قال الحكيم في كلمته بمناسبة الأول من رجب "يوم الشهيد العراقي" ذكرى استشهاد آية الله العظمى السيد محمد باقر الحكيم، واقيمت بمكتبه في العاصمة بغداد بحضور الرئاسات الثلاث وحضور غفير من السياسين والدبلوماسين ومختلف الفعاليات المجتمعية، "في الأول من رجب {يوم الشهيد العراقي}، نلتقي مجدداً تحت هذا العنوان الكبير لنحيي الذكـرى الحادية والعشرين لارتقاء شھید المحراب آیة ﷲ السـید محـمد بـاقـر الحكیم (رض)".
ولفت الى ان المناسبة "تتزامن في هذا العام مع الذكرى السنوية لرحيل سفير المرجعية العلامة الشهيد السيد محمد مهدي الحكيم (طاب ثراه) وتتزامن ايضا مع الذكرى السنوية الرابعة لقادة الانتصار"، مبينا، "إنھا المحطة التي نستلھم فیھا معاني التضحیة والنضال والعمل الجھادي في سبیل تحقيق سیادة العراق واستقلاله".
ونوه الحكيم الى ان "فلسفة بناء الدولة تقوم عـلى أسـاس تحقیق العدالـة بـین المواطنین، وھذه القیم لایمكن تحقیقھا من دون وجود عـملیة سـیاسـیة مـمثلة لجـمیع أطـیاف ومكونات الشعب على اختلاف انتماءاتـھم وتـوجـھاتـھم الدینیة والفكریة".
وأضاف، "لقد نجح العراقیون على مدار عشرين عاماً الماضیة في تحقیق ھـذا التمثیل الـمكونـاتـي فـي الـعمل السیاسي على الرغم من المحطات المعقدة والتحدیات الصعبة التي مر بھا العراق". وأكد الحكيم انه "لولا وحدة الـكلمة، وتـراص الـصفوف، والعض على الجـراح، ومـواجـھة الـمحن والصعاب بروح المسؤولیة وحب الوطـن، لما استطعنا تجاوز تلك الأزمات الكبار التي كـادت تعصف بالعراق لـولا لـطف ﷲ وعـنایـته وصـبر العراقیین وحكمة قواھم السیاسیة الوطنیة والمخلصة".
ولفت الى ان "الجميع يريدون بـناء دولـة عـراقـیة قـویـة ومؤثرة ومـقتدرة، فـالجـمیع مـتفق عـلى ذلـك ویـعمل بـكل ما أوتي مـن قـوة لهذا الهدف النبيل، لـكننا نـختلف أحياناً مـن حـیث الأولـویـات، ونـختلف فـي اخـتیار الآلـیات الـمعبرة عـن ذلـك البناء والسعي لتحقیقه".
واوضح الحكيم، "لـقد اسـتطاع إئتلاف إدارة الـدولـة تـشكیل حـكومـة الـسودانـي فـي ظـروف صـعبة وتحـدیـات خـطیرة، واسـتطاع مـن خـلال وحـدتـه واتـفاقـه عـلى إنـجاح سعي الـحكومـة في تـحقیق إنـجازات كـبیرة مـن حـیث الاسـتقرار السیاسي ودفع عجلة البناء والتنمیة في البلاد، وھذا ما یجعلنا متمسكين بھـذه الآلیات الوحدویة لاستكمال الطریق ونـقل التجربة إلى مجالس المحافظات وحكوماتھا المحلیة، فالتجارب الناجحة یجب إعمامها وتكرارها وتطويرها".
ودعا إلـى "اسـتنساخ تجـربـة إئتلاف إدارة الدولة في تشكيل الحكومة الاتحادیة وتفعيلها فـي تـشكیل الـحكومـات المحلیة بآلیات تنسجم مع طبیعة تلك المحافظات، فـالاسـتقرار السـیاسـي وإدارة الـتنمیة وتـطویـر الـبنیة الاقـتصادیـة، لا یـمكن اجـتزاؤها أو اقـتصارھـا عـلى الـمركـز دون المحافظات والمدن العراقية جميعها، فالحكومة الاتحادیـة والـحكومـات المحلیة كالجسـد الواحد، حـینما یـتعرض جـزء مـنھا إلى ضرر أو تقصیر فإن ذلك سیؤثر على الأجزاء الأخرى حتماً".
وشدد، "لـیس أمامـنا إلا الـنجاح فـي مـسار الـتنمیة والـنھوض الاقـتصادي فـي الـبلاد، في سياق یـتكامـل مـع الـنجاح المتحقق في المسار السیاسي ومن أولى أولويات مسار التنمیة والنھوض الاقتصادي ھو معالجة بطالة الشباب بشكل جذري مستدام، ومن خلال تھیئة بیئة العمل وبناء المشاریع المستدامة وإصدار التشریعات والقوانین المعنية بذلك".
وقال الحكيم إن "وجود أكثر من ملیون شاب سنویاً يبحثون عن فرصة عمل في بلد تتنامى فیه الزیادة السكانیة عاماً بعد عام، لھو تحـد كـبیر إن لم نـتعامـل مـعه كـفرصـة جدية مـن خـلال اسـتثمار ھـذه الـثروة البشـریـة فـي الاتـجاه والـمجال الصحیح".
وجدد، "التأكید والتحذير معاً، إن لـم نـبدأ بـتلك العملیة الاقـتصادیـة الشامـلة والـقادرة عـلى صـنع فـرص الـعمل واسـتیعاب قـدرات شبابنا، فإننا سنكون أمام تسونامي مالي واقتصادي يهدد العراقیین جمیعا".
وتابع، انه "من الـطبیعي أن نـختلف فـیما بـیننا ضـمن آلـیات الـدسـتور والـمؤسـسات/ لـكننا فـي الـنھایـة يجب أن نـرجـع إلـى قـرار الدولة وسیادتھا وما یعبر عن رعایة المصالح العلیا للبلاد، عـلینا أن نـركـز عـلى المنجـزات الـتي تحققت – وھي كثیرة – كـي نواصل بـروح الـتفاؤل والإیـجابـیة أدوارنا فـي اكمال المسؤولیة ومواصلة العمل على أتم الوجوه".
وأوضح الحكيم "نحن جميعاً نـعرف جـیداً أن عـراق الـیوم یـختلف تـمامـا عما كان عليه قـبل عـقدیـن من الزمـن، وأن التحـدیـات الـصعبة الـتي مرت عـلینا كعراقیین قد صقلت التجربة العراقیة وأعطتنا منعةً وقوةً في مواجھة التحدیات والأزمات".
وشدد "لا یـمكن الـتفریـط أبـدا بـما تـم تـحقیقه، ولا یـمكن الـسماح بتھـدیـد ھـذه المنجـزات والخـطوات الـتي جـاءت بـتضحیات كبیرة من شعبنا من أجل أن ینعم العراق بالأمن والسلام والاستقرار".
ولفت الى انه "وفي الـوقـت الـذي نـرفـض الاعـتداء عـلى البعثات الدبـلوماسـیة وعلى كل ما یـعرض أمن الـبلد إلـى الخـطر فإننا نرفض تماماً كل محاولات الاستھانة بالسیادة العراقیة ونرفض استهداف مقار القوات المسلحة والقيام بعمليات عسكرية بدون إذن الحكومة العراقية، مھما كانت المبررات ومهما كانت الأسباب فالأمن والاستقرار والسلام لا یكون على حساب السیادة والكرامة العراقیة إذ لا معنى ولا وجود لھا حينذاك، والسیادة العراقیة ھي المدخل الأساسي لتحقیق الأمن والاستقرار في المنطقة".
وجدد الحكيم، "تضامنه الكامل مع الشعب الفلسطیني في محنته الراهنة ونـرفـض كـل أسـالـیب الـطغیان الإسرائیلي الغاشم على المدنیین والأبریاء في غزة الصامدة وفي المدن الفلسطينية الأخرى".
وأضاف، "لابد من اتخاذ الموقف الدولي والعربي الحاسـم لإیقاف نزیف الدم الفلسطیني وإنهاء الحرب الجائرة عليه ولا خيار سوى أن یـُمنح لھـذا الـشعب الصامد حقه في تشكيل دولته على تراب أرضه المحتلة".
وأكد ان "الـقضیة الفلسـطینیة متجـذرة فـي وعـي الـشعب الـعراقـي وضميره وعـلى الجـمیع أن یـدرك ذلـك جـیداً وأن لا یتناسوا التاریخ ومواقف العراق تجاه ھذه القضیة العربیة والإسلامیة الأصيلة".