17 Nov
17Nov

الدكتور الحكيم يقدم أربع مقاربات لتحالفات العراق المستقبلية في النظام الدولي
ملتقى بحر العلوم للحوار يناقش موقع العراق في النظام الدولي الجديد


بغداد-المواطن 

نظم ملتقى بحر العلوم للحوار ندوة نقاشية بعنوان "موقع العراق في النظام الدولي الجديد"، استضاف خلالها الدكتور محسن عبد العزيز الحكيم، بحضور نخبة من الشخصيات السياسية والأكاديمية وممثلين عن مراكز البحوث والدراسات.
وادار الحوار السيد علي الغريفي المدير التنفيذي لملتقى بحر العلوم، اذ تناول الدكتور الحكيم في مداخلته التحولات السياسية والصراعات الدولية الراهنة، مشيراً إلى أهمية التحالفات الاستراتيجية في تعزيز مكانة الدول ضمن ملامح النظام العالمي الجديد. 
وتطرق الدكتور الحكيم الى العناصر لتحقيق مصلحة الدول اذ أوضح الدكتور الحكيم أن هناك خمسة عناصر جوهرية لا غنى عنها لتحقيق مصلحة الدول، وهي ( السيادة الوطنية، وحدة الأراضي، القوة الاقتصادية، القدرات العسكرية، الأمن القومي)
وأكد أن الدفاع عن القيم الوطنية يمثل محوراً أساسياً لتحقيق التنمية الشاملة، والتي تعتمد على التكامل بين الجوانب السياسية، الاقتصادية، والاجتماعية.
تناول الدكتور الحكيم تطور مفهوم الدولة في سياق التحولات الكبرى التي شهدها التاريخ، مثل إزالة جدار برلين، الذي أدى إلى تغييرات جوهرية في النظام الدولي أثرت على أوروبا والعالم بأسره. وأشار إلى النموذج الصيني باعتباره مثالاً حيوياً للدراسة، حيث تمثل الصين حاليًا حوالي 30% من إجمالي الإنتاج العالمي، مع صادرات تبلغ قيمتها نحو 3 تريليونات دولار إلى 139 دولة.
وأكد أن الصين تسعى لتحقيق أهدافها التنموية من خلال مشروع الحزام والطريق بحلول عام 2049، وتركز على بناء القوة والثروة عبر استثمارات ضخمة في الجانب العسكري وتوسيع التحالفات الدولية، مثل تحالف بريكس.
كما استعرض الحكيم أربع مقاربات للتحالفات المستقبلية التي يمكن للعراق الاستفادة منها في النظام الدولي الجديد، كما تطرق إلى قضايا الطاقة وطرق النقل العالمية، مشدداً على أهمية العراق كمعبر رئيسي في مشروعات مثل طريق الحرير والممر الاقتصادي وطريق التنمية، داعياً إلى التعاون الدولي لتحقيق التكامل بدلاً من التنافس. ، مؤكدا على ضرورة توفر الرؤية الاقتصادية القادرة على فرض مكانة العراق وفق موقعه ومكانته وثرواته بما يحفظ سيادته وحفظ نظامه السياسي .وأشار الدكتور الحكيم إلى أهمية امتلاك ثلاث أدوات رئيسية لضمان المنافسة المستقبلية وهي (الذكاء الاصطناعي، تقنيات المعلومات (IT)، الرقمنة)
وقدم الدكتور الحكيم رؤية عميقة حول أهمية بناء دولة حديثة قائمة على الطموح الوطني، الفرص المتساوية، التعليم، والتعددية. وشدد على ضرورة أن يعمل العراق على تعزيز موقعه من خلال استغلال موارده وموقعه الجغرافي في ظل المتغيرات العالمية المتسارعة.

وشهدت الندوة مداخلات عديدة أكدت على أهمية استمرار الحوارات الفكرية والدراسات الأكاديمية لاستشراف رؤى علمية تدعم صناع القرار في تحديد المسار المستقبلي للعراق ضمن خارطة النظام العالمي.

كما شهدت الجلسة نقاشات مكثفة حول موقع العراق في النظام الدولي الجديد، حيث تم تسليط الضوء على التحديات والتحولات التي يواجهها البلد في ظل تغير موازين القوى العالمية، وخاصة الصراع المتزايد بين الولايات المتحدة والصين. وناقش المشاركون أهمية استغلال الموقع الجغرافي والنفط كعوامل قوة استراتيجية، مع التركيز على دور العراق في مشاريع النقل والطاقة الإقليمية والدولية.
تطرقت المداخلات إلى ضرورة وضع رؤية وطنية واضحة تتيح للعراق مواجهة التحديات المستقبلية، مع الحفاظ على مرونته وسيادته. كما تم التشديد على أهمية التنمية المستدامة من خلال الحوكمة الرشيدة، تطوير البنية التحتية، وحل المشكلات المجتمعية مثل البطالة والفقر. وأبرز المتحدثون أهمية تبني تقنيات الرقمنة والذكاء الاصطناعي لضمان منافسة العراق دولياً.
كما ناقش الحاضرون العلاقات الدولية للعراق، حيث دعت بعض الآراء إلى تحقيق توازن بين الانفتاح على الشرق والغرب، مع التركيز على توظيف الدبلوماسية كأداة رئيسية لتعزيز موقع العراق. وتطرقت الجلسة أيضاً إلى قضايا القيادة الوطنية، إذ أُثيرت مخاوف بشأن غياب مشروع وطني موحد يوجه البلاد نحو تحقيق أهدافها الاستراتيجية.
من جهة أخرى، أشار المتداخلون إلى أزمة الهوية الوطنية وعدم توحيد السياسات الخارجية، إضافة إلى الحاجة إلى إعادة تقييم العملية السياسية وتحليل أسباب ضعف المشاركة الشعبية. في الوقت نفسه، طُرحت أهمية الاستفادة من النجاحات التي تحققت بعد عام 2003 لتعزيز مكانة العراق الإقليمية، مع الاستعداد لمواجهة التغيرات العالمية المقبلة.


وحملت بعض المداخلات اقتراحا بضرورة تبني ملتقى بحر العلوم البحث في هذا الملف والاستمرارية في اعداد استراتيجية معمارية بناء الدولة على المستويين الداخلي والسياسية الخارجية 
وخلاصة القول ان سمات وتحديات النظام الدولي الجديد لازال في المخاض، وما يواجه العالم من حروب سواء الحرب الروسية الاوكرانية او العدوان الاسرائيلي على غزة والصين او التوترات في بحر الصين والبحر الاحمر اضافة تحديات التغيير المناخي وتطور التقنيات والذكاء الاصطناعي والرقمنة اضافة الى ما تلعبه مصادر الطاقة وخاصة الاحفورية وما تعانيه المنظمات الدولية التي برزت بعد الحرب العالمية الثانية كمنظمة الامم المتحدة وصندوق النقد الولي والبنك الدولي من اداء متواضع وما تطرحه الشراكات الاقتصادية للبلدان النامية كشنغهاي وبريكس كلها مؤشرات بدخول العالم الى مفترق جديد لم ترسم ملامحه التفصيلية بعد ولكنها تؤكد على ان هناك نظام دولي جديد سيتشكل، ولابد لبلدنا ان يكون فاعلا فيه لما يمتلكه من مقومات.اذ ان هناك امكانية ليلعب العراق دورا فاعلا في النظام الدولي الجديد بناء على موقعه الاستراتيجي وان يلعب كجسر للتواصل لتخفيف الصراعات الاقليمية والدولية، مرتكزا على ما يمتلكه من مصادر للطاقة وخاصة النفط والغاز اضافة الى مبادرة طريق التنمية والشراكات الاقليمية والدولية، وان هذا الدور المفترض ان يلعبه العراق بحاجة الى توفر متطلبات اولها الاستقرار الداخلي وثانيهما تحسين ادارة الموارد وثالثهما الدبلوماسية الاكثر ميلا للاستقلالية.وثمن المشاركون في الندوة خطوة الملتقى في البحث الجاد عن حالة تموضع العراق المستقبلي وان تناقش في الفضاء الوطني من زواياه المختلفة.

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
حقوق النشر © 2024 جميع الحقوق محفوظة - جريدة المواطن