جرت في قسم العلوم السياسية بمعهد العلمين للدراسات العليا، الاثنين 31 كانون الثاني 2023، مناقشة رسالة الماجستير الموسومة" مستقبل منظمة أوبك في ظل سياسات الدول" للطالب "ليث محمد ياسر.
وبدا الباحث دراسته عن منظمة البلدان المصدرة للنفط (الأوبك) قال ان اوبك من أهم الفواعل في سوق الطاقة العالمية، وقد واجهت المنظمة تحديات أمام قدرتها على تحقيق التوازن في سوق النفط الخام العالمي، في ظل المتغيرات السياسية والاقتصادية العالمية، والأزمات المالية التي واجهتها، إذ إنَّ المنظمة قد تواجه تحديات كبيرة خلال العقدين المقبلين، ومع تسارع وتيرة التحول الطاقّي العالمي، وتقلص هيمنة النفط على قطاع النقل بسبب ظهور بدائل أخرى، بما في ذلك السيارات الكهربائية، سيؤدي ذلك إلى اضطراب سوق النفط.
وأضاف الباحث ان من المتوقع أنْ يكون لتراجع تأثير منظمة الأوبك تداعيات على أسواق الطاقة، فعندما تنخفض أو ترتفع الأسعار، كانت الأوبك تعمل على زيادة أو خفض انتاج النفط الخام لضمان استقرار الأسعار، وخلال الأزمات كانت تحاول تعويض النقص في الانتاج أثناء النزاعات، لضمان أمن الطاقة العالمي، ولخلق بيئة أسعار مستقرة بصفة عامة لكن نجاح الأوبك في القيام بذلك الدور تراجع ببطء مع مرور الوقت، مع وصول السوق لمرحلة الإشباع بظهور منتجين آخرين للنفط، كمنتجي النفط الصخري وتنامي انتاج الدول خارج المنظمة، وكذلك الاستثمار في مصادر الطاقة المتجددة.
وافترض الباحث أنه كلما زادت التحديات والمتغيرات السياسية والاقتصادية والبيئية داخل الساحة العالمية التي تواجه منظمة الأوبك فأنها تُؤثر سلباً على تفاعلها ودورها في أسواق النفط العالمية.
واوصى الباحث ان على منظمة الأوبك الاتجاه للاستثمار في تقنيات الاستخلاص المحسن للنفط، للحفاظ على مستوى انتاجها من جهة، والمحافظة على البيئة من التغيّرات المناخية من جهة أخرى، على الأوبك أنْ تدرك أنَّ التحول الطاقوي قادم حتماً، وأنَّ على الدول الاعضاء في المنظمة تقليل اعتمادها على العوائد النفطية لدعم موازناتها، والسعي نحو تنويع اقتصاداتها، إضافة للتوجه نحو الاستثمار في الطاقات المتجددة، يجب أنْ تتمسك منظمة الأوبك باتفاقية الأوبك بلاس مع الدول المنتجة من خارجها، وتعمل على استمرارها، لأنَّ أيّ ارتفاع في العرض النفطي من الدول خارج المنظمة سوف يضر بمصالح الدول الاعضاء في الأوبك، ضرورة التوجه نحو الاقتصاد الأخضر بالنسبة للعراق، والذي يمثل مساندة كبيرة الاقتصاد العراقي المعتمد كلياً على العائدات النفطية، إذ أي هزة في أسعار النفط العالمية من شأنها التأثير بشكل مباشر على الاقتصاد، وينبغي على العراق أنْ يسير على خطى المملكة العربية السعودية التي تبنت مبادرتي السعودية الخضراء والشرق الأوسط الأخضر.