خلال مشاركته في ندوة التشاورات الوطنية لاعداد تقرير التنمية البشرية بحر العلوم : عراق 2023 فيه اضاءات تجعلني متفائلا لتحقيق طموحات المواطنين في حياة معيشية افضل _______________________
المواطن - خاص
وصف الدكتور إبراهيم بحر العلوم تقرير التنمية البشرية في العراق والذي اطلقت ندوته التشاورية اليوم الاحد وزارة التخطيط بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي undp ( بالوطني ) .
وقال بحر العلوم لاشك ان هذا التقرير سيسلط الضوء على قضايا محورية تمس صلب التنمية كالتعليم والصحة والعدالة الاجتماعية والمشاركة ، مؤملا ان سيكون هذا التقرير مستقلا وهذا ما سينفعنا جميعا ، ويكون مرجعا أساسيا لتحديد الاحتياجات والاولويات للبلد وتقديم تحليلات موثوقة تستند الى بيانات حديثة وبحوث ميدانية في المجالات المختلفة .
وأشار بحر العلوم في حديثه الى أهمية امر ثان يجب الانتباه اليه هو ثيمة الندوة ( المواطنة والعقد الاجتماعي ) ، موضحا ان العنوان حاملا للثنائية المتلازمة لتحقيق التنمية الشاملة المستدامة والتي تعتمد بشكل كبير على تعزيز العقد الاجتماعي بين المواطنين افرادا ومجتمعا من جهة وبين الحكومة ومؤسساتها من جهة أخرى .
وأضاف بحر العلوم لايعد العقد الاجتماعي ناهضا الا عبر توفير الاطار القانوني لحماية حقوق الانسان في التعليم والصحة والعمل وحقوق المرأة والطفل وما الى ذلك هذا أولا ، وثانيا هو مدى قدرته على توفير العدالة الاجتماعي عبر التوزيع العادل للثروات وتكاثر الفرض وخفض نسب الفقر .
مبيّنا ان من مقومات وديمومة العقد الاجتماعي هو النظر الى مصالح الأجيال الراهنة والمستقبلية واحداث حالة توازن ، مؤكدا على ضرورة تعزيز المشاركة ، مشاركة المواطن في صنع القرارات المتعلقة بالتنمية وتحديد أولويات السياسات العامة مما يؤدي الى مزيد من الشفافية والمساواة وتحسن جودة الحياة المعيشية .
كما أوضح ان هذه العناصر بمجموعها تسهم في ترسيخ مفهوم المواطنة لتخلق لدى المواطن روح الانتماء والولاء للوطن وتعضيد العقد الاجتماعي بمعنى التنمية وهو مايخدم مصالح الجميع ، وهنا يتطلب ديمومة التزامات الحكومة والمؤسسات والمواطنين للعمل معا لتحقيق التنمية وتحسين جودة الحياة .
وأكد بحر العلوم ولعل من نقاشات الندوة او الجلسات ستدور حول موقع العراق من هذه المعادلة – التنمية - بعد عشرين عاما من التغيير ؟ ولا شك ان العراق واجه الكثير من التحديات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والبيئية بسبب التراكمات الماضوية وما افرزته سنوات مابعد التغيير من إشكاليات في مسيرة تأسيس الدولة ، اذ مازالت هناك مدرسة من الخبراء تؤمن بان الراهن العراقي لايمكن تحقيق المتلازمة الثنائية ( المواطنة والعقد الاجتماعي ) مادام يعتمد مفهوم دولة المكونات بدلا من مفهوم دولة المواطنة واعتماد مفهوم المحاصصة بدلا من مفهوم الكفاءة والمهنية حتى أضحت بوابات الفساد واسعة بشقيها العمودي والافقي تنخر في جسد الدولة .
وأضاف بحر العلوم ان مقابل تلك المدرسة من يرى إمكانية الإصلاح اذا ما توفرت الإرادة السياسية فمازال في القوس منزع ، وهناك جهود بذلت في هذا الاتجاه وتوجت باوراق عمل مكثفة من قبل خبراء متخصصين في الجوانب السياسية والاقتصادية والأمنية والتشريعية والدستورية وتحديد المصالح الوطنية العليا وكلها تساهم في معالجة الامر . معززا حديثه بان الكثير من الدعوات طيلة الأعوام الماضية تدعو الى عقد اجتماعي جديد يحاول معالجة الأخطاء وتجاوزها ، معولا على خطوات جادة في مقدمتها تعديل الدستور ومكافحة الفساد . وشدد بحر العلوم على ان التكاتف والتعاون هو المفتاح للتغيير والتغلب على التحديات وتحقيق التنمية المستدامة التي يطمح بها الجميع .
وعراق اليوم فيه اضاءات – أي عراق 2023 - تجعلني متفائلا من الامس ، وان هذه الحلقة التشاورية من اجل اصدار هذا التقرير يعتبر لنا فرصة لتحقيق الطموحات والامال لتحسين حياة المواطنين .
ومن الجدير بالذكر ان وزارة التخطيط، أعلنت اليوم، الاحد عن انطلاق التشاورات الوطنية لاعداد تقرير التنمية البشرية الذي سيتمحور حول المواطنة والعقد الاجتماعي، بالتعاون مع البرنامج الانمائي للامم المتحدة في العراق undp السيد اوكي لوتسما الممثل المقيم ، وتضمن جدول اعمال الندوة التي أقيمت في بغداد 6 اب 2023 كلمة افتتاحية لوزارة التخطيط القاها وكيل الوزارة الفني د. ماهر حماد جوهان ، وكلمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي ، وكذلك كلمة مسجلة لمكتب تقارير التنمية البشرية .
فيما كانت جلسة اعداد تقارير التنمية البشرية : الأهمية ، الأهداف ، الخلفية التاريخية والمعايير الأساسية برئاسة الدكتور إبراهيم بحر العلوم المشرف العام لمؤسسة بحر العلوم وبمشاركة الدكتور مهدي العلاق بورقة : ( الخلفية التاريخية والخصوصيات الوطنية ) ، و أ.م. د. مها عبد الكريم :( أهمية تقارير التنمية البشرية الوطنية في تكييف أولويات التنمية ) ، و أ.د. حسن لطيف :( اهداف اعداد تقارير التنمية البشرية بين المنهجية الدولية والتوجهات الوطنية ) ، و أ . د. وفاء المهداوي : ( المعايير الأساسية في بناء تقرير وطني للتنمية البشرية ) .
اما الجلسة الثانية ( مناقشات ) فقد كانت برئاسة الدكتور مظهر صالح وشارك فيها كل من والدكتور عقيل الخزعلي والسيد سعيد الجياشي و الأستاذ الدكتور قصي الجابري والدكتور علي طاهر الحمود .
وشهدت الجلسة الثالثة ( مناقشات ) رئاسة الدكتورة ازهار حسين صالح وشارك فيها الأستاذ الدكتور عماد محمد العاني والأستاذ الدكتور عدنان ياسين والدكتورة عبير مهدي الجلبي والأستاذ الدكتور نصير محمد علي