أربعة عقود هي رحلة احتفالنا بصحبته ذلك الصرح الذي يقابل فندق المنصور ويطل على دجلة ، عصرا نحث الخطى من كراج الباب الشرقي ونعبر جسر السنك ندندن باغنياتنا السبعينية تتوقف لوهلة عند بوابته ونتسمر في مقاعده الخلفية مبهورين بعروضه المشاكسة ،، الذي ظل في هذيانه و مائة عام من المحبة والعباءة والمومياء وحفلة الماس وعطيل في المطبخ ،،،والكثير من جنون المسرح الذي جعلنا ندمن ونخرج في حفلة نقاش ونفترق عند مقاهي الصالحية باتجاه كراج العلاوي حيث مكابدات الحصول على اخر سيارات الاجرة ( النفرات ) نعاود الكتابة عن مشاهدتنا ، ومحاولة نشرها.
ومع بداية عقد التسعينات نؤسس فرقة مسرح التسعين للمسرح الجاد ، وتاتي فرصتي للتعرف على الكبار في اجتماعات الفرق الأهلية التي تنظم في مؤسسة السينما والمسرح التي تلاصق الرشيد ،، ليكون الصباح نديا في كافتريا المؤسسة وحوارات ولا أروع برفقة اضمامة من عشاق الجمال والبحث عن الدهشة ،، هناك في الركن المنعزل يصدح صوت عامر توفيق بالمقام العراقي وعلى مرمى بصر يرتفع صوت عز الدين طابو مرحبا او ساخرا ، وانا الشاب المحتفل بجلوسي قرب قاسم محمد وكريم رشيد الذي يعد اوراقه لاخراج عمل مسرحي من تأليف احمد الصالح ...
. وفي الايام الاولى للقصف الأمريكي توجهنا مرعوبين مخنوقين بدموع الخسارة ،، كنت برفقة صاحبي الذيي يتقن النواح الكربلائي او ذلك الطور الجنائزي فانفجرنا ببكاء يصاحب نغمة عويل بخطواتنا المتعثرة قرب ضفاف دجلة في المتنزه الذي يجاور نقابة الصحفيين الان ،، نراقب خيوط دخان خفيفة بقيت لايام ،،
اليوم نحاول ان نحتفل ببريقه ليس ارضا او جدران او مبنى يقاوم الاهمال او الانهيار وانما ايقونة تمدن تشع ببهجة المسرح الجاد الذي يرفع من الذائقة ويسلح محبيه بالامل ومواجهة البؤس ،، انها دعوة لتفعيل الروح التضامنية المتعقلة في تكريس الجهود والتنبيه لاهمية جدوى ومعنى هذه الصروح الثقافية ومنها ،، قاعة الفن الحديث ومصهرالفنون التشكيلية ومعهد الدراسات ومدرسة الموسيقى والباليه وقاعة الرباط ،،