23 Aug
23Aug


كتب:  زاهد البياتي

من المصادفات الجميلة الاهتداء الى ديوان شعر (من وحي الحسين) ونحن نبحث بين أكداس الكتب المهداة الى الشيخ الشبيبي ونحن نعيش أجواء المسيرة المليونية لمشاية عشاق الحسين عليه السلام في الزيارة الأربعينية ، من البحر الى النحر .. بتوقيع الشاعر الكبير طالب الحيدري : (الى حضرة صاحب المعالي العلامة الشيخ محمد رضا الشبيبي .. مع إخلاصي وحبي .. 1956/9/24) .

وقد كتب الشيخ محمد رضا الشبيبي مقدمة لإحدى دواوين الحيدري عندما كان رئيسا للمجمع العلمي العراقي ووزيرا للمعارف قال فيها : 

(مناضل عانى ما عاناه من الإرهاق والتعسف، ووضع تحت المراقبة، ولاحقه رجال الأمن، وحُدّدت حريته بسبب مواقفه الوطنية، ومثل أمام محاكم التحقيق).

 فيما وصف شعر الحيدري : ( شعره يتميز بالانسجام والانسياب اللطيف إلى النفس، فلا تقعر ولا تكلف هذا من ناحية مبانيه، وأما من ناحية معانيه فإنه تصوير جميل للعواطف والأحاسيس، وحماسة مشبوبة، وهدير داخلي عميق يشعرك بتلاطم أمواجه واصطخابها في أعماق نفسه الثائرة).

كتب عنه أدباء كبار منهم: بشارة الخوري، الاخطل الصغير، ومارون عبود، والدكتور محمد مهدي البصير، والدكتور مصطفى جواد والشيخ محمد بهجت الاثري والدكتور عبد الرزاق محيي الدين والدكتور يوسف عز الدين والدكتور داود سلوم وغيرهمالحيدري عشق الإمام الحسين (عليه السلام) ووجد فيه المثل الأعلى للثائر المصلح الذي يسعى إلى الإصلاح في الأمة ومقارعة البغي والفساد مهما بلغت التضحية يقول في إحدى لقاءاته:

 (كان الحسين عليه السلام ملهمي الأول، وقد كتبت فيه أول بيت وأول قصيدة، وللحسين وجود في مدينتي طوال أيام الحول، وعنه تقام الحفلات الحافلة بالشعر كلما هل هلال محرم من كل عام).الحيدري يقول في قصيدة له من (49) بيتاً بعنوان : (المشاة على أقدامهم إلى كعبة الشهادة إلى كربلا) :

 قلبي مع الماشينَ في كبرياءْ     يحدوهمو العشقُ إلى (كربلاءْ)

مِـن كـلِّ أرضِ اللهِ قد أقبلوا     يـجـدِّدونَ الـعـهـدَ والانــتــمـاءْ

أودُّ لــو رأســي لأقـدامِـهــمْ     يـكـونُ أرضـاً فـيسامي السماءْ 

ومنها:يجرُون كالسيلِ إلى (كربلاء)     على سـكـاكينِ القلى والعداءْ

ولـن يـبـالـوا والـمـنـايـا لـهــمْ     بمرصدٍ مثلكَ همْ في السخاءْ

ماضينَ حتى لو رأوا حـتـفهمْ     قـدّامـهـمْ مـا الـتـفـتوا للوراءْ

ومنها:و(كربلاءُ) المجدِ في تربِها     مهدُ البطولاتِ وشهدُ الشفاءْ

وأعـظمٌ جالتْ خيولُ العدى     تطـحنُها فيها اتساعُ الفضاءْ

في حـفـرةٍ أشبارُها تنطوي     عـلـى سماواتٍ من الارتقاءْ

ومنها:يا صرخةَ المظلومِ يا قاهراً     حـيَّـاً ومـيـتـاً قــوَّةَ الأقــويــاءْ

خُـذ بيدِ الإنسانِ وانهضْ بهِ     يــا رايــةً تـخـفـقُ للاقتداء

ما أحـوجَ الأرض إلى ثائرٍ     ما أحوجَ الناس إلى (كربلاء)

ولد في مدينة الكاظمية المقدسة عام 1927 ونشأ في كنف اسرة دينية تتعاطى الأدب والثقافة، تلقى في ظلها وفي أوانين  الحوزات العلمية دروسا مكثفة في النحو والبلاغة والمنطق واصول تفسير القرآن، والفقه والاصول وعلم الكلام ما مكنه ومنذ طفولته ، من حفظ عددا من سور القرآن الكريم، و خطب نهج البلاغة، وادعية الصحيفة السجادية ، وقصائد خالدة من عيون الشعر العربي ابتداء بامرئ القيس وانتهاء بشوقي.

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
حقوق النشر © 2024 جميع الحقوق محفوظة - جريدة المواطن