السوداني: ليس من حقِّ أحدٍ أنْ يتصالح ويتنازل أو يتبرّع نيابةً عن الشعبِ الفلسطيني
السوداني: ليس من حقِّ أحدٍ أنْ يتصالح ويتنازل أو يتبرّع نيابةً عن الشعبِ الفلسطيني
21 Oct
21Oct
أكد رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، اليوم السبت (21 تشرين الأول 2023)، على ضرورة "وقف تذويب القضية الفلسطينية ومحاولة دفنها، وليس من حقِّ أحدٍ أنْ يتصالح ويتنازل أو يتبرّع نيابةً عن الشعبِ الفلسطيني، فالفلسطينيون هم أصحابُ الأرض والقضية"، مشيراً إلى أن العراق يرفض بشدةٍ محاولات إفراغ قطاع غزة من أهله "فلا مجال للحديث عن إعادة التوطين، أو خلق معسكراتٍ للّجوء"، كما دعا إلى إنشاء صندوقٍ لدعم وإعمار القطاع، "ولن يتأخر العراق عن تقديم أية مساعدةٍ ممكنة".
جاء ذلك في كلمة السوداني أمام قمة القاهرة للسلام 2023 المخصصة لمناقشة تطورات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية.
ووصل رئيس الوزراء العراقي صباح اليوم إلى مصر لحضور قمة القاهرة للسلام 2023 فيما كشف مصدر في الحكومة العراقية، أن السوداني سينسحب من قمة القاهرة في حال تواجدت أي شخصية إسرائيلية.
وقال السوداني في كلمته "يتعرض الشعبُ الفلسطيني إلى عملية إبادة جماعية باستهدافِ المدنيين في المجمعاتِ السكنية والكنائس والمستشفيات، وقد أظهرت مجزرة مستشفى المعمدانية الوجه الحقيقي للاحتلال الصهيوني، ونواياه التي تجاوزت كلَّ الخطوط الحمراء".
وأضاف أن "ما يحدث جريمةُ حرب مُكتملة الأركان، بدأت بقتل العُزل وفرض حصار خانق على ما تبقى من الأحياءِ منهم، ومن الصعب أن نصوّر بالكلمات ما يحدث يومياً من أعمال فظيعة ومذابح، ودفن للأبرياء تحت أنقاضِ منازلِهم على أرض نزوحهم الأوّل أيامَ نكبة عام 1948"، مبيناً: "تشكل غزة اليوم امتحاناً جديداً للنظام العالميِّ، الذي فشل مرات عدةٍ في تطبيق ما ينادي به من قيم الإنسانية والعدل والحرية، وفلسطينُ شاهد حيّ على هذا الفشل".
وتابع: "حان الوقت لوضع حدٍّ لهذا الاحتلال البغيض، ووقفُ معاناة الشعبِ الفلسطيني، فالظلم لا ينتج سلاماً مستداماً، ولا سبيل لتحقيق الأمن وإنهاء العنف إلا بإزالة أسبابه، وفي مقدمتها الاحتلال وسياسات التمييز العنصري"، موضحاً: "الكيان الصهيونيّ مستمرٌ في خرق القوانين، بما فيها قوانين الحرب، وسيؤثر ذلك في الأمن الدولي وامتداد الصراع إقليمياً، ويهدد إمدادات الطاقة للأسواق العالمية، ويضاعف الأزمات الاقتصادية العالمية، ويفتحُ الباب على صراعات أعمقَ وأوسع".
وشدد على أن "الاحتلال مستمرٌ في خرق اتفاقية جنيف الثالثة الخاصة بأسرى الحروب، والاتفاقية الرابعة التي توفرُ الحماية للمدنيين في الأراضي المحتلة، ويواصل الكيان الصهيوني خرقه للعهد الدوليِّ الخاصِّ بالحقوق المدنية والإعلان العالمي لحقوقِ الأنسان، وأكثر من 78 قراراً لمجلس الأمن متعلّقاً بالقضية الفلسطينية".
وذكر السوداني أنه "لو جرى احترام القرارات الدولية، وتولت الهيئات الدولية مسؤولياتِها، ما وصلت القضية الفلسطينية إلى هذه الأوضاع المأساوية"، لافتاً إلى أن العراق "يرفض بشدةٍ محاولات إفراغ قطاع غزة من أهله، ولا مجال للحديث عن إعادة التوطين، أو خلق معسكراتٍ للّجوء، ولا مكان للفلسطينيين إلّا أرضهم".
ومضى بالقول: "نشدد على ضرورة الوقفِ الفوري لإطلاق النار، وفتح المعابر الحدودية والسماح بدخول المساعدات الإنسانية وموادِّ الإغاثةِ، ثم العمل على ضمان تبادل آمن وشاملٍ للأسرى والمُعتقلين، ويجبُ بذل الجهود لرفع الحصار، بشكلٍ كامل، عن قطاع غزة لضمان عدم تكرار المأساة".
ودعا "إلى إنشاء صندوقٍ لدعم وإعمار القطاع، ولن يتأخر العراق عن تقديم أية مساعدةٍ ممكنة"، مؤكداً أنه "يجب وقف تذويب القضية الفلسطينية ومحاولة دفنها، وليس من حقِّ أحدٍ أنْ يتصالح ويتنازل أو يتبرّع نيابةً عن الشعبِ الفلسطيني، فالفلسطينيون هم أصحابُ الأرض والقضية".
ولفت إلى أنه "لازالت الشرعيةَ الدولية، ومعها كلُّ الشعوبِ الحرة، تنادي بدولة فلسطينية عاصمتُها القدس، لا تمزّقُها المستوطنات، أو تذلُّها المعابرُ وسياساتُ التجويع"، مبيناً أن "الاستمرار بتجاهل الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني لا يُنتج إلّا المزيد من العنف والتطرف، والمزيد من عدم الاستقرار في المنطقة والعالم". وبدأت في مصر السبت "قمة القاهرة الدولية للسلام" التي دعا إليها عبد الفتاح السيسي في مسعى لوضع حدّ للحرب بين إسرائيل وحركة حماس التي دخلت أسبوعها الثالث.
ونقل التلفزيون المصري الرسمي فعاليات القمة التي تعقد بالعاصمة الإدارية الجديدة شرق القاهرة وتوافد الوفود العربية والأجنبية المشاركة.
ويحضر القمة عدد من قادة البلدان العربية وبينها الأردن والإمارات والبحرين وقطر، ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، الى عدد من رؤساء الحكومات الغربية مثل إسبانيا واليونان وإيطاليا.
كذلك يحضر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط ورئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل.
واندلعت الحرب بين الجانبين بعد هجوم غير مسبوق لحماس على إسرائيل انطلاقا من قطاع غزة في السابع من تشرين الأول/أكتوبر.
وقُتل 4137 شخصًا في القطاع جراء القصف الجوي والمدفعي الاسرائيلي منذ بدء الحرب، معظمهم مدنيون، وفق آخر حصيلة لوزارة الصحة التابعة لحركة حماس.في الجانب الإسرائيلي، قُتل أكثر من 1400 شخص معظمهم مدنيون في اليوم الأول لهجوم حماس، حسب السلطات الإسرائيلية.
وقال الجيش الإسرائيلي أن 1500 من مقاتلي حماس قتلوا في الهجوم المضاد لاستعادة السيطرة على المناطق التي دخل اليها عناصر حماس.
وتأتي القمة تزامناً مع دخول أولى شاحنات الإغاثة إلى قطاع غزة عبر معبر رفح الحدودي بشمال سيناء في مصر. وكان الرئيس المصري كرّر خلال الأيام الماضية رفضه تهجير فلسطينيين من القطاع الى سيناء والأراضي المصرية، محذّرا من "تصفية" القضية الفلسطينية.
ودعا السيسي والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في ختام قمة عقداها الخميس، الى "الوقف الفوري للحرب على غزة" وأكدا رفضهما لـ"سياسة العقاب الجماعي" للقطاع، وحذّرا من "كارثة" اقليمية في حال اتساع نطاق الحرب.وكانت القاهرة واحدة من مدن الشرق الأوسط التي شهدت الجمعة تظاهرات واسعة تضامنا مع الفلسطينيين.
ودعا مجلس الأمن القومي الإسرائيلي السبت، المواطنين الإسرائيليين إلى مغادرة مصر والأردن على الفور، في ظلّ تصاعد التوترات الإقليمية بسبب الحرب.