أفاد تقرير سري للوكالة الدولية للطاقة الذرية، أن إيران زادت في الأشهر الأخيرة احتياطاتها من اليورانيوم العالي التخصيب، مواصة بذلك توسيع نطاق برنامجها النووي رغم أنها تنفي نيتها امتلاك قنبلة ذرية.
وبعد سنوات من تدهور العلاقات مع طهران، أعرب مدير الوكالة الذرية رافايل غروسي عن "رغبته في زيارة مقبلة لإيران من أجل إقامة حوار سلس وبناء يؤدي إلى نتائج ملموسة".
وفي الوثيقة السرية التي تم إعدادها قبل اجتماع مجلس المحافظين الذي سيبدأ في 9 أيلول في فيينا، مقر هيئة الأمم المتحدة، حسبما أطلعت عليها وكالة "فرانس برس" اليوم الخميس (29 آب 2024)، أعرب غروسي عن أسفه لعدم تعاون إيران.
وكان زار ايران مطلع أيار، وسط تجدد المخاوف من نوايا الجمهورية الإسلامية في أجواء جيوسياسية متوترة.
لكن مقتل الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي أدى إلى تعليق المباحثات. ومنذ ذلك الحين، واصل البرنامج النووي الإيراني اكتساب زخم رغم نفي طهران رغبتها في الحصول على القنبلة النووية.
واورد تقرير الهيئة التابعة للأمم المتحدة، أن احتياطات اليورانيوم المخصب بنسبة 60 في المئة، علما أن صنع سلاح ذري يتطلب نسبة تخصيب تصل إلى 90 في المئة، بلغت في 17 آب، 164,7 كلغ، مقابل 142,1 كلغ في أيار.
كما ارتفع مخزون اليورانيوم المخصب بنسبة 20% بشكل ملحوظ إلى 813,9 كلغ (مقابل 751,3 كلغ قبل ثلاثة أشهر).
وتحررت الجمهورية الإسلامية من الالتزامات التي تعهدت بها في إطار الاتفاقية الدولية لعام 2015 المبرمة مع الولايات المتحدة والصين وروسيا وفرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة.
وكان من المفترض أن ينظم الاتفاق أنشطتها الذرية مقابل رفع العقوبات الدولية عنها. لكنه انهار بعد أن قرر الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب الانسحاب منه عام 2018، وفشلت المفاوضات التي جرت في فيينا لإحيائه في صيف 2022.
وبالإضافة إلى توسيع أنشطتها النووية، خفضت إيران بشكل كبير عمليات تفتيش المواقع من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية وتم فصل كاميرات المراقبة وسحب اعتماد مجموعة خبراء.
وذكر تقرير الوكالة الذرية، أن كل هذه العناصر "تضر" بقدرة الوكالة على ضمان "الطبيعة السلمية" لبرنامج طهران النووي.