دعا رئيس إقليم كوردستان العراق نيجيرفان بارزاني، يوم الخميس، إلى إخراج حزب العمال الكوردستاني وباقي القوات غير الشرعية من قضاء سنجار، مطالبا في الوقت ذاته مجلس النواب والحكومة الاتحادية بعقد مباحثات خاصة لتطبيع الأوضاع في هذا القضاء للإسراع في إعادة النازحين الإيزيديين إلى ديارهم.
جاء ذلك في كلمة له القاها خلال إحياء الذكرى التاسعة للابادة الجماعية للإيزيديين في سنجار والتي جرت مراسمها في أربيل عاصمة إقليم كوردستان.
وقال الرئيس نيجيرفان بارزاني في كلمته، إنه "حتى هذه اللحظة هناك عدد كبير من المختطفين من الإيزيديين ما يزال مصيرهم مجهولا (..) بالنسبة لنا فإن الجريمة التي أُرتكبت بحقهم غير منتهية، وتبعات هذه الكارثة مستمرة ولازلنا نجني منها الألم".
وشكر ايضا قوات البيشمركة وما قدمته من تضحيات في تحرير قضاء سنجار حيث بذلوا أنفسهم في هذا المجال، وتمكنوا -وبقيادة الزعيم الكوردي مسعود بارزاني- من كسر اسطورة داعش.
كما شكر نيجيرفان بارزاني ايضا التحالف الدولي على دعمه قوات البيشمركة والقوات العراقية في الحرب ضد تنظيم داعش، معربا عن شكره وامتنانه ايضا لأهالي اقليم كوردستان وخاصة محافظة دهوك على استقبالهم وإيوائهم النازحين الإيزيديين في البيوت والمساجد والمدارس خلال احتلال مناطقهم من قبل التنظيم المتشدد في صيف العام 2014.
وأعرب عن شكره أيضا إلى الناشطة الإيزيدية نادية مراد لكل ما قدمته لشريحتها، وكذلك شكر ايضا برلمانات الدول والمنظمات في العالم من الذين عرفوا ما تعرض له الإيزيديون بجريمة إبادة جماعية وكان آخرها بريطانيا.وطالب رئيس الإقليم الأمم المتحدة بتعريف ما تعرض له الايزيديون على يد داعش في سنجار بجريمة ابادة جماعية، قائلا: إن إقليم كوردستان يُقدّر كل المواقف الايجابية لهذه الدول إزاء قضية الإيزيديين.
ومضى بالقول إنه في يوم 3 من شهر آب من العام 2014 تعرض الايزيديون الى "فرمان" جديد، وجريمة وكارثة سوداء أخرى زادت من تعداد الجرائم بحق شعب كوردستان، مردفا بالقول إن الكارثة هذه المرة هزت الوجدان والقلوب لان داعش قد اختطف وسبى وباع الإيزيديين في سوق النخاسة، كما ذبحهم ودمر معابدهم، وهذه الجريمة الأكثر وحشية في هذا العصر حيث قتل داعش أكثر من 5 آلاف ايزيدي، وفقط في قرية "كوجو" اباد التنظيم المتشدد قرابة 400 شخص.كما أشار الرئيس نيجيرفان بارزاني، إلى العثور على 83 مقبرة جماعية للإيزيديين، في حين مازال 135 الف إيزيدي يعيشون في المخيمات، وأكثر من 139 الفا يسكنون في مناطق ومدن إقليم كوردستان بعدما تركوا ديارهم، وهناك أكثر من 2000 طفل يعاون اليتم حتى هذه اللحظة، وكذلك هناك قرابة 3 آلاف مختطف من كلا الجنسين ومن مختلف الفئات العمرية.
واشاد الرئيس، بمسؤول مكتب إنقاذ الإيزيديين في إقليم كوردستان، قائلا: اكرر اننا سوف نسعى الى ايجاد واكتشاف المختطفين، وسوف يستمر عمل هذا المكتب لحين اعادة اخر مختطف إيزيدي.وتطرق نيجيرفان بارزاني إلى الوضع في سنجار، وقال إنه سيء جدا حيث أن الكثير من الأُسر التي عادت الى القضاء غادرته مرة أُخرى، وعادت لمخيمات النزوح.
وشدد على أنه ينبغي للحكومة الاتحادية ان تهتم بإعادة اعمار مناطق سنجار، لافتا إلى أن العديد من الأسر تدمرت وكانت الجريمة التي تعرضت لها انفالا أُخرى، و كانت هذه الحادثة جرحا عميقا في جسم سنجار.وأكد أن سنجار بحاجة الى دعم الجميع وما تعرضت له من دمار أثرّت تأثيرا مجتمعيا ونفسيا على أنفس أهالي المنطقة، وزادت تبعات هذه الجريمة في المخيمات جراء ما يعانونه من أوضاع، منوها إلى أنه نتابع الحياة الصعبة والعصيبة التي يعيشها الإيزيديون، ويجب ان نغير هذا الوضع، و يتعين علينا أن نطبق اتفاقية سنجار لانها ستفتح بابا لإعادة النازحين.وشدد رئيس إقليم كوردستان على أنه يجب ان تنسحب كل القوات التي مازالت تسبب الضرر لاهالي سنجار، ويجب إيكال مسؤولية امن القضاء لاهالي سنجار، مؤكدا انه يجب ان ينسحب حزب العمال الكوردستاني، وكل القوات غير القانونية من القضاء، والتي كانت سببا لبلاء الإيزيديين وتعميق جراحهم أكثر.
وخاطب الرئيس الإيزيديين وجميع الأقليات، قائلا: إن كوردستان ستبقى مكانا للتعايش السلمي، ولن نسمح لخطاب التعصب والعنصرية والكراهية أن يتوغل في بلدنا ابدا.
وقال نيجيرفان بارزاني ايضا، إن متابعة أوضاع الإيزيديين كانت جزءا من مهامنا مع بلدان العالم ولحسن الحظ هناك تضامن عالمي مع هذه القضية، ولكن للأسف في العراق لا يوجد تضامن لإعادة اعمار سنجار.
وطالب الرئيس، البرلمان العراقي والحكومة الاتحادية وجميع القوى والأطراف السياسية بعقد اجتماع خاص لمتابعة وتنفيذ القرارات السابقة الخاصة بالايزيديين لإيجاد حل سريع وعملي لاهالي سنجار، مؤكدا أنه من الضروري جدا على البرلمان والحكومة العراقية الاتفاق على الخطوات العملية لتطبيع الأوضاع في سنجار من خلال تنفيذ الاتفاقية المبرمة بين أربيل وبغداد.