أعلن ممثل منظمة الصحة العالمية في الأراضي الفلسطينية اليوم الأربعاء، أنّه تمّت الموافقة على أقل من نصف بعثات منظمة الصحة العالمية المعنية بتوصيل المساعدات إلى غزة، في حين أنّ المستشفيات هناك "مكتظة بالكامل".
وقال ريتشارد بيبركورن متحدثاً عبر الفيديو من غزة "المستشفيات مكتظّة بالكامل... وليست لديها إمدادات كافية".
وأوضح، وفق ما نقلت فرانس برس، أن الموظفين يضطرّون إلى إجراء عمليات بتر، بسبب عدم توفر وسائل علاج تمكّنهم من إنقاذ أطراف المرضى عن طريق الجراحة في بيئة طبيعية.
وبينما أدان "تقلّص المجال الإنساني" في غزة، اتهم إسرائيل بمواصلة "عرقلة تسليم المساعدات الإنسانية" في الأراضي الفلسطينية التي دمّرتها الحرب بين إسرائيل وحركة حماس، والتي اندلعت في أعقاب هجوم غير مسبوق شنّته الحركة على الأراضي الإسرائيلية في السابع من تشرين الأول.
وأوضح بيبركورن أنه منذ شهر تشرين الثاني، تمّت الموافقة على "40 في المئة فقط" من بعثات منظمة الصحة العالمية إلى شمال غزة، مضيفاً أنّه "منذ كانون الثاني تراجع هذا العدد كثيرا"، وتصل النسبة إلى حوالى 45 في المئة في الجنوب. وتابع أنّ بقية البعثات "رُفضت أو عُرقلت أو تمّ تأجيلها".
وأكّد ممثل منظمة الصحة العالمية في الأراضي الفلسطينية أنّ "هذا أمر سخيف حتى في حالة وجود وقف لإطلاق النار يجب أن تكون هناك ممرّات إنسانية حتى تتمكّن الصحة العالمية والأمم المتحدة وشركاؤهما من القيام بعملهم. يجب أن نضع نظاماً عملياً ومختلفاً لتجنّب التصادم حتى نتمكّن من القيام بعملنا".
وأسفر الهجوم الذي شنّته حماس على إسرائيل عن مقتل أكثر من 1160 شخصاً، معظمهم مدنيّون. وردّت إسرائيل بحملة قصف مركّز أتبعتها بهجوم برّي واسع في القطاع، ما أسفر عن مقتل 28576 شخصاً، في أحدث حصيلة لوزارة الصحة التابعة لحركة حماس.
وكثّف الوسطاء الدوليون الأربعاء جهودهم للتوصل إلى هدنة بين إسرائيل وحماس على أمل تجنّب شنّ هجوم برّي إسرائيلي على مدينة رفح في أقصى جنوب قطاع غزة.
وفي هذا الإطار، حذّر ريتشارد بيبركورن من أنّ "الأنشطة العسكرية في مثل هذه المنطقة المكتظّة بالسكّان ستكون بالطبع كارثة لا يمكن تصوّرها وستوسّع نطاق الكارثة الإنسانية إلى ما هو أبعد ممّا يمكن تخيّله".
وكان منسّق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث، قد حذّر الثلاثاء من أنّ العمليات العسكرية الإسرائيلية في رفح "يمكن أن تؤدي إلى مجزرة في غزة"، داعياً إسرائيل إلى عدم "الاستمرار في تجاهل" نداءات المجتمع الدولي.