شارك (ملتقى بحر العلوم للحوار) ممثلا بالمدير التنفيذي علي الغريفي مراسم تشييع ودفن رفات (١٧٢) شهيدا من المؤنفلين وبرعاية السيدة الأولى شاناز إبراهيم أحمد حيث جرت مراسم مهيبة لتشييع ودفن رفات (172) شهيدا من المؤنفلين، امس الأربعاء 21 شباط 2024 بمدينة جمجمال في السليمانية.
وحضر المراسم ممثل فخامة رئيس الجمهورية رئيس هيئة المستشارين والخبراء في رئاسة الجمهورية الدكتور علي شكري، ووزير البيئة المهندس نزار ئاميدي، ووزيرة الهجرة والمهجرين إيفان فائق جابرو، والسيد زيرك كمال ممثل رئيس إقليم كردستان، إضافة إلى عدد من السادة المسؤولين وذوي الشهداء.
واستهلت المراسم بعزف النشيد الوطني ونشيد إقليم كردستان، وتلاوة مُباركة لِأيّ من الذِّكر الحكيم، بعدها ألقى الدكتور علي الشكري ممثل رئيس الجمهورية كلمة نقل من خلالها تعازي ومواساة فخامة الرئيس عبد اللطيف جمال رشيد إلى عوائل الشهداء، مؤكدا أن هذه المراسم تؤرشف لواحدة من أكبر جرائم العصر، لتكون شاهدة على فضائع ارتكبها النظام السابق، لافتا إلى أن تلك الجرائم أصبحت للأسف عند البعض مجرد ذكرى وذاكرة منسية نتيجة الإخفاق في تسجيل ونقل جرائم النظام المنصرم المليئة بالمآسي والويلات من قتل وتهجير وتغييب واضطهاد، حتى أصبح الجيل الجديد لا يعلم شيئاً عن تلك الحقبة المظلمة.
وأضاف الدكتور علي الشكري أن هذه المجزرة ارتكبت بحق أبرياء غيبوا قسرا دون ذنب إلا جريرة الانتماء القومي ومعارضة الطاغية، فكان الوأد الجماعي والدفن الحي في أرض امتلأت بالأجساد الطاهرة ثمن مواقفهم الوطنية.
وأشار ممثل رئيس الجمهورية إلى أن استذكار وإحياء مثل هذه المناسبات هو وفاء للأرواح الطاهرة التي تعرضت للفناء الجماعي، ووفاء لمن قارع الظلم فقدم روحه أضحية على طريق الحرية، وتذكير للأجيال أن استحضار التاريخ فيه عبرة وعظة ورفض للظلم. كما أعرب عن شكره وتقديره لأسر الضحايا التي قدمت وتحملت الكثير من المعاناة، مشيدا بالجهود التي بذلت لإعادة الرفات وتنظيم مراسيم التشييع والدفن التي تليق بمكانة الشهداء.
وألقت السيدة الأولى شاناز إبراهيم أحمد كلمة جاء فيها "إننا نجتمع اليوم في هذه المنطقة، التي تعاني نقص الخدمات كما هو حال عشرات المناطق في الإقليم والعراق بصورة عامة، وفي هذا النصب التذكاري وبعد مرور (36) سنة على فراق أحبابنا، وبقلوب مليئة بالحسرة والألم لكي نتشارك في مراسم إعادة ودفن كل أحبابنا من الشهداء المؤنفلين.
وأشارت السيدة الأولى إلى أن جريمة الأنفال حكاية مؤلمة وجرح عميق يصعب علاجه، مؤكدة أن صرخات الأطفال ودعاء الأمهات لا يزال يتردد ونسمعه في كل لحظة، يحمل معه تلك المبادئ السامية والنفوس الأبية للشهداء الذين كانوا ضحية طاغية ودكتاتورا ارتكب أبشع الجرائم في التاريخ.
واستعرضت السيدة الأولى الجهود المبذولة في استعادة الرفات بعد عمليات فتح المقابر وبقائهم في دائرة الطب العدلي في بغداد لأكثر من أربع سنوات، وأخذ عينات الدم لإجراء فحوصات الـ(D.N.A) ومقارنتها مع عينات الفحوصات لرفات الشهداء لتحديد هوياتهم وإقامة مراسم التشييع والدفن الحالية.
وأكدت السيدة شاناز إبراهيم أحمد أن هذه العملية لم تكن سهلة، واستغرقت وقتا طويلا، لكن المهم البدء بالخطوة الأولى ولن نترجع إلى الوراء، مشددة على ضرورة العمل كفريق واحد من أجل فتح المقابر الجماعية الأخرى وإعادة الرفات إلى مناطقهم الأصلية بعد (36) سنة من الانتظار.
وأشارت السيدة الأولى إلى ضرورة تضافر الجهود لمنع تكرار مثل هذه الجرائم البشعة ليس ضد الكرد فقط بل ضد أية قومية أخرى، كما حثت الجهات المعنية في الحكومة الاتحادية والإقليم على العمل لتعويض ذوي الضحايا وتقديم الدعم والرعاية، وتوفير الحياة الكريمة الهانئة لهم.
وأعربت السيدة شاناز إبراهيم أحمد عن شكرها وتقديرها لكل المساهمين بجهود إعادة رفات الشهداء المؤنفلين وإجراء مراسيم التشييع والدفن، مؤكدة الاستمرار في أداء هذا الواجب الوطني والإنساني حتى إعادة الرفات في المقابر الجماعية إلى مناطقها الأصلية.