16 Aug
16Aug

من جديد تهدّد ظاهرة تغير المناخ زراعة المحاصيل المختلفة في تركيا، مع توقعات بأن تزيد حدة الظواهر المتطرفة الناتجة عنها خلال السنوات المقبلة.وفي تطور جديد رصدته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، أعلنت السلطات التركية عدم توافر المياه اللازمة لزراعة المحاصيل في منطقة سيحان بولاية أضنه بسبب الجفاف؛ ما يهدد كلًا من الإنتاج المحلي والتصدير إلى الخارج وإيرادات المزارعين.كما تشمل التأثيرات زيادة استعمال المبيدات الحشرية التي تؤدي إلى خسائر إضافية بالمحاصيل، مع ارتفاع أسعار الفواكه والخضراوات.يأتي ذلك في وقت تراجعت فيه حصة إسهام إيرادات الزراعة في إجمالي الناتج المحلي لتركيا إلى 5.9% في العام الماضي (2023) من 9.5% قبل 20 عامًا.ولأن تركيا هي تاسع أكبر منتج زراعي في العالم، فقد وافق البنك الدولي في نهاية يونيو/حزيران (2024) على منحها تمويلًا بقيمة 600 مليون دولار لمواجهة الجفاف والفيضانات.

مخاوف متزايدة

أخطرت السلطات الزراعية في منطقة سيحان التركية المزارعين بتراجع احتياطيات المياه، بما لا يمكن معه زراعة محاصيل مثل الصويا والبطاطس والبصل والثوم والخضراوات الأخرى خلال فضل الخريف المقبل.وجاء في رسالة بتاريخ 24 يوليو/تموز (2024)، أنه لا يوجد سوى 357.31 هيكتومتر مكعب من المياه في سد سيحان التي ستكون كافية لزراعة محاصيل محددة مثل الحمضيات والفواكه، وفق تقرير لمنصة "أربيان غلف بيزنس إنسايت" (agbi).وعن ذلك، يقول المتحدث باسم جمعية تتحدث بلسان مزارعي أضنه، جاهد إنجه فكر، إن منطقة سيحان تعرّضت بالفعل لنقص المياه لتطلق السدود كميات صغيرة من المياه المستعملة في الري.وأكد أن إنتاج المحاصيل تضرّر بسبب تغير المناخ، كما يكافح المزارعون لتحقيق إيرادات تغطي التكاليف، والآن تطالبهم السلطات بعدم الزراعة من الأساس.وبسبب تغير المناخ، قال إن الجفاف خلال العام الجاري (2024) كان سيئًا للغاية، لدرجة أن ما كان متوقعًا في العام المقبل وقع مبكرًا هذا العام.

شكاوى المزارعين

تُعد سهول تشوكوروفا الخصبة إحدى أهم المناطق الزراعية في تركيا، وهي مشهورة بزراعة الذرة والقطن، وقد وقعت هذه السهول ضحية لشح المياه في أضنه، بعدما صدمت الأجهزة المحلية سكان 12 قرية في المنطقة بعدم توافر مياه الري.كما امتد تأثير الأزمة إلى 102 قرية أخرى في مدن جيهان ويورغير وساري تشام في أضنه أيضًا.وطُلب صراحة من المزارعين بألا يزرعوا المحاصيل في الخريف، ما لم يمكنهم تدبير إمدادات مياه الري بأنفسهم عبر قنوات الصرف مثلًا.وأعرب المزارعون عن خيبة أملهم إزاء القرار، منتقدين عدم كفاية الاستثمارات بقطاع المياه وسوء إدارة الموارد، وفق تقرير لمنصة "تركيا توداي" (Turkiye today).كما اشتكوا ارتفاع تكاليف ورسوم الري التي بلغت 1800 ليرة للفدان (53.65 دولارًا أميركيًا)، ومرافق البنية الأساسية القديمة التي تعود إلى خمسينيات القرن الماضي، وعدم توافر التقنيات الحديثة لإدارة إمدادات المياه بفاعلية.(الليرة التركية = 33.54 دولارًا أميركيًا)

ارتفاع أسعار الفواكه والخضراوات

تخشى الحكومة والأوساط الأكاديمية والزراعية تأثيرات شح المياه الناجمة عن تغير المناخ في الأمن الغذائي.وحذّرت وزارة الزراعة الأميركية من انخفاض محصول القمح في تركيا بنسبة 11% على أساس سنوي، لتصل إلى 18.75 مليون طن بسبب الجفاف.وبحسب التقرير، الصادر بتاريخ 24 يوليو/تموز (2024)، سيؤدي الجفاف إلى خسائر في الإنتاجية والجودة في عديد من مناطق الإنتاج المهمة خصوصًا وسط الأناضول وبحر إيجه.وبالفعل، سجلت أسعار الفواكه والخضراوات في تركيا ارتفاعًا خلال أشهر الصيف بسبب شح المعروض، على عكس المعتاد من الانخفاض في مثل هذا الوقت من كل عام.وعزا مراقبون الأمر إلى الجفاف الناتج عن تغير المناخ الذي تسبّب في ارتفاع التكاليف على المزارعين وأثر سلبًا في حجم الإنتاج الزراعي.وتراوح سعر الكيلوغرام الواحد من الطماطم والخيار بين 40 و50 ليرة على الترتيب، ووصل سعر الكرز والعنب إلى 100 ليرة.بالإضافة إلى ارتفاع درجات الحرارة، تفاقم الوضع بسبب ارتفاع أسعار الديزل وتكاليف النقل، ومن المحتمل أن ينخفض إنتاج الحبوب في منطقة الأناضول بنسبة 30%.كما يؤدي تغير المناخ إلى زيادة استعمال مبيدات الآفات الزراعية؛ لأن الحشرات والحشائش الضارة تُلحق خسائر بنسبة 30% من إنتاجية المحاصيل، لكن تلك المبيدات تزيد خطر رفض المنتجات الزراعية بالأسواق العالمية.

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
حقوق النشر © 2024 جميع الحقوق محفوظة - جريدة المواطن