30 Oct
30Oct

ملتقى بحر العلوم للحوار يعقد اجتماعات الطاولة المستديرة الثالثة بين خبراء العراق وإيران 

بغداد-المواطن

 اقام ملتقى بحر العلوم للحوار، وضمن سلسلة حلقات مشروع (ظمأ العراق) وبالتعاون مع معهد العلمين للدراسات العليا و معهد العلمين للدراسات العليا ومعهد الدراسات السياسية والدولية في ايران IPIS اجتماعات الطاولة المستديرة الثالثة بين خبراء العراق وايران حول الادارة المشتركة لهور الحويزة (الرؤية-الفرص-التحديات) يوم الاثنين 28/10/2024، بحضور رئيس مجلس الوزراء السيد محمد شياع السوداني، ووزراء الموارد المائية السيد عون ذياب، ووزير الزراعة الدكتور عباس جبر المالكي،   وعدد من وكلاء الوزارات والاكاديميين والمختصين. 

وقال الدكتور إبراهيم بحر العلوم في كلمة له رحب برئيس الوزراء والحضور والمشاركين  في اجتماعات الطاولة المستديرة وقال ان "طاولتنا الثالثة تبحث في افاق الادارة المشتركة لهور الحويزة". وأضاف "ننطلق من ايماننا بوجود فرص علينا استثمارها لصالح الشعبين المتجاورين وشعوب المنطقة ليصبح هدف انعاش الاهوار كاحدى الوسائل الفاعلة لتخفيف الانبعاثات الغازية ومواجهة تحديات التغيرات المناخية التي تعتبر اهم الاخطار التي تواجهنا"، مضيفاً "سيتم مناقشة اقتصاديات الاهوار ومنها (الكاربون) ودبلوماسية الاهوار كاهداف تنموية في هذه الطاولة".

 وفيما يأتي نص كلمة الدكتور إبراهيم بحر العلوم: دولة رئيس مجلس الوزراء الاخ المهندس محمد شياع السوداني المحترم الضيوف الكرام السادة رئيس واعضاء وفد الحمهورية الاسلامية السيدات والسادة سلام من الله عليكم ورحمته وبركاته واسعدتم صباحا شكراً لدولة الرئيس السوداني لاهتمامه ورعايته بمراكز البحوث والصروح الاكاديمية، ان مشاركتكم اليوم في هذه الندوة العلمية دليل واضح لتقديركم العالي لجهود النخب العلمية من ان تأخذ دورها في عملية البناء.

 وان توجيهاتكم للوزارات المعنية ومؤسسات الدولة في التعاون الفاعل لتذليل التحديات تستحق التقدير فلكم وافر الشكر والتقدير.  ونرحب باعتزاز بوفد الجمهورية الإسلامية برئاسة الاخ العزيز سعادة الدكتور شيخ إسلامي وكيل وزارة الخارجية ورئيس معهد الدراسات السياسية والدولية وأعضاء الوفد المحترمين الأعزاء من مسؤولين تنفيذين واكاديميين، ونشكر تجاوبهم الكبير والمميز طوال العامين الماضيين مع مبادرتنا الداعمة الى تعزيز المصالح المشتركة بين البلدين، حيث عقدنا الطاولة الأولى في النجف الاشرف والثانية في طهران وها هو اليوم بعون الله نعقد الطاولة الثالثة.

 د.بحر العلوم: مؤسستنا تبحث عن المساحات المشتركة المعززة للتفاهم في ادارة المصالح 

ان مؤسستنا عبر ذراعيها البحثي (الملتقى) والاكاديمي (معهد العلمين) تسعى دوما باحثة عن المساحات المشتركة المعززة للتفاهم في ادارة المصالح سواء في الفضاء الوطني او خارجه، وما مشروع (ظمأ العراق) الا احد التجارب المتفردة والهادفة الى تفعيل دور النخب العلمية والعملية المتحسسة بالمخاطر الراهنة والمستقبلية والمؤمنة بمبدأ تقاسم الضرر والمنفعة بين الأطراف في مسار تحويل التحديات الى فرص للتعاون والتكامل.

 وقد نجحنا في COP28 من جمع الدول المتشاطئة لنهري دجلة والفرات على طاولة واحدة لمناقشة قضايا المياه والتغيرات المناخية وانطلقنا في حوارات ونقاشات متتالية مع الجارة تركيا وسوريا في نفس السياق، ونتوقع إقامة طاولة مستديرة مماثلة مع الجانب التركي قريبا.

 دولة الرئيس: 

ان طاولتنا الثالثة تبحث في افاق الادارة المشتركة لهور الحويزة وننطلق من ايماننا بوجود فرص علينا استثمارها لصالح الشعبين المتجاورين وشعوب المنطقة ليصبح هدف انعاش الاهوار كاحدى الوسائل الفاعلة لتخفيف الانبعاثات الغازية ومواجهة تحديات التغيرات المناخية التي تعتبر اهم الاخطار التي تواجهنا، وسيتم مناقشة اقتصاديات الاهوار ومنها (الكاربون) ودبلوماسية الاهوار كاهداف تنموية في هذه الطاولة. 

د.بحر العلوم : تجارب الامم تؤكد بضرورة وجود منظومة لحوكمة المياه والبيئة والتغيرات المناخية

  دولة الرئيس: 

ان تجارب الامم تؤكد بضرورة وجود منظومة لحوكمة المياه والبيئة والتغيرات المناخية لمواجهة الازمات وقناعتنا تبلورت عبر هذه التجارب الى الحاجة لتأسيس مركز غير حكومي مستقل تناط به هذه المهمة، وقادر على استيعاب النخب العلمية والعملية الفاعلة والمؤثرة في الفضاء الوطني ودول الجوار، وقادر على توفير الارضية المشتركة لتبادل الخبرات والتجارب بين هذه النخب وتقديم مقترحات فاعلة وجادة للحكومات بشأن هذه التحديات، وكلنا امل ان تكون انطلاقة هذا المركز العلمي غير الحكومي الهادف الى ايجاد القواسم المشتركة من (العراق) وان يكون احد اهتمامات ورعاية دولتكم لتوفير مستلزمات انطلاقته. بأسم المؤسسة نكرر الشكر والامتنان لحكومتكم التي وفرت الدعم والمساندة، وللضيوف الكرام والاخوة والاخوات الفاضلات على تلبية الدعوة داعين الله ان يمن على الجميع بالنصر في مواجهة العدوان الغاشم الصهيوني ويتغمد شهداءنا بالرحمة والغفران ودعواتنا للجرحى بالشفاء والسلام عليكم.

 السوداني: الحكومة عملت على إعادة تقييم الوضع البيئي للأهوار

فيما أشار رئيس مجلس الوزراء، في كلمة له، إلى أن الحكومة عملت على إعادة تقييم الوضع البيئي للأهوار، ووضع برامج لدفع آثار التحولات المناخية عنها، والتحرك الداخلي والخارجي لدعم هذا الملف، والعمل على ضمان استمرار تغذية الأهوار بالمياه، بعد موجات الجفاف التي أصابت الكثير منها، بما في ذلك دعم السكان المحليين، وتوفير مستلزمات الحياة الخاصة بهم وبمواشيهم، بجانب العمل الدؤوب للمحافظة على التنوع الحياتي الذي تحتضنه هذه البيئة الفريدة.

 وتطرق السوداني خلال جلسة الحوار إلى عدة نقاط رئيسية، منها ان" العراق أحد أكثر البلدان تعرضاً للتحولات البيئية والتغيرات المناخية"، مضيفاً ان "الحروب العبثية للنظام الدكتاتوري أدت إلى تخريب العناصر الطبيعية، وتسببت بمشاكل خطيرة".

 السوادني: وقعت الحكومة العديد من مذكرات التفاهم والاتفاقيات مع الدول بمجال بالبيئة أو المياه

  واضاف "وقعت الحكومة العديد من مذكرات التفاهم والاتفاقيات مع مختلف الدول في الجانب المتعلق بالبيئة أو المياه"، مؤكداً "عملت الحكومة بجد لضمان حصة العراق كاملة من المياه، من خلال تنظيم الإدارة المشتركة لحوضي دجلة والفرات، طبقاً للأنظمة والقوانين الخاصة بإدارة أحواض الأنهر المشتركة".

 واشار الى ان "هور الحويزة أهم وأشهر الأهوار، يمتد على مساحة تصل إلى 3000 كم، وتصل سعته الخزنية إلى 6 مليارات متر مكعب"، مشيراً الى انه" جرى تسجيل هور الحويزة ضمن اتفاقية رامسر للأراضي الرطبة، من أجل المحافظة عليه والاستمرار بتغذيته بالمياه". وتابع " تتنوع أهمية الأهوار لتشمل الجانب التاريخي الذي جعل اليونسكو تدرجها على قائمة التراث العالمي، وجعلها وجهة سياحية"، ان "متابعاً المخاطر التي نواجهها في الجانب البيئي تدفعنا إلى تعزيز العمل المشترك من أجل تقليل آثار التغيرات المناخية القاسية". واوضح ان" الوضع الحالي يتطلب مضاعفة الجهود، وتطوير آليات العمل، للمحافظة على بيئتنا ومناخنا بشكل سليم ومعافى من كل عوامل التخريب". 

وزير الموارد: هور الحويزة إرث طبيعي عالمي يتمتع بأهمية بيئية واقتصادية وثقافية

فيما اعرب وزير الموارد المائية عون ذياب في كلمة له باجتماعات  الطاولة المستديرة عن شكره لمؤسسة بحر العلوم للحوار والمركز السياسات السياسية والدولية على تنظيمهم هذا اللقاء الهام حول هور الحويزة، الذي يواجه تحديات بيئية ومناخية تتطلب منا جميعاً التعاون والعمل الجاد لتجاوزها، في ظل ما تشهده منطقتنا من شحة مائية وتأثيرات مناخية شديدة.

 وقال الوزير "لايشكل هور الحويزة نظاماً بيئياً فريداً فحسب، بل هو إرث طبيعي عالمي يتمتع بأهمية بيئية واقتصادية وثقافية، إذ أدرج ضمن قائمة مواقع التراث العالمي لمنظمة اليونسكو جزءاً من أهوار جنوب العراق".

 وأضاف "هنا يأتي هذا اللقاء ليجسد اهتمام الجانب العراقي بتعزيز التعاون الإقليمي مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، والذي أثمر عن علاقات قوية ومثمرة في مجال إدارة الموارد المائية، بفضل الدعم والاهتمام البالغين من لدن دولة رئيس الوزراء الأستاذ محمد شياع السوداني لهذا الملف الحيوي". 

وتابع " لقد شهد ملف المياه في العراق، وبدعم متواصل من دولته، تقدماً ملموساً في علاقاتنا مع دول المنبع، وقد تجسد هذا التقدم من خلال توقيع اتفاق إطاري مع الجارة تركيا، فيما تجري التحضيرات لتوقيع اتفاقية مماثلة مع الجمهورية الاسلامية في ايران بهدف تأسيس شراكة طويلة الأمد بين البلدان الثلاثة، تقوم على مبدأ الإدارة المتكاملة للموارد المائية".

 وزير الموارد: لاقاتنا المائية مع الجمهورية الاسلامية تمر بأفضل حالاته

ا واردف بالقول "  إن من الجدير بالذكر وبالاشادة إن علاقاتنا المائية مع الجمهورية الاسلامية تمر بأفضل حالاتها في الوقت الحالي، ذلك بفضل الاهتمام الجاد من الحكومة ونتيجة للاجتماعات المتواصلة والزيارات المتبادلة، التي أسهمت في بناء جسور من الثقة أثمرت عن تعزيز للتعاون المشترك، وقد انعكس هذا التعاون بشكل ملموس عبر إطلاق تصاريف مائية ملائمة من نهر الكارون، أسهمت في الحفاظ على بيئة شط العرب وتقليل ملوحة المياه في مدينة البصرة".

 وواوضح " هنا نلتقي اليوم لترسيخ تعاون قائم، من خلال ايجاد حلول مستدامة للتحديات التي تواجه هور الحويزة، لنضمن استدامة هذا النظام البيئي الفريد للأجيال القادمة". 

واكد ذياب "إننا في وزارة الموارد المائية نثمن عالياً جهود مؤسسة بحر العلوم في دعم القضايا البيئية في العراق، ودورها الريادي في مشروع "ظما العراق"، وتؤكد التزامنا بتعزيز التعاون بين العراق والجمهورية الإسلامية في مجال إدارة الموارد المائية المشتركة، بما يضمن استدامتها ويسهم في حماية هور الحويزة كأحد المواقع البيئية الفريدة". 

ودعا الوزير جميع الحضور من صناع قرار وخبراء وأكاديميين إلى تقديم رؤى بناءة وحلول مبتكرة تفتح آفاقاً جديدة للتعاون البيئي بين البلدين، بما يسهم في صياغة مستقبل أفضل لهور الحويزة، ويحافظ على دوره كبيئة غنية بالتنوع الحيوي وركيزة للتراث البيئي والثقافي. 

وزير الزراعة: أهمية الندوات النوعية التي يُقيمها ملتقى بحر العلوم للحوار لتعزيز التنسيق في إدارة هور الحويزة  

من جانبه قال وزير الزراعة الدكتور عباس جبر المالكي خلال مشاركته في حوارات الطاولة المستديرة ان هذا الملتقى اقيم تحت شعار الرؤية – الفرص – التحديات وتم فيه مناقشة مجموعة من البحوث التي قدمها عدد من الباحثين والأكاديميين وكانت تهدف الى الوصول الى رؤية مشتركة لإنعاش هور الحويزة الذي دخل لائحة التراث العالمي في وقت سابق والتعاون الأمثل بين الدولتين الجارين العراق والجمهورية الاسلامية في ايران باتجاه استغلاله واستثماره وبما يحفظ مصالحهما المتبادلة فيه.

 واشاد الوزير بهذه الندوات التي يقيمها ملتقى بحر العلوم للحوار في تقريب وجهات النظر بين خبراء البلدين الجارين وبما يصب في تحقيق الاستغلال الأمثل لهذا المسطح المائي الكبير. 

واشار وزير الزراعة خلال مشاركته الفاعلة والمثمرة في مناقشات الإدارة المشتركة لهور الحويزة، الى أهمية وضرورة الندوات النوعية التي يُقيمها ملتقى بحر العلوم للحوار البنَّاء والمثمر والهادف الى تعزيز التنسيق والتعاون وتبادل الخبرات بين العراق وإيران في إدارة هور الحويزة .  

واكد على أهمية البحوث التي ناقشت موضوع هور الحويزة ، بهدف الوصول الى رؤية مشتركة وواضحة لإنعاشه وإستثمار مواردِه وثرواتِه ، بالشَكلِ الأمثَل والأفضَل ، وبِما يُحقق المصالح المشتركة .

 العلوي: اهوار جنوب العراق حمل ارثا انسانيا كبيراً 

  فيما قال وكيل وزارة الخارجية لشؤون التخطيط السياسي السفير الدكتور هشام العلوي، في اجتماع الطاولة المستيرة " تعد اهوار جنوب العراق من الانظمة البيئية الفريدة في العالم لما تمتلكه من تنوع احيائي فريد، ولا تقتصر اهميتها على ذلك فهذه البقعة المهمة تحمل ارثا انسانيا كبيراً وهي شاهد على تجليات أولى الحضارات الانسانية وتشير الادلة الاثرية الى ان مناطق الاهوار هي الموطن الأول للسومريين الذين عاشوا واستوطنوا مناطق الاهوار وبنوا أولى المدن في العالم بدء من منتصف الألف الرابع قبل الميلاد اذ ظهرت للوجود اولى الدول والمجتمعات المتحضرة في بداية الألف الثالث قبل الميلاد". 

وأضاف العلوي " تشكل أهوار الحويزة جزءاً مهماً من أهوار بلادنا، وتقع في محافظتي ميسان والبصرة جنوب العراق، شرق نهر دجلة على الحدود العراقية الإيرانية"، مضيفاً  بالقول " وهي تشكل أكبر الأراضي الرطبة في هذه المنطقة، وتعتبر عابرة للحدود المشتركة بين العراق وإيران مع الأهوار الإيرانية المعروفة باسم هور العظم". 

وتابع العلوي " تستمد اهوار الحويزة المياه من نهر الكرخة على الجانب الإيراني (حوالي 40-50 %) ومن فرعين من نهر دجلة هما المشرح والكحلاء بالقرب من مدينة العمارة العراقية". 

وأشار الى ان " أهوار الحويزة تعتبر أكثر صحة من الناحية البيئية مقارنة بالأهوار الوسطى وهور الحمار، حيث لم تجف بالكامل عندما تم تجفيف الأهوار في الثمانينيات والتسعينيات من قبل النظام السابق. وهنا كنا نحن محظوظين في الحصول على إمدادات المياه من نهر الكرخة القادم من إيران"، مشيراً الى ان " اهوار الحويزة تعتبر واحدة من أهم الانظمة البيئية المانية في الشرق الأوسط وذات أهمية دولية بسبب التنوع البيولوجي الغني فيها، ومدى ملاءمتها البيئية كمحطة لاستراحة الطيور المهاجرة وموطن تكاثر للطيور المقيمة. انها واحدة من أهم مناطق التنوع الاحيائي في العراق". 

وتابع العلوي بالقول " نظرا لأهميتها الدولية، تم إدراج أهوار الحويزة ضمن قائمة التراث العالمي المنظمة اليونسكو في تموز / يوليو 2016. وقبل ذلك، في عام 2007 ، تم إدراجها في قائمة الأراضي الرطبة ذات الأهمية الدولية بموجب اتفاقية رامسار (موقع رامسار) عندما أصبح العراق دولة موقعة على الاتفاقية". 

العلوي: أهوار الحويزة تواجه تهديدات داخلية وخارجية واسعة النطاق 

  واكد العلوي "  يمكن أن يؤدي التفاهم العراقي الإيراني بشأن الإجراءات المتعلقة بالحفاظ على هور الحويزة وهور العظم، وتحقيق التنمية المستدامة فيها واستثمارها اقتصادياً الى توسيع التعاون مستقبلاً من أجل الإدارة الفعالة لهذه الأراضي الرطبة الهامة والعابرة للحدود"، مؤكداً بالقول " تواجه أهوار الحويزة عدداً من التهديدات واسعة النطاق، داخلية وخارجية على حد سواء".

 وبين العلوي ان " التهديد الرئيسي اليوم هو انخفاض واردات المياه، ويرجع ذلك إلى حد كبير لبناء السدود على الأنهار المغذية، وأخطرها هو سد اليسو على نهر دجلة في تركيا، بالإضافة إلى ذلك، أدى إنشاء سد تربة بطول 90 كم على الجانب الإيراني في عام 2011 إلى إعاقة دخول المياه من ايران، مما أدى إلى زيادة الجفاف خاصة في المناطق الجنوبية الشرقية والشمالية الشرقية من أهوار الحويزة"، مبينا  ان"  هناك تهديدات أخرى تواجه الأهوار بما في ذلك السيطرة على تدفقات المياه على طول مجرى نهر دجلة، وقلة سقوط الأمطار، وإنتاج النفط حول الأهوار وداخلها، والصيد الجائر للطيور والحيوانات الأخرى". 

العلوي: الحكومة العراقية ترغب في اعتماد دبلوماسية التعاون بشأن المياه بين ايران والعراق 

واكد العلوي " ترغب الحكومة العراقية في اعتماد دبلوماسية التعاون بشأن المياه بين ايران والعراق، ومع بقية البلدان المجاورة بشكل جيد لتحويل المياه من موضوع للنزاع والمواجهة الى موضوع للتعاون والتكامل الاقتصادي ، ونعتقد ان هذا ممكن من خلال الحوار البناء مع اصدقاءنا وجيراننا في ايران وتركيا، والسعي مستمر للحركة بهذا الاتجاه".

 واعرب العلوي عن امله بأن تساهم مثل هذه الحوارات البناءة الى توسيع التعاون الثنائي بين الجهات الحكومية وغير الحكومية، وتكثيف الجهود للحفاظ على التنوع البيولوجي. 

السفير الإيراني: تواجه إيران العراق تحديات بيئية مماثلة ومتنوعة بسبب موقعهما الجغرافي

  فيما قال سفير الجمهورية الاسلامية في بغداد محمد كاظم آل صادق، في كلمة له في اجتماعات الطاولة المستديرة " يشرفني اليوم أن أشارككم معلومات وتوصيات تتعلق بالتحديات البيئية الأكثر حيوية وحساسية التي تتقاسمها إيران والعراق"، مضيفاً إن "الأزمات البيئية لا تمثل تهديدا للطبيعة فحسب بل تشكل أيضا تحديا لصحة شعبنا ومعيشته". . 

من الواضح للجميع أن الطبيعة لا تحاصرها الحدود التحديات التي يواجهها العالم والبشر كافة اليوم بما فيها تدمير طبقة الأوزون والاحتباس الحراري والعواصف الترابية وانخفاض هطول الأمطار والجفاف والتصحر والتلوث البيئي فهي لا تقتصر على بلد أو منطقة جغرافية بعينها".

 وتابع "لذلك فإن ما يترتب على مثل هذه الظواهر من الانعكاسات تتجاوز الحدود الجغرافية وليس الشعب الإيراني والعراق بمنعزل منها". 

واكد آل صادق" تواجه جمهورية إيران الإسلامية وجمهورية العراق تحديات بيئية مماثلة ومتنوعة بسبب موقعهما الجغرافي وظروفهما المناخية"، مؤكداً إن "الظروف المناخية التي تمر بها المنطقة والتغيرات المناخية والاستهلاك المفرط للموارد الطبيعية تدفعنا إلى البحث عن حلول مشتركة وتخطيط متقارب وموحد لخلق بيئة صحية ومستدامة ليس فقط للجيل الحالي بل أيضا للأجيال القادمة". 

وأوضح انه "من الضروري التأكيد على أنه بالإضافة إلى الجهود الوطنية التي تبذلها حكومتا إيران والعراق فإن التغلب الكامل على المشاكل والتحديات البيئية في البلدين يعتمد على التعاون والتقارب والتنسيق بينهما لتقديم الخطط والمشاريع والحلول البيئية المشتركة". 

السفير الإيراني: يقدم مقترحات لمواجهة التحديات البيئية   

وأشار  آل صادق الى انه في هذا الصدد يمكن اقتراح الأفكار التالية: 

1-  تفعيل الوثائق والاتفاقيات الثنائية المبرمة في مجال البيئة. إن تنفيذ الاتفاقيات القائمة بين البلدين تنفيذا شاملا من شأنه أن يضع إطارًا محددًا لإدارة أفضل للموارد المائية والسيطرة على الملوثات وحماية الأراضي الرطبة الحدودية. 

۲- استخدام أنظمة الجمع والتخزين ومعالجة البيانات والمراقبة المشتركة. تعتبر هذه الأنظمة ضرورية لمراقبة جودة المياه وقياس الغبار وتلوث الهواء. توفر هذه الأنظمة إمكانية الإدارة واتخاذ القرار بشكل أسرع وأفضل من خلال تبادل المعلومات . 

٣. تصميم وتنفيذ المشاريع البيئية المشتركة إن الخطط والمشاريع المشتركة لاستعادة الأراضي الرطبة وتطوير الغابات وإنشاء مراكز الدراسات والأبحاث لدراسة المشاكل وتقديم حلول جديدة للتحديات البيئية يمكن أن تزيد من فعالية البرامج والمشاريع المشتركة تمتلك الجمهورية الإسلامية الإيرانية خبرات زاخرة في مجال الأنشطة البيئية وهي على استعداد تام لنقلها إلى البلد الصديق والشقيق العراق

 ٤.تثقيف وتدريب المواطنين بشكل عام في مجالات حماية البيئة إن عقد الندوات وورش العمل المشتركة وزيادة الثقافة والوعي البيئي العام واستخدام الأساليب الشعبية من أجل خلق حساسية لدى الجمهور تجاه القضايا والتحديات البيئية يساهم بشكل كبير في تعزيز تعاون الناس في هذا المجال. واكد على ضرورة إنشاء منظمة مشتركة بين القطاعين العام والخاص في مجال التعاون البيئي بين البلدين إذ أن أي جهود موحدة ومتقاربة في المجالات البيئية لا تنصب لصالح صحة ومعيشة شعبي البلدين فقط بل ومن شأنها أن تساعد أيضًا في خلق أمن مستقر ومستدام في الخليج الفارسي وغرب آسيا والحفاظ على تراثنا الطبيعي. 

وكيل وزارة البيئة يقدم عرضاً عن تأثير التغير المناخي على البيئة الاقليمية  

فيما  قدم الوكيل الفني لوزارة والبيئة الدكتور جاسم عبد العزيز حمادي، عرضا وضح من خلالة دراسة علمية مختصة عن تأثير التغير المناخي على البيئة الاقليمية  وخصوصا هور الحويزة من ضمن اكثر من 20 بحث علمي مختص في موضوعة الجفاف والتصحر والعواصف الغبارية والرملية ونسب اغمار الاهوار وعلاقتها بالتنوع البايلوجي  اضافة الى نقاش عالي المستوى  حول تاثير التغير المناخي على البيئة الاقليمية وسبل مواجهة تحديات المناخ من خلال مشاريع مشتركة  عابرة للحدود وضمان التخفيف والتكيف من اثار التغير المناخي وانشاء منظومة حوكمة  اقليمية للتغيرات المناخية الهدف منها ضمان حماية البيئة الاقليمية للبلدين 

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
حقوق النشر © 2024 جميع الحقوق محفوظة - جريدة المواطن