حذّرت صحيفة “الغارديان” في تقرير لها من انتشار ما وصفته بـ”التطرف الترامبي” ضد المهاجرين في الولايات المتحدة، في إشارة إلى تأثير سياسات المرشح الجمهوري للرئاسة دونالد ترامب في هذا الملف على المجتمع الأمريكي.
وفي إطار تسليطه الضوء على المشكلة قال تقرير صحيفة “الغارديان” البريطانية إنه في أحد مواقف السيارات في مدينة توسون بولاية أريزونا الأمريكية، تتجلى “السياسة السامة” للهجرة.
وأضاف: خلال مسيرة سيارات دعماً للحزب الجمهوري في توسون، تجمعت 100 سيارة مزينة بشعارات يمينية على بعد حوالي 60 ميلاً من الحدود مع المكسيك.
ووفق التقرير، أدت خطابات ترامب، الذي بدأ حياته السياسية في عام 2015 بوصف المهاجرين المكسيكيين بأنهم “يجلبون المخدرات، وبأنهم يجلبون الجريمة، وبأنهم مغتصبون”، إلى دفع مستوى النقاش نحو “أعماق متدنية”.
وأوضح أنه من الأكاذيب غير المتوازنة حول أكل الحيوانات الأليفة في سبرينغفيلد بولاية أوهايو، إلى التلويح بآلاف اللافتات التي تقول “الترحيل الجماعي الآن” في مؤتمر الحزب الجمهوري في وقت سابق من هذا العام، حلت الرغبة في إبداء القسوة محل دفة القيادة الدقيقة للتيار اليميني. ونقل التقرير تصريحات صادمة عن امرأة أمريكية مكسيكية قالت إنها وصلت إلى الولايات المتحدة بتأشيرة في نوفمبر/ تشرين الثاني 1963 في اليوم الذي اغتيل فيه جون ف. كينيدي، لكن لديها أبناء عمومة وأبناء إخوة وبنات أخوات جاؤوا إلى الولايات المتحدة دون أوراق منذ عقود.
وقالت المرأة عن أقاربها: “إنهم جميعًا أشخاص طيبون ومجتهدون”، لكن عندما سألتها الصحيفة عن مشاعرها تجاه خطط ترامب للترحيل الجماعي، قالت إنها سعيدة بذلك، وأضافت: “يمكن ترحيلهم، لكن يمكنهم التقدم بطلب للعودة”. ووصفت الصحيفة جواب المرأة بأنه “تذكير صارخ بمدى ترسخ التطرف الترامبي وتناقض صارخ مع العصر الذي وصلت فيه المرأة، بعد وقت قصير من دعوة كينيدي إلى تبني (أمة من المهاجرين)”.
وبحسب الصحيفة، تشير استطلاعات الرأي الآن إلى أن غالبية الأمريكيين يفضلون حملات القمع الوحشية في بعض الحالات، على حساب أقاربهم. وأكد التقرير أن الاستراتيجية السياسية المظلمة المتمثلة في إلقاء اللوم على المهاجرين في كل إخفاقات الولايات المتحدة تقريباً، من نقص المساكن إلى الاستجابة للكوارث الطبيعية، أصبحت الآن منتشرة إلى الحد الذي يجعل من السهل الانفصال عن الواقع.
وقبل وقت قصير من نزول مسيرة السيارات إلى الشوارع، سألت الصحيفة الناس عما إذا كان من الممكن تحقيق مثل هذه التدابير دون إلحاق ضرر متعمد. وقالت إنه بدا أن معظم الناس غير مهتمين، إذ تقول إحدى النساء: “لا أعرف كيف، لكنني واثقة من أن ترامب قادر على القيام بذلك”.