كشف مسؤولون كبار في جهاز الاستخبارات الإسرائيلية، يوم الأربعاء، عن قيام إيران مؤخراً بنشر مئات الطائرات من دون طيار في العراق لشن هجوم محتمل على إسرائيل.
وقال المسؤولون في مقابلة أجرتها معهم صحيفة "معاريف" العبرية، إن "الخطر المباشر من العراق هو وجود مئات الطائرات المسلحة دون طيار التي تملكها جماعات موالية لإيران، والتي يمكن إرسالها إلى إسرائيل في حالة نشوب أي صراع معها"، وفقاً لموقع "إرم نيوز".
وكشف الفريق الاستخباراتي عن وجود نية لإنشاء قاعدة لإيران في العراق، على غرار القاعدة التي قاموا ببنائها في سوريا لاستخدامها في الهجوم على إسرائيل.
وأضاف الفريق الإسرائيلي "الإيرانيون ناجحون في الساحة الدبلوماسية بما يتعلق بالعراق، لديهم حكومة موالية لإيران هناك، والهدف في طهران هو إدامة الوضع كما هو هناك".
وأكد المسؤولون أن إيران تملك عشرات الشركات التابعة لها في العراق، والتي تضم آلاف الأشخاص، وتدعمها بنشاط منذ عدة سنوات، وتستثمر من خلالها مئات الملايين من الدولارات سنويًا.
وأوضح المسؤولون أن "العراق يقع ضمن دول الدائرة الثالثة تلك التي لا تشترك مع إسرائيل في حدود، لكن لإيران مصالح أو وجودا عسكريا فيها، وقد تستغلها لضرب إسرائيل في الصراع المقبل معنا".
وشدد المسؤولون على أن إسرائيل مشغولة أكثر بما يحدث في سوريا، حيث يولي ضباط المخابرات أهمية كبيرة للنشاط العسكري المنسوب لإسرائيل في سوريا.
لكنهم أكدوا للصحيفة العبرية أن "الوجود الإيراني في سوريا، رغم أنه ما يزال قائمًا، أصبح الآن محدودًا بطريقة كبيرة، وتناقص عددهم ونفوذهم".
وأكمل المسؤولون حديثهم قائلين: "نتعامل مع ما تقوم به إيران في الخارج، وما هي اهتماماتها وكيف يتلاءم برنامجها النووي في علاقاتها مع دول أخرى".
وقالوا: "تعد إيران من أكثر الدول تقدمًا على الإطلاق فيما يتعلق بالبرنامج النووي، وحتى لو عدنا إلى الاتفاق النووي اليوم وتوقف التطوير تمامًا، ستكون إيران على بعد خمسة أشهر من الوصول إلى نفس الوضع الذي هي عليه الآن".
وأشاروا إلى أن "إيران تقترب كثيرا من الحد الأعلى لتخصيب اليورانيوم إلى 90%، وهو حد يمكن بعده البدء في تطوير أسلحة نووية".
ولفت المسؤولون إلى أن "الوصول إلى هذه العتبة هو رافعة ضغط هائلة على العالم، وسيستخدم السلاح النووي في أي صراع مقبل"، مشيرين إلى أن الإيرانيين حريصون على إعلان أي تقدم في البرنامج النووي حتى الأصغر منه.
ووفق المسؤولين، يقدر جهاز الاستخبارات الإسرائيلية أن إيران لا تسعى إلى تطوير أسلحة نووية في المدى القريب، وسوف يستغرق الأمر ما بين عامين وثلاثة أعوام.
وحسب التقدير لدى جهاز الاستخبارات، فإنه حتى عندما يصل الإيرانيون إلى كمية المواد الانشطارية الكافية لإنتاج عدة قنابل نووية، لا يزال الطريق أمامهم طويلًا حتى إنتاج القنبلة نفسها.
وبين المسؤولون أن التقدير الحالي لدى الاستخبارات الإسرائيلية هو أن إيران تريد شن هجمات على جميع الجبهات، كما تريد تنفيذ هجوم ضد إسرائيل من بلد أجنبي.
وحسب تقديرات الاستخبارات الأمنية، فإن احتمال دخول إيران المعركة ضد إسرائيل في حال المواجهة مع حزب الله اللبناني قائم.
بينما من ناحية أخرى، فإن احتمال دخول حزب الله في دائرة القتال في حالة حدوث تصعيد دراماتيكي بين إيران وإسرائيل هو احتمال أكبر بكثير، وفق ما يقوله المسؤولون.
ولفت المسؤولون إلى أنه في واقع يبدو فيه اتفاق نووي متجدد بعيد المنال، فإن احتمال زيادة التوترات العملية بين إسرائيل وإيران هو الاحتمال الرئيسي.