍ مهم ٍ... كالأنسان ِ 

والفوانيسُ ترفعُ قبعاتِها لصراع ِ الدين ِ الأيوبي  

كي توقدَ صلاتَكَ ذاتَ حزن ٍ 

وتعمّدَ نشيدَكَ بالقيامات 

أيها الموشومُ بختم ِ البصرةِ بل بخرابـِها 

أيها الغارقُ منذ ُ رصاص ٍ 

وعلى ريحِكَ ندوبٌ من قصائدَ 

ها أنتَ تبصقُ ميلادَك بفم ِ الساعةِ 

وتوشكُ أنْ تُغمِـدَ وجهَكَ في قرابـِـكَ الأبدي 

لكنهُ اسمُكَ الذي ظلَّ ساهراً 

يترنـّحُ بلا أوتادٍ 

ايها المؤرَّخُ بالهزائم ِ 

والمنسوبُ لترابٍ قضى نحبهُ 

سلامٌ على غيمِتكَ المقفـّاة 

وعلى وجهـِكَ المرتَّـش ِ  بالأزيز ِ 

وعلى بُعدِ وحشةِ من ليل ٍ 

هاهم جُندُكَ يحيونكَ بكل ِ انكسار ٍ 

سلامٌ .....سلامٌ.....سلامٌ

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
حقوق النشر © 2024 جميع الحقوق محفوظة - جريدة المواطن