أنهت السلطات العراقية، وبدعم من فريق التحقيق التابع للأمم المتحدة لتعزيز المساءلة عن الجرائم المرتكبة من جانب داعش (يونيتاد)،، يوم الثلاثاء، أعمال التنقيب التي أُجريت في عددٍ من مواقع المقابر الجماعية في محيط همدان بالقرب من قضاء سنجار.
وجرت أعمال التنقيب بحسب بيان بقيادة دائرة شؤون وحماية المقابر الجماعية بالتعاون مع دائرة الطب العدلي بما يتماشى والإستراتيجية الوطنية لأعمال التنقيب في المقابر الجماعية، وقانون حماية المقابر الجماعية العراقي.
وقام فريق التحقيق (يونيتاد) بتقديم الدعم لأعمال التنقيب بما في ذلك الدّعم المادي، والتقني، والدّعم المقدّم من الخُبراء، فضلاً عن توفير بعض المعدّات الضرورية. واقترف تنظيم داعش في العام 2014 جرائم مروعة ضد المجتمع الايزيدي في العراق عدّها فريق يونيتاد جرائم ترقى للإبادة الجماعية.
واشار البيان الى ان "عمليات التنقيب في المقابر الجماعية في همدان تقدم أدلة إضافية تساهم في اثبات هذه الجرائم ضد الأيزيديين".
ولفت الى ان "أعمال التنقيب والتحقيق في المقابر الجماعية تُعدّ أحد العناصر المهمة في تعزيز الجهود المبذولة لمحاسبة أعضاء تنظيم داعش عن الفظائع التي ارتُكبِت بحقّ المجتمع الإيزيدي في سنجار".
علاوةً على ذلك، جرى نقل الرفات المُستخرجة من تلك المقابر إلى دائرة الطب العدليّ في بغداد من أجل تحديد هوية الرُفات ليتسنى تسليمها للأقارب، وتكّريم الضحايا بما يليق بهم من مراسم دفنٍ وفقًا لتقاليدهم الثقافية والدينية.
وأكد المستشار الخاص ورئيس فريق التحقيق (يونيتاد)، كريستيان ريتشر أن "فريق التحقيق (يونيتاد) سيواصلُ تقديم الدّعم للجهود العراقية المبذولة في أعمال التنقيب في المقابر الجماعية لضحايا تنظيم داعش. فالمجتمع الإيزيدي، مثل سائر المجتمعات المتأثرة بجرائم تنظيم داعش، يستحق أن يشهد تحقق العدالة عن الجرائم الدولية المرتكبة ضدّ أفراد ذلك المجتمع وذويهم. وإن مساعينا المشتركة مع الحكومة العراقية والخبراء الوطنيين الأكفّاء هي ما سيمكننا من المضي قٌدماً لتحقيق المساءلة والعدالة".
كما أشار مدير عام دائرة شؤون وحماية المقابر الجماعية ضياء كريم طعمة الى انه: "قد جرت العادة على أن تضع دائرة شؤون وحماية المقابر الجماعية وبالتشاور مع كل الشركاء خطة سنوية لأعمال التنقيب وتأتي هذه النشاطات كخطوة أولى لهذه الخطة التي تتضمن فتح وتنقيب مواقع كثيره وفي محافظات متعددة".
وسيجري تحديد هوية الرفات المُستخرجة وفقاً للمعايير الدولية، وباستخدام التكنولوجيا المتقدمة، بما في ذلك استخدام نظام إدارة المعلومات المختبرية(LIMS) الذي وفّره فريق التحقيق (يونيتاد) لدعم دائرة الطب العدلي في جهودها الرامية إلى إنشاء نظامٍ علميٍّ رصين لتحديد هوية الرفات المُستخرجة من المقابر الجماعية لضحايا تنظيم داعش في جميع أنحاء العراق. وقدم فريق التحقيق (يونيتاد) الدعم لأعمال التنقيب التي أُجريت في أكثر من 40 مقبرةٍ جماعيةٍ لضحايا تنظيم داعش حتى الآن.