طاولة مستدير يقيمها ملتقى بحر العلوم للحوار ومركز الدراسات السياسية والدولية في طهران
مناقشة تحديات البيئية والتغيرات المناخية في العراق وايران
الدكتور بحر العلوم يدعو الى تأسيس مركز لحوكمة المياه والبيئة للتعامل مع تحديات التغييرات المناخية
طهران-المواطن
أكد الدكتور إبراهيم بحر العلوم المشرف العام مؤسسة بحر العلوم الخيرية وراعي مشروع ظمأ العراق ضرورة العمل على تأسيس مركز لحوكمة المياه والبيئة لبلدان المنطقة للتعامل مع التحديات المرتبطة بالتغييرات المناخية وقضايا العواصف الترابية والتصحر واثارها على شحة المياه وترشيد استهلاك المياه والحفاظ على جودتها من التلوث.
جاء ذلك خلال في كلمة له في الجلسة الافتتاحية للطاولة المستديرة اقامتها ملتقى بحر العلوم للحوار BAF)) بالتعاون مع معهد العلمين ومركز الدراسات السياسية والدولية في طهران (IPIS ) والتي عقدت في طهران ليومي 15-16 تشرين الأول 2023 لمناقشة التحديات البيئية بين البلدين العراق وايران، بحضور محمد حسن شيخ الاسلامي رئيسا لمركز الدراسات السياسية والدولية بوزارة الخارجية الايرانية، وبمشاركة الوكيل الفني لوزارة البيئة الدكتور جاسم عبد العزيز حمادي، والوكيل الفني لوزارة الزراعة الدكتورميثاق عبد الحسين الخفاجي ومستشار دولة رئيس مجلس الوزراء ومستشار وزير البيئة وعدد من مدراء العاميين والباحثين والاكاديميين من وزارة الموارد المائية العراقية ووكيل وزارة الخارجية الايراني ومستشار هيئة البيئة في الجمهورية الاسلامية ومختصين في الاهوار من المنظمات الدولية و"نيازي شهراكي وكيل وزارة المياه والتربة في وزارة الزراعة" وبعض المديرين والمؤسسات والمنظمات المتخصصة والخبراء
وقال الدكتور بحر العلوم في كلمته "الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد واله وصحبه الكرام المنتجبين. قال الله في محكم كتابه (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون)".
وأضاف " في البدء اسمحوا لي ان أتقدم بالشكر باسم مؤسسة بحر العلوم في النجف الاشرف وباسم السيدات والسادة في الوفد العراقي الكريم بالشكر الجزيل على حسن الحفاوة والاستقبال والضيافة، راجين ان تكون خلاصة حوارات هذه الطاولة في (بلدنا الثاني) مثمرة وتصب في الصالح العام".
تابع" السيد الرئيس: كانت مشاركة وفد IPIS مع GPPT في ورشتنا بالنجف في شهر اذار 2023 لمناقشة قضايا التغييرات المناخية وندرة المياه تجربة مفيدة، ولها مردوداتها الإيجابية، وشكرا لمبادرتكم لاستكمال هذا الحوار، ان استمرار هذه الحوارات وضمن منهجية علمية تساهم في تعزيز العلاقات بين البلدين وتشكل فرصة لمناقشة التحديات"، مضيفاً " يواجه العالم والمنطقة تحديات كونية كبرى، وفي مقدمتها التغييرات المناخية وشحة المياه، وان هذه التغييرات لها تأثيراتها المباشرة على أوضاع الشعوب ومسارات التنمية، ومن اجل مواجهة هذه التحديات وتقليل مضارها فانها تحتاج الى جهود إستثنائية ليس فقط على مستوى الحكومات بل على مستوى النخب العلمية وباقي القطاعات المجتمعية".
واضح بحر العلوم " في حركة المجتمعات الحية ذات المصالح المشتركة كبلدينا علينا تفعيل مسار النخب العلمية والعملية الفاعلة والمتحسسة للمخاطر والمؤثرة في حركة القرار وممن يعملون في داخل المؤسسات الحكومية وخارجها وفي جامعاتها ومراكز بحوثها"،موضحاً" وهذا ما نطلق عليه أحيانا تراك 1.5، فهو جامع للخبرة العلمية والعملية، ولديه القدرة على استكشاف مساحات التعاون المشترك للتأسيس عليها بشكل مرن ومتوازن مما يسهم في تشكيل منطلقات الحل للمشاكل العالقة. وعادة ما تكون هذه المسارات اكثر فاعلية للحفاظ على مصالح الشعوب لايمانها بمفهوم تقاسم الضرر والمنفعة كحاجة أساسية لاستدامة مستقبل الشعوب وتدفع بالترويج للمخرجات العلمية والعملية لهذه الحوارات المثمرة".
وأشار بحر العلوم في كلمته انه " لا خيار لنا الا ان نعمل جاهدين لتحويل هذه التحديات التي تواجه شعبينا الى فرص للتعاون والبناء، فقد اضاعت شعوبنا الكثير من الفرص، وعلينا وضع أسس لرؤية متوازنة تأخذ مصالح شعوب المنطقة في نظر الاعتبار".
وبين ان "اجتماعنا اليوم لمناقشة الأفكار العلمية في حل المشاكل هي البداية الصحيحة، قد يبدو ان المشوار طويل في ظل المخاطر الكبيرة ولكن علينا ان نعي أهمية توحيد هذه القدرات العلمية والعملية من اجل الدفاع عن مصالح شعوبها ومصالح الاجيال القادمة".
واكد بحر العلوم "اننا نعتقد ان المرحلة تحتم علينا العمل الجاد لتأسيس مركز لحوكمة المياه والبيئة لبلدان المنطقة يلعب دوراً حيوياً في التعامل مع التحديات المرتبطة بالتغييرات المناخية وقضايا العواصف الترابية والتصحر واثارها على شحة المياه وترشيد استهلاك المياه والحفاظ على جودتها من التلوث إضافة الى استدامة التنوع البايولوجي في رؤية متكاملة واعية رائدة على المستوى الوطني والإقليمي تركز على تحليل المشكلات وتفكيكها ومساعدة الحكومات في تطوير الاستراتيجيات وزيادة الوعي المجتمعي وبناء القدرات وتطوير التقنيات وتعزيز الشراكات".
وفي بداية حفل الافتتاح هنأ محمد حسن شيخ الاسلامي رئيسا لمركز الدراسات السياسية والدولية بوزارة الخارجية الايرانية العمليات الفخورة التي تقوم بها الفصائل الفلسطينية في غزة وأدان جرائم الكيان الصهيوني، ووصف هذا اللقاء بأنه فرصة ثمينة لتبادل الآراء والخبرات بين البلدين من أجل تعزيز التعاون بين البلدين. - تطوير وتعزيز العلاقات الإيرانية العراقية. وأكد أن البلدين يقعان في واحدة من أكثر مناطق العالم عرضة للخطر من منظور الآثار المدمرة لتغير المناخ؛ ولذلك فإن تحديد مجالات ظهور وتوسع التحديات والتهديدات البيئية، بما في ذلك ظاهرة الاحتباس الحراري، يتطلب توسيع التعاون والتفاعلات الإقليمية.
من جانبه أوضح بيان للوكيل الفني لوزارة البيئة انه" بتوجيه من معالي وزير البيئة المهندس نزار ئاميدي، شارك الوكيل الفني لوزارة البيئة الدكتور جاسم عبد العزيز حمادي في ورشة عمل مشتركة في الجمهورية الاسلامية الايرانية والتي اقامتها مؤسسة بحر العلوم الخيرية ( ظمأ العراق ) بالتعاون مع معهد العلمين ومعهد الدراسات السياسية والدولية في طهران (IPIS ) / بالتعاون مع ( مؤسسة ظمأ العراق ) يعنوان ( بحث التحديات المشتركة بين البلدين الاثار المدمرة لتغير المناخي )" .
و قدم الفلاحي دراسة علمية مختصة عن تأثير التغير المناخي على البيئة الاقليمية من ضمن اكثر من 20 بحث علمي مختص في موضوعة الجفاف والتصحر والعواصف الغبارية والرملية ونسب اغمار الاهوار وعلاقتها بالتنوع البايلوجي اضافة الى نقاش عالي المستوى حول تاثير التغير المناخي على البيئة الاقليمية وسبل مواجهة تحديات المناخ من خلال مشاريع مشتركة عابرة للحدود وضمان التخفيف والتكيف من اثار التغير المناخي وانشاء منظومة حوكمة اقليمية للتغيرات المناخية الهدف منها ضمان حماية البيئة الاقليمية للبلدين.
كما أكد جاسم الفلاحي أن التعامل مع التأثيرات والتغيرات المناخية يتطلب جهودا جادة وتعاونا إقليميا وثنائيا بين الدول. وفي هذا الصدد، لدى العراق تصميم قوي على حل المشاكل البيئية على كافة المستويات، وقد وضع استراتيجيات في هذا المجال على جدول الأعمال. كما أوضح الدكتورميثاق عبد الحسين الخفاجي أن التحديات البيئية في المنطقة بأكملها مترابطة والحل سيكون من خلال التعاون الإقليمي والدولي. واعتبر قضيتي الأمن الغذائي والأمن المائي أولويتين مهمتين لدول المنطقة، بما في ذلك إيران والعراق.
وبعد حفل الافتتاح، عقد هذا الاجتماع في أربعة مجالات تحت عنوان "الآثار المناخية المدمرة على البلدين إيران والعراق"، و"الموارد المائية المشتركة والتلوث"، و"العواصف الرملية والترابية"، و"نقص المياه". بحضور الباحثين وتمت مناقشة المديرين والخبراء في المجالات ذات الصلة.
وأكد الجانبان الإيراني والعراقي، مع وجود فهم مشترك للتحديات البيئية في المجالات المذكورة، على ضرورة التبادل المستمر لوجهات النظر وتنفيذ المبادرات المشتركة بين البلدين من أجل إدارة التحديات البيئية والحد منها.
في ختام حوارات الطاولة المستديرة التي ناقشت التغيرات المناخية وسبل التكيف على المستوى الاقليمي، التنوع البيولوجي و تبادل الخبرات بين البلدين لمواجهة التحديات وخلصت الطاولة الى توصيات علمية وعملية.
يذكر ان الورشة بمشاركة الوكيل الفني لوزارة الزراعة ومستشار دولة رئيس مجلس الوزراء ومستشار وزير البيئة وعدد من مدراء العاميين والباحثين والاكاديميين من وزارة الموارد المائية العراقية ووكيل وزارة الخارجية الايراني ومستشار هيئة البيئة في الجمهورية الاسلامية ومختصين في الاهوار من المنظمات الدولية .