24 Feb
24Feb

نعيم عبد مهلهل / طنجة / صحيفة المواطن  

مع صدور كتاب انطولوجيا كتاب طنجة ــ 100 من الابداع . تشعر ان مؤلفه ومؤرشفه المبدع الطنجي الكبير حسن بيريش يبذل جهدا ادبيا وتاريخيا وروحيا رائعا ، هذا الرجل يؤسس لحلم مدينة تسكن ايقاعات روحه فيتضارب معه موج البحرين مع سفوح جبال تحيط بطنجة مع باطنها العمراني المنقسم الى بيئتين هما طنجة القديمة وطنجة الحديثة .

 ولد طنجة من رحم اغماضة للنبي نوح ع السلام ليصل سواحلها بأمان ، ويبدو أن كل الذين يصلون الى عطر مودة السفر اليها سيهنئون بسحر الامان في تخيل رومانتيكي لمدينة تتلون فيها الحياة ، وفي النهاية ستحصل على مدينة رسم ماتيس من خلال شرفتها الضوء والبحر والبحر ومرايا كل اميرات الامازيغ اللائي عبر مع سحرهن القائد طارق بن زياد الى الاندلس ،ومع دموعهن عاد احفاد الملك ابي عبد الله الصغير بعد ان ضاعت الاندلس في خبر كان .اكتب هذا كمقدمة مختصرة لمديح مستحق لمبدع أحب طنجة ورسمها كتابة ورؤى لتقصي احلامها وما يكتب عنها ، الكاتب والذي يصور لنا النثر فوتغراف روح المكان واحلامه ، انه صديقي وابن طنجة حسن بيرش الذي تحتفون به اليوم وقد اظهر لنا كتابا مهما في الانطولوجيا لمئة كاتب سكنتهم روح طنجة وعشقوها كما يعشق قيس ليلاه ، وكما الخبز الحافي في رواية شكري ، وكما عشق البحرين لمدينة قاد ابن بطوطة خطوته منها ليقرأ العالم في اشبار وجفن وامصار.

هذه الانطولوجيا (      انطولوجيا كتاب طنجة ــ 100 من الابداع       ) التي احتاجت من هذا البورتريهي الكبير حسن بيرش اعوما من البحث والاستقصاء والتقصي والفهرست والمراسالات أنما هي جهد لأرخنة مهمه في الحياة الثقافية للمدينة إذ نجح حسن في جمع كل الذين شعروا أن طنجة واحدة من ملهمات العيش والكتابة ومنهم انا حيث كتبت عنها ثلاثة كتب ، وقد حسبتها قريبة الى جنة دلمون السومرية التي انتهت اليها احلام نوح بأزل الوصول فكانت طنجة وحمامتها وهذه الانطولوجيا التي اظهر فيها حسن بيرش ابداعا وصبرا ودقة في التوثيق ليكون واحد من متمني الابداع في هذه المدينة التي يحبها كما تحب الحدائق ازهارها.

انجز صديقي كاتب البورتريه الساحر ، أبن المغرب وطنجة ( حسن بيريش ) كتابه الاستقصائي والارشيفي عن كل من كتب عن مدينته طنجة ، وهو بذلك ينوب عن طنجة في تقديم الشكر الى كل الذين سكنهم سحر المدينة وركبوا بغلة ابن بطوطة وتجولوا في حارات المدينة القديمة وكورنيش البحر او انحدروا صوب المغارة الاغريقية لهيركليس ثم عادوا الى مقاهي طنجة ليشربوا شاي النعناع ويعودون لرسم الملامح الحادة لروائيها الشهير محمد شكري وهم يستعيدون متعة قراءة روايته الشهيرة الخبز الحافي.

انجاز صديقي حسن بيريش هو لحظة مفصلية في مسيرته الابداعية فقد كان جهدا كبيرا عشت معه بعض محطات هذا التقصي وفرحت كثيرا حين وجدت نفسي ومنجزي فيها وانا الذي كتب عن طنجة اربعة كتب والخامس في الطريق الى المطبعة.

هذا الوفاء هو صفحة ملونة بوداعة وخجل وتواضع هذا البورتريهي الكبير ( حسن بيريش ) الذي يستحق الثناء والتصفيق من طنجة واهلها وكذلك من اؤلئك المبدعين الذي وضع اسمائهم وابداعاتهم في انطولوجيته المهمة.هذه الانطولوجيا دراسة تمت ارشفتها بوعي واجتهاد وحماسة فكانت رؤيتة توثيقية جميلة ادرجت محبتها على رفوف مكتبات طنجة وسائر مدن المغرب . 

فهي بالنسبة اليه المدينة التي ترى القلوب قبل ان تراها العيون لتحضر مزيجا بين البحر والعطر.شكرا حسن بيريش...فأنت تستحق ان تنال تصفيق من نبض قلب طنجة قبل ان تنال التصفيق من اكفنا .

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
حقوق النشر © 2024 جميع الحقوق محفوظة - جريدة المواطن