تزايدت الأحد الدعوات لحض الرعايا الأجانب على مغادرة لبنان في ظل مخاوف من تصعيد عسكري بين إيران وحلفائها من جهة، وإسرائيل من جهة أخرى، بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية في طهران في عملية نسبت إلى إسرائيل، واغتيال القيادي البارز في حزب الله فؤاد شكر في ضربة إسرائيلية قرب بيروت.
وفي إطار جهود دولية تبذل لنزع فتيل انفجار إقليمي محتمل، دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والعاهل الأردني عبدالله الثاني الأحد إلى تجنب تصعيد عسكري في الشرق الأوسط "بأي ثمن".
في قطاع غزة، أعلن الدفاع المدني مقتل 30 شخصا على الأقل في قصف صاروخي إسرائيلي طال مدرستين تؤويان نازحين في حي النصر بمدينة غزة "جلّهم أطفال ونساء"، بينما أكد الجيش الإسرائيلي أنه استهدف عناصر من حماس.
وقالت وزارة الصحة اللبنانية في بيان ليل الأحد الاثنين إن غارة إسرائيلية على بلدة حولا جنوبي لبنان "أدت في حصيلة نهائية إلى استشهاد شخصين".
وقبيل ذلك، قال الجيش الإسرائيلي في بيان إنّ "قوّات جيش الدّفاع رصدت إرهابيا من حزب الله يدخل إلى مبنى يستخدمه التنظيم في منطقة حولا. بعد وقت وجيز من الرصد، قصفت طائرات حربية تابعة لسلاح الجو المبنى الذي كان يوجد فيه الإرهابي".
من جهته أفاد حزب الله بمقتل اثنين من مقاتليه، دون أن يُحدد مكان مقتلهما.على الجانب الإسرائيلي، دوت صفارات الإنذار مجددا في وقت باكر الاثنين في الجليل الأعلى، بسبب هجوم جوي "من لبنان"، وفقًا للجيش الإسرائيلي الذي أفاد بإصابة جنديَيْن بجروح.واتهمت الجمهورية الإسلامية الإيرانية وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) وحزب الله إسرائيل باغتيال هنية، بعد ساعات على ضربة إسرائيلية أسفرت عن مقتل شكر في ضاحية بيروت الجنوبية، معقل حزب الله.ولم تعلّق الدولة العبرية على اغتيال هنية الذي تعهّد القادة الإيرانيون "الثأر" له.
كما توعّد حزب الله بالانتقام لمقتل شكر.
وتوعّد المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية آية الله علي خامنئي بإنزال "عقاب قاسٍ" بإسرائيل. كما توعّد الحرس الثوري الإيراني في بيان السبت إسرائيل بـ"عقاب شديد في الزمان والمكان والطريقة المناسبة".بدوره هدّد الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله بـ"ردّ آت حتماً" بعد اغتيال شكر، مشيرا إلى "معركة مفتوحة في كل الجبهات".
كذلك توعّد بالرد كل من حركة حماس والمتمردون الحوثيون في اليمن.في المقابل شدّد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت الأحد على "رفع مستوى الجهوزية على صعيد الدفاع"، وقال في بيان "نحن جاهزون للرد سريعا أو للهجوم"، مضيفا "إذا تجرّأوا على مهاجمتنا سيدفعون ثمنا باهظا".
من جهته، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري في مؤتمر صحافي "حتى الآن، اشدد على أن سياسة الدفاع لدى قيادة الجبهة الداخلية لم تتغير"، موضحا أنه يردّ بذلك على "تقارير مختلفة وشائعات" تحدثت عن وضع البلاد في حال تأهب.
ومع تصاعد المخاوف، عزّزت الولايات المتحدة منظومتها العسكرية في المنطقة، ونشرت مزيدا من السفن الحربية والطائرات المقاتلة لحماية جنودها وحليفتها إسرائيل.وقال نائب مستشار الأمن القومي الأميركي جون فاينر لشبكة "ايه بي سي" الإخبارية "نبذل كل الجهود لتجنّب تدهور الوضع".