31 Jan
31Jan

وجود

 لم يحضر زواج ابنه البارحة.

قبل عامين، لم يكن في حفل تخرجه.

آخر حضور له في العشرين سنة الماضية،

كان من خلال اسم رب الأسرة في بطاقة المساعدات الشهرية.


محبّة

‏‎لم يشترِ حذاءً ولعبةً لطفلتِه الوحيدة.

‏‎ ظلَّ يجمع ويدّخر ليعبرَ الحدودَ للجهاد.

‏‎أول ما فعله حين وصل أرضَ المجاهدين،

‏‎ راح يلتقطُ من الشوارعِ المدمرةِ

‏‎ دمى الأطفالِ وأحذيتَهم.


تربية

ربّت النعجةُ صغيرَها ليصبحَ ذئبًا؛

لأنها استنتجت أنّ الحياةَ ليستْ للضعفاء.

عندما هجمتْ الذئابُ على النعجة،

مدّ ابنها رقبته للأعلى كما علَّمته جيدًا

وراح يعوي.


انتعاش

‏‎استأجر سبعةَ نجارين، برواتبٍ مجزيةٍ، للعمل في محله الصغير؛ بعد أن كان ينتظر شهرًا أو يزيد ليبيع قطعةً واحدةً من النعوش التي يصنعها.


حرب

يلقي بنفسه أرضًا، ويأمر المارة بخفض رؤوسهم كلما سمع صوت بوق أو صافرة، ثم ينهض بعد أن يضحك من تصرفه الجميع.

اثناء أدائه التحية العسكرية لرتل النمل في باحة البيت، قلت له:

– أنزل يدك يا أبي أرجوك، أنت لم تعد تعمل في الجيش.

ودون أن يغيّر من وقفته صاح:

– وهل توقف القتل يا سيدي؟


اشتباه

‫اتصلت بهاتف الطوارئ. قلت: “النجدة…

‫ثمة رجل غريب في البيت”

‫وفعلًا، وصل أفراد من الشرطة.

‫سلمتهم نفسي دون مقاومة.


تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
حقوق النشر © 2024 جميع الحقوق محفوظة - جريدة المواطن