أكد رئيس مجلس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، أن العراق يلعب دوراً سياسياً ومستمر بالتواصل مع الدول المؤثرة في المنطقة لتحقيق وقف فوري لإطلاق النار بين إسرائيل وحماس، مشيراً الى أنه تمكنت اللجنة العراقية الإيرانية الأمنية المشتركة من تنفيذ الالتزامات في المناطق الحدودية وإزالة كل بؤر التوتر وكل ما يؤدي إلى الإضرار بأمن البلدين.
جاء ذلك في كلمة له خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، في العاصمة طهران، اليوم الإثنين. وقال وفق بيان صادر عن مكتبه الإعلامي "تأتي أهمية هذه الزيارة في هذا الظرف الحساس الذي تعيشه المنطقة للتأكيد على عمق العلاقة بين البلدين وحجم المشتركات".
وأضاف "كانت القضية الفلسطينية هي الأبرز في مباحثاتنا مع الرئيس الإيراني، وما يتعرض له الشعب الفلسطيني في غزة، من عمليات قتل ممنهج وإبادة جماعية وما يحصل في الضفة الغربية على أيدي المستوطنين، نؤكد موقف العراق الثابت تجاه القضية الفلسطينية ونضال الشعب الفلسطيني لإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف".
وأشار الى أن "موقف العراق واضح وقد عبّرت عنه المرجعيات الدينية، وفي مقدمتها المرجعية الدينية في النجف الأشرف، والقوى السياسية الوطنية والموقف الرسمي للحكومة العراقية في أكثر من محفل وآخرها في مؤتمر القاهرة"، مبيناً أن "الأزمة الأخيرة لم تكن وليدة 7 تشرين الأول الماضي إنما جاءت نتيجة السياسات الإجرامية لسلطات الاحتلال ضد الفلسطينيين، من قتل وتهجير وسياسات استيطان وتجاوزات على المسجد الأقصى، على مدى عقود وسكّان غزّة في سجن كبير، أمام مرأى ومسمع العالم الذي لم يحرك ساكناً تجاه القرارات الدولية ومقررات المؤتمرات الكثيرة ابتداءً من أوسلو ومدريد، فضلاً عن الاتفاقيات والمواثيق الدولية التي تؤكد الحق الفلسطيني".
وبين أن "المجتمع الدولي والمنظومة الدولية فشِلا في الإيفاء بواجباتهما والتزاماتهما، ومن يريد أن يحتوي هذا الصراع ويمنع انتشاره في المنطقة عليه أن يضغط على السلطات الإسرائيلية لإيقاف القتل الممنهج والمدمر".
وتابع "قرار جرّ المنطقة إلى حرب شاملة تهدد السلم الأهلي والأمن في المنطقة والعالم بيد الطرف الذي يمارس العدوان على شعب غزة."
وأكد على مواصلة العراق "لعب دوره السياسي والتواصل مع الدول المؤثرة في المنطقة لتحقيق وقف فوري لإطلاق النار"، قائلاً "نعمل بشكل جاد لفتح الممرات الإنسانية واستدامة فتحها لكي تساهم في التخفيف من معاناة أهالي غزة، وقد ساهم العراق في دعم غزة وباشرت قوافل الإغاثة بنقل المساعدات الغذائية والطبية إلى مصر من خلال معبر رفح".
وسبق أن أعلن العراق عن مقترح إنشاء صندوق لإعمار غزة وهو مستعد للمساهمة فيه، وفق ما قال السوداني، مبيناً "مواقفنا متطابقة في هذه القضية وسنستمر بالتواصل لتحقيق الهدف الأهم وهو وقف إطلاق النار".
وتطرق الجانبان إلى "العلاقات المتميزة بين العراق وإيران، خصوصاً في هذا العام من عمر الحكومة إذ شهدت تنامياً واضحاً، هناك ملفات شهدت خطوات عملية بعد توقف لأعوام، ونحن مدعوون اليوم إلى إنجاز هذه المشاريع خصوصاً طريق البصرة- شلامجة، والمدن الاقتصادية الحدودية، هناك فرص كثيرة تؤسس لشراكة اقتصادية، في مقدمتها طريق التنمية، والذي من المؤمل أن يكون مشروعاً رابطاً مع (مشروع شمال جنوب)، ومشروع الحزام والطريق".
السوداني نوّه الى أنه تمكنت اللجنة العراقية الإيرانية الأمنية المشتركة من "تنفيذ الالتزامات في المناطق الحدودية وإزالة كل بؤر التوتر، وكل ما يؤدي إلى الإضرار بأمن البلدين".