حدد رئيس الجمهورية عبد اللطيف جمال رشيد، اليوم الثلاثاء، 3 أسباب بشأن شح المياه.
وذكر المكتب الإعلامي لرئيس الجمهورية في بيان ، أن "ديوان رئاسة الجمهورية وبالتعاون مع وزارة البيئة، عقد ورشة عمل حول (التغير المناخي) برعاية رئيس الجمهورية عبد اللطيف جمال رشيد".
وأضاف أن "الورشة تمت بحضور رئيس الجمهورية عبد اللطيف جمال رشيد، ووزير البيئة نزار ئاميدي، ورئيس الديوان كامل الدليمي، وعدد من المستشارين والمسؤولين في رئاسة الجمهورية، واستهلت الورشة بتلاوة معطرة من الذكر الحكيم ثم وقف الحاضرون لقراءة سورة الفاتحة على أرواح شهداء العراق وفلسطين".
والقى رئيس الجمهورية كلمة تطرق من خلالها إلى الآثار الكبيرة للتغيرات المناخية وأزمة المياه على البيئة والزراعة، مبينا أن "أسباب شح المياه تعود لعدة عوامل جوهرية تتعلق بالمناخ وما ينتج عنه من قلة هطول الأمطار وارتفاع درجات الحرارة والجفاف والتصحر، إذ تعد عوامل خارجة عن إرادة الإنسان".
وأشار الى أن "هناك جهوداً حثيثة تبذل لاستخدام حصاد المياه للاستفادة من تساقط الأمطار والثلوج في مناطق الإقليم واتباع الأساليب الحديثة لخزنها في البحيرات عن طريق الخزن الاستراتيجي وإنشاء السدود".
ولفت الى أن "السبب الآخر لشح المياه يتعلق بمصادر مياه العراق التي تقع خارج حدوده الجغرافية، وتحكم دول المنبع في كميات المياه المتدفقة للبلاد عبر نهري دجلة والفرات وروافدهما"، منوها إلى "عدم وجود اتفاقيات دولية أو ثنائية لتنظيم تقسيم المياه بين دول المنبع والمصب".
وأكد، أن "العراق، ومن خلال علاقاته مع دول الجوار، التي تقع فيها منابع الأنهار والروافد، يسعى إلى الحصول على حصة معلومة وعادلة تلبي احتياجاته من المياه، كذلك السعي لغرض تزويده بالخطة التشغيلية لهذه الدول ومشاريعها لإقامة السدود والمشاريع على نهري دجلة والفرات التي يجب أن لا ثؤثر على حصة العراق"، لافتا الى ان "السبب الثالث لشح المياه بوجوب تحسين إدارة استخدام المياه واتباع الطرق الحديثة في الري والزراعة"، مؤكدا "ضرورة التوعية ونشر ثقافة جديدة لحفظ المياه وتضمين ذلك في المناهج الدراسية لتعليم الطلبة منذ الصغر على ترشيد الاستهلاك والاستخدام الأمثل للمياه ومكافحة الهدر فيها".
من جانبه القى وزير البيئة نزار ئاميدي كلمة أشار فيها الى "التأثير المتعاظم للتغيرات المناخية في العراق من زيادة الجفاف والتصحر والعواصف الترابية وتقليص الرقعات الزراعية وفقدان النظم الايكولوجية وتأثيراتها الاجتماعية والصحية والاقتصادية كزيادة الفقر والهجرة من المناطق المتأثرة والتهديد المباشر للأمن المائي والغذائي والمجتمعي"، مؤكدا بهذا السياق أننا "نواجه تهديدا خطيرا يهدد الأجيال القادمة".واردف، أن "وزارة البيئة عملت الكثير من أجل مواجهة هذه التحديات حيث تقود الجهود الوطنية للتصدي لاثار التغيرات المناخية خاصة بعد انضمام العراق رسميا إلى اتفاق باريس للمناخ إذ أنجزت وثيقة المساهمات الوطنية العراقية التي تعد مظلة العمل المناخي حتى عام 2030".
فيما ألقى رئيس ديوان رئاسة الجمهورية كامل الدليمي، كلمة تطرق فيها إلى "التأثيرات الخطيرة للتغير المناخي على حياة الإنسان وصحته حاضرا ومستقبلا".
واستطرد، أن "التغير المناخي الذي يواجه العالم ككل والعراق خاصة من شأنه أن يقوض ما حققته عقود من التقدم في مجال الصحة سيما وأن العراق من أكثر الدول عرضة للمخاطر الناتجة عن هذا التدهور البيئي الحاد والمتمثل بتعرضه الى موجات الحر وعدم انتظام هطول الأمطار، فضلا عن الجفاف وشحة المياه وما ينتج عنها من انحسار نسبة المساحات الخضراء وزيادة ملوحة الأراضي وانعكاس ذلك سلبا على الحالة الاقتصادية للبلد وأمنه الغذائي"، مشيرا الى "حرص رئيس الجمهورية على الاهتمام بالملفات ذات العلاقة المباشرة بحياة المواطن وفق أولوياتها المتمثلة بالأمن والاستقرار والمياه والمناخ".
وتابع البيان، ان "فعاليات الورشة بدأت بإدارة المدير العام لدائرة التخطيط والتطوير في رئاسة الجمهورية سكفان جندي وتضمنت مناقشة بحوث لعدد من المختصين تتعلق بالتغيرات المناخية وآثارها على العراق، والتنبؤات المناخية في العراق، كذلك المساهمات المحددة وطنيا للعراق وتوجهات العمل المناخي، إضافة إلى استعدادات العراق لمؤتمر الأطراف القادم في الإمارات العربية المتحدة".