أكد أوميد نوري بور، الرئيس المشترك والمتحدث باسم حزب الخضر الألماني للسياسة الخارجية، أن البلديات الألمانية "لم تعد قادرة على استيعاب المزيد من المهاجرين".
ولفت نوري بور، في مقابلة مع مراسلة شبكة رووداو الإعلامية آلا شالي، إلى أن "العديد من البلديات استقبلت أعداداً كبيرة من المهاجرين، لدرجة تجاوزت قدراتها الفعلية.
لم تعد هذه البلديات قادرة على استيعاب المزيد من الأشخاص أو توفير الكوادر اللازمة للعناية بهم". لهذا السبب، أكد على ضرورة "إعادة تنظيم" العملية و"هيكلة النظام الإداري"، مشدداً في الوقت ذاته على ضرورة ألا يغيب عن الأذهان "الدفاع عن القيم الإنسانية، وضمان عدم موت الناس بلا مبرر في البحر الأبيض المتوسط، لأنهم يستحقون العيش بكرامة وأمان".
المتحدث رأى أن ألمانيا بحاجة إلى "استعادة ازدهارها" الذي "بات مهدداً في الوقت الراهن"، مشيراً في هذا السياق إلى "أزمة اقتصادية عميقة أثرت على جميع القطاعات". وعزا نوري بور ذلك "جزئياً" إلى "نقص الابتكار" على مدى العقود القليلة الماضية، وهو تحدٍ "يتطلب التحرك بجدية".
حكومة إقليم كوردستان "شريك مهم"
في رده على سؤال بشأن الوضع في الشرق الأوسط، وصفه بـ "المأساوي" و"يمتد من غزة ولبنان وإسرائيل إلى سوريا والعراق واليمن"، معتبراً أن إيران "تلعب دوراً سلبياً للغاية في العديد من هذه الصراعات"، الأمر الذي يستدعي منهم "اتخاذ إجراءات حازمة ورفض هذه السياسات بشكل قاطع".
وأشار إلى أن ألمانيا لا تقوم بذلك بمفردها، بل بـ "التعاون الوثيق" مع شركائها الدوليين، مؤكداً أن حكومة إقليم كوردستان "شريك مهم" لبلاده، إلى جانب العديد من الشركاء الآخرين. وأضاف: "نسعى جاهدين لتقديم المساعدة حيثما كان ذلك ممكناً، وهدفنا الأساسي هو ضمان أن يتمكن شعوب هذه البلدان من العيش بسلام وأمان".
أوميد نوري بور تطرق إلى "القيم المشتركة الكثيرة" التي تجمع ألمانيا وإقليم كوردستان، ورغبة الطرفين في "تحقيق الاستقرار في المنطقة".
"ترمب اليوم مختلف"
بشأن تداعيات فوز المرشح الجمهوري دونالد ترمب على العلاقات الألمانية - العراقية، قال نوري بور: "لقد قمنا بالاستعداد بشكل أفضل بكثير مقارنة بعام 2016. في ذلك الوقت، عندما أجريت الانتخابات لأول مرة، لم يكن لدينا حتى رقم هاتف للتواصل مع فريق ترمب".
وأضاف: "كان على السفير الألماني أن يبحث عن وسيلة للاتصال بهم. أما اليوم، فقد تغير الوضع بشكل جذري، هناك العديد من مجالس الحوار، وقد اغتنمنا السنوات القليلة الماضية على المستوى الأوروبي للاستعداد بشكل أفضل".
لكنه شدد على ضرورة إدراك أن ترمب اليوم "مختلف"، وهذا يعكس حجم التحديات التي تواجههم فيما يتعلق بـ "المناخ والاقتصاد والأمن في أوروبا". وبغض النظر عن الفائز في الانتخابات الأميركية، من الواضح أن الأوروبيين بـ "حاجة إلى استثمار أكبر في الأمن والمستقبل".