نشر الكاتب والباحث حسان الحديثي على صفحته في الفيسبوك :
__________________
قالت حمدة بنت زياد الشهيرة بـ "بنت المؤدِب" وهي شاعرة اندلسية عاشت في القرن السادس الهجري عصر ملوك الطوائف وقد لقبت بـ "خنساء الغرب"
وَقانا لفـحـةَ الرمضـاءِ وادٍ ... سقاهُ مضاعفُ الغيثِ العميمِ
حَلَلنا دوحَــهُ فحـنـا علـينا ... حنوّ المرضعاتِ على الفطيمِ
وَأرشَـفـنا علـى ظـمـأٍ زلالاً ... ألـذَّ مــن الــمُــدامـة للـنـديـمِ
يصدُّ الشـمسَ أنّى واجهتنا ... فَـيحجـبُها، ويــأذنُ للنسـيمِ
يروعُ حصاهُ حاليةَ العذارى ... فتلمسُ جانب العقد النظيمِ
وهذا من اجود الشعر وأرقه تصف به فجوةً في واد فيه ظل وماء، وقولها: وأرشَفَنا اي سقانا ولكنها اجمل من سقانا لرقتها ومعناها أنالنا ما يُرتَشف.
والارتشاف هو مصُّ ما يُشرب من ماء ونحوه، وقد تأتي مجازا في ارتشاف المعنى او ارتشاف الخد للتقبيل قال الفرزدق :
إذا مَا أتَاهُنّ الحَبِيبُ رَشَفْنَهُ
كرَشْفِ الهِجانِ الأدمِ ماءَ الوَقائعِ
والهجان هي الابل، والوقائع ارض صفا شحيحةُ الماء ليس للابل القدرة على شرب مائها الا امتصاصاً، وكل هذا جميل فيه شعر جزيل، ولكن الصورة العظيمة في الخاتمة بوصف فتنة حصاه كأنها أحجار الحلي فاذا مرت به الصبايا تلمست احداهن عقدَها تحسبه انفرط..
الصورة تبين ارتشاف الابل وشل الماء