تشهد وسائل الإعلام الأجنبية ومنذ الشهر الماضي كانون الثاني، مضامين متصاعدة الحدة تحذر من مغبة الاستمرار بالتصعيد العسكري الحالي بين كل من موسكو وكييف ومن خلفها الحلفاء الغربيين.
وتباينت التحذيرات بين تكرار سيناريو "مستنقع العراق" لتصل الآن إلى التحذير من "نهاية العالم".
وقالت مجلة "كونتر بنتش" الأميركية اليمينية، في تقرير ترجمته (بغداد اليوم)، إن تقديم منظمة علماء الذرة في الولايات المتحدة ما تعرف بــ "ساعة نهاية العالم" لتكون تسعين ثانية فقط، ينذر بكارثة تهدد "وجود البشرية"، موردة بيان المنظمة التي قالت عبره، ان الانباء حول وجود نوايا واستعدادات لاستخدام أسلحة نووية وتصاعد في حدة التوتر قادت الى تهيئة الفرق النووية، قللت بشكل كبير من قدرة العالم على الاستجابة للكارثة النووية في حال وقوعها.
وأوضحت المجلة أن كل من الجانب الروسي والأوكراني، يستعدان الآن لشن "عمليات عسكرية ربيعية" واسعة، تسعى موسكو من خلالها إلى السيطرة على أكبر مساحة ممكنة من الأراضي الأوكرانية، فيما تحاول كييف القيام بهجوم مضاد بدعم من الحلفاء الغربيي.
ونقلت عن خبراء من الاتحاد الأوروبي توقعهم أن تقود تلك الاستعدادات من الجانبين الى "تنفيذ عمليات ستؤدي في النهاية الى ركود في الجبهة بين الجانبين الامر الذي سيعني ان روسيا قد تستخدم أسلحتها النووية".
وأشارت إلى أن "القوات الروسية تمتلك بروتوكلات عسكرية تؤهلها استخدام الأسلحة النووية التكتيكية التي تكون قوتها التدميرية ضعيفة ومحدودة بهدف اخافة العدو واجباره على التنازل في حال فشلت قواتها في تحقيق النصر"، مضيفة أن "استخدام النووي التكتيكي من قبل روسيا سيكون الاستخدام الأول لتلك الأسلحة منذ عام 1945 وسيحول الحرب الى نزاع مباشر بين روسيا، وحلف الناتو"، بحسب وصفها.
وتابعت ، أن الوضع في أوكرانيا وروسيا يختلف كليا عن ذلك في العراق على الرغم من المقارنات الكبيرة بينهما، مؤكدا أن "الحرب الأبدية التي شنتها الولايات المتحدة في العراق والمستمرة حتى الان وعلى الرغم من الدمار الكبير الذي تسببت به للشرق الأوسط بشكل عام والبلاد بشكل خاص، إلا أنها لا تمثل خطراً نوويا على العالم لعدم امتلاك العراق لسلاح نووي، الامر الذي لا ينطبق على سيناريو روسيا وأوكرانيا، والتي باتت تهدد العالم برمته بحرب نووية".
وتصاعد القلق الدولي من زيادة التوتر خلال عمليات الربيع العسكرية بين الجانبين ولجوء روسيا لاستخدام أسلحة نووية تكتيكية محدودة الفاعلية، والذي سيقود بالنتيجة الى رد فعل مباشر من الجانب الأوروبي والغربي بشكل عام ضد موسكو، وبالتالي تقليل الوقت المتاح لساعة "نهاية العالم" إلى تسعين ثانية فقط.
والساعة التي يشرف على عملها علماء الذرة ومختصون في الجانب العسكري والسياسي، تحدد الوقت المتاح قبل دخول العالم في مرحلة "منتصف الليل" والتي يشيرون خلالها الى "نهاية العالم كلياً بالحرب النووية"، حيث باتت الساعة الآن تشير إلى توفر تسعين ثانية فقط من لحظة إطلاق اول صاروخ نووي ليتم إطلاق الباقي من الدول الأخرى وإدخال العالم في مرحلة الدمار النووي الكلي.
وصدرت دعوات موجهة لحكومات العالم إلى التوحد لـ"إنقاذ البشرية"، معلنة بأن نسبة الاستعدادات والتوتر الحالية والتي تتيح تسعين ثانية فقط للتحرك وتدارك إطلاق أول صاروخ نووي، لن تكون كافية لإنقاذ أي احد، وستؤدي في حال وقوعها الى "انهاء البشرية كليا"، ما لم يتم اتخاذ إجراءات تعيد ساعة "نهاية العالم" إلى الوراء من خلال تقليل استعدادات استخدام تلك الأسلحة، وإعادة الفرق المسؤولة عن تشغيلها، الى منازلها.