03 Jun
03Jun

في مقابلة مع وسائل اعلام تركية قبل يومين، كشف رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، عن دور تلعبه بغداد لـ"تأسيس أرضية مشتركة" بين أنقرة ودمشق، غير أن هذا التحرك ليس منفصلًا عن الاتفاق العراقي التركي، الذي من المفترض أن يتم وفق مضمونه "تنظيف" مناطق في إقليم كردستان من تواجد حزب العمال الكردستاني بموافقة ومساعدة بغداد.

السوداني قال في حديثه لوسائل اعلام تركية، انه على اتصال مع الرئيس السوري بشار الأسد وكذلك الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بشأن جهود المصالحة"، مضيفا: "ان شاء الله، سنرى بعض الخطوات في هذا الصدد قريبًا”.


ودعمت تركيا جماعات المعارضة السورية المسلحة لاسقاط الأسد، قبل ان يتراجع اردوغان ويعلن في 2022 ان الإطاحة بالاسد لم تعد على جدول أعماله في سوريا، وسبق ان فشلت وساطة روسية لاعادة العلاقة بين البلدين.


الا ان النجاح المحتمل للعراق في هذا الأمر يأتي مع وجود مصلحة مشتركة بين تركيا وسوريا، والمتمثلة بانهاء تواجد قوات "قسد"، الكردية المدعومة من الولايات المتحدة الامريكية.


السوداني وفي خضم حديثه، قال إن "مصادر التهديدات الأمنية التي يواجهها العراق وسوريا تنبع من المناطق السورية "التي لا تسيطر عليها الحكومة السورية".


ويُفهم من ذلك، بحسب مراقبين، أن هذه العبارة تشمل جميع المناطق سواء بما فيها المناطق التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، في شرق سوريا، والمدعومة من الولايات المتحدة الامريكية.


وتعتبر قوات قسد الكردية المدعومة من واشنطن واحدة من اهم المخاوف الأمنية ل‍تركيا، جنبا الى جنب مع قوات حزب العمال الكردستاني المتواجدة في العراق، واتساقًا مع تصريح السوداني، ستكون المصلحة المشتركة تشمل البلدان الثلاث، فإزاحة "قسد" من مناطق شرق سوريا، يعني عودة سيطرة الحكومة السوريا بالكامل على أراضيها، وكذلك تخلص تركيا من واحدة من أكثر المخاطر التي تهددها المتمثلة بقسد، وكذلك حصول العراق على حدود مشتركة متصلة مع دمشق وليست بعيدة عن سيطرتها، خصوصا مع تعبير السوداني أن "المناطق التي لاتسيطر عليها الحكومة السورية تهدد امن العراق".


وبينما فشلت تركيا باقناع واشنطن بانهاء تحالفها مع قوات سوريا الديمقراطية، أدى ذلك إلى تقريب أنقرة من روسيا وإيران، الداعمين الرئيسيين لنظام دمشق.


من هنا، يرى مراقبون أن الوساطة العراقية، تهدف لاستنساخ تجربة الاتفاق العراقي التركي بالسماح بتوغل قوات انقرة للقضاء على حزب العمال الكردستاني وإعادة مسك المناطق من قبل القوات العراقية، فالوساطة القادمة ربما تحمل تعاونا مشتركا بين انقرة ودمشق أيضا ضد قوات سوريا الديمقراطية، وبمباركة من بغداد، الأمر الذي يدفع المراقبين للتساؤل عما اذا كان هذا المشروع "سيورط" بغداد في ضرب حلفاء واشنطن المتمثلين بـ"قسد".


كما ان قسد، هي قوات سبق ان تعاونت مع الجانب العراقي استخباريا وعسكريا في ملاحقة عناصر من داعش غرب العراق وشرق سوريا، كما انها تحتفظ في سجونها على العديد من اخطر قادة داعش، الامر الذي يطرح تساؤلات أخرى عما اذا كانت الخطوات العراقية ربما تهدف لتقويض "قسد"، ما سيدفع "قسد" للانتقام وتسريب العديد من عناصر داعش تجاه العراق وعدم بذل الجهد في ملاحقتهم.

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
حقوق النشر © 2024 جميع الحقوق محفوظة - جريدة المواطن