عن التطورات الجديدة على الساحة السورية، صرح المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، ماثيو ميللر، لشبكة رووداو الإعلامية بالقول: "سنواصل التوضيح لكل الأطراف وكل الدول المتورطة مع أي طرف في سوريا بأننا سنبذل كل ما في وسعنا لحماية المدنيين".
جاء ذلك في معرض إجابة ماثيو ميللر على سؤال لمدير مكتب رووداو في واشنطن، ديار كورده.
وأضاف ميللر: "لدينا قوات هناك للمشاركة في التحالف الدولي ضد داعش ولمنع عودة داعش للبروز في سوريا، لكن يمكنني أن أخبرك أنه في كل تدخل لنا في سوريا وأي مكان آخر من العالم فإننا نحث دائماً الطرف الذي نعمل معه على بذل كل ما في وسعه لحماية المدنيين".
وسأل ديار كورده ميللر: انتشرت العشرات من تسجيلات الفيديو التي تظهر انتهاكات بحق الناس وخاصة النساء، ويظهر فيها مسلحو تلك الفصائل يرتدون زي داعش ويرفعون شعار داعش، ألا ترون أنهم يمثلون تهديداً لمستقبل المنطقة، أو على المصالح الأميركية في المنطقة؟ لكن ماثيو ميللر أجاب بالقول: لا أدري عن أي فيديوهات تتحدث، لهذا لا أستطيع التعليق عليها".
سؤال ديار كورده كان عن الفيديو المرفق في أدناه، وقد تم تسجيله في تل رفعت بمنطقة الشهباء شمال شرق مدينة حلب، حيث تم أسر ثلاثة من مقاتلي وحدات حماية الشعب ووحدات حماية النساء من قبل مسلحي "الجيش الوطني السوري" التابع للمعارضة السورية، حيث تجري إهانتهم.
باشرت هيئة تحرير الشام والفصائل المسلحة المتحالفة معها ضد حكومة بشار الأسد، في (27 تشرين الثاني 2024) هجوماً على غرب حلب وتمكنوا من السيطرة على مركز المدينة.
كان الجيش السوري يسيطر على مدينة حلب قبل ذلك، وبعد هجمات يوم الأربعاء، سيطرت هيئة تحرير الشام على المدينة باستثناء حي الشيخ مقصود وحي الأشرفية اللذين تستيطر عليهما القوات الكوردية (وحدات حماية الشعب ووحدات حماية المرأة وقوات الآسايش).
وأول أمس الأحد (1 كانون الأول 2024)، قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان، عن التعقيدات في سوريا: "نتشاور مع الأطراف في المنطقة للعثور على أفضل الطرق (لحل) الوضع".
وأعلن سوليفان: "ما نريده هو رؤية تنفيذ قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة والذي يضمن السلام والاستقرار لسوريا والحصانة لمواطنيها المدنيين بما فيهم الأقليات الدينية".
وأشار المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي إلى أن "النظام السوري يخوض منذ سنوات حرباً أهلية مدعوماً من ثلاث جهات هي روسيا وإيران وحزب الله، والداعمون الثلاثة يعتورهم الوهن حالياً بسبب التوترات في مناطق أخرى. لذا ليس مستغرباً أن نجد الأطراف في سوريا تسعى لاستغلال هذا، وهذا ما فعلوه في الأيام الأخيرة".
وفي نفس اليوم، نشر المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا، غير بيدرسن، بياناً قال فيه: "في بلد يعاني الحروب والتوترات منذ 14 سنة، يشكل تصعيد التوترات خطراً كبيراً على حياة المدنيين ويؤثر تأثيراً حقيقياً على السلام والأمن الإقليميين والدوليين".
ودعا المبعوث الأممي أطراف الصراع إلى "الالتزام بالقوانين الدولية لحماية المواطنين والبنى التحتية المدنية. هذه رسالة واضحة موجهة لكل أطراف الصراع".
وتشير المصادر المحلية إلى مقتل أكثر من 400 شخص غالبيتهم مسلحون، منذ انطلاق الهجمات الأخيرة.
من جانب آخر، أعلن مساعد الأمين العام للأمم المتحدة آدم عبدالمولى أن المواطنين السوريين بينما لا زالوا يعانون من الآثار النفسية للنزوح "يتعرضون للنزوح الآن مرة أخرى".
عبدالمولى الذي هو في نفس الوقت منسق الشؤون الإنسانية في سوريا، قال: "التوترات التي بدأت من يوم الأربعاء الماضي أدت إلى سقوط مأساوي لضحايا مدنيين بينهم نساء وأطفال، وإلحاق الضرر بالبنى التحتية المدنية وتعطيل خدمات مهمة".