أكد السفير الأميركي الأسبق لدى العراق، زالماي خليلزاد، أن لأمريكا دور في اتخاذ قرار دعم سوريا والنأي بها عن الحرب الأهلية والمرور بمرحلة انتقالية باتجاه سلطة جديدة تحفظ السلام وتستطيع العمل من أجل السوريين، منوهاً في الوقت نفسه إلى أن "الكورد جزء من المعادلة السورية وستتغير العلاقة بين الكورد وتركيا".
جاء ذلك خلال مقابلة اجرتها معه شبكة رووداو الإعلامية وأدناه نصها:
رووداو: سيعود ترمب خلال أسابيع، ماذا ترى بخصوص سياسة ترمب تجاه الشرق الأوسط؟ وكيف ستؤثر على الشرق الأوسط الحالي؟
خليلزاد: من المؤكد أن سياسته ستعكس رغبته وإرادته كما ستعكس واقع المنطقة. المسألة الرئيسة حالياً هي ماذا سيفعل بخصوص حرب غزة وإسرائيل في الشرق الأوسط.
أعتقد أنه يريد التركيز على تحرير الرهائن، وقد أشار هو إلى ذلك. كذلك، يجب أن تنتهي الحرب. هذان هدفان عاجلان سمعت عنهما من الرئيس المنتخب ومن فريقه.
الآن، يوجد لدينا أيضاً الوضع السوري المثير للتعجب. هو لم يدخل في المزيد من التفاصيل عن سياسته ولا يريد خوض حرب لا نهاية لها في الشرق الأوسط. لأمريكا قوات في سوريا، ولهذا ستكون حماية هذه القوات الأمريكية أولوية، لكن لأمريكا دور في اتخاذ قرار دعم سوريا والنأي بها عن الحرب الأهلية والمرور بمرحلة انتقالية باتجاه سلطة جديدة تحفظ السلام وتستطيع العمل من أجل السوريين.
الهدف الكبير هو كيفية تجنب التورط في توترات سوريا وحماية أمن القوات.
ثم أن السؤال الأكبر يتمثل في إيران، التي تؤثر على العراق أيضاً. حينها يواجه ضغطين كبيرين أو معسكرين يسعيان للتأثير عليه، أحدهما يتمثل في زيادة الضغط باتجاه التوصل إلى اتفاق شبيه بالذي مع كوريا الشمالية التي كانت مشكلتها النووية مشكلة كبرى، لكن ترمب ذهب بنفسه ليمارس الضغط والاتفاق، أو أن هناك من يقول إنه يجب العمل على تغيير النظام، لكني أعتقد أن هذا لا يثير اهتمامه. هذه هي المشاكل، وبالاعتماد على ما صرح به وتجربته في ولايته الأولى، ستمثل أولويات عنده.
رووداو: هل تعتقد أنه سيكون نفس ترمب الذي رأيناه في 2018 و2019، فقد جاء ترمب في ولايته الأولى كرجل أعمال، لكن لا يمكننا الآن أن نقول إن ترمب خارج المعترك السياسي، فهو رئيس سابق ولديه خبرة أكبر بالسياسة حالياً؟
خليلزاد: بالتأكيد.
رووداو: هل تعتقد أننا سنجد نفس ترمب؟
خليلزاد: لا شك أنه سيكون ثم تشابه واختلاف، فمبادئ شخص يبلغ 78 سنة لن تتغير تماماً. لهذا سيكون هناك استمرار على الأسلوب السابق وسيكون هناك اختلاف عنه.
الاختلاف يتمثل في أن فريقه هذه المرة فريق مختلف. لقد اختار فريقاً يعرف أفراده فرداً فرداً، وهم أيضاً يعرفونه. هؤلاء سيكونون فريق ترمب الذي يتحكم بالأمور. أعتقد أن الوضع الحالي هو أنه أكثر خبرة مما سبق. أكثر خبرة بالسياسة العالمية. أولويته على الصعيد العالمي ستكون أمريكا نفسها. سيعمل على تقوية أمريكا ودعم قوة أمريكا وأوضاعها الاقتصادية وعلى الإصلاح الداخلي في مجالات الضرائب والشؤون الحكومية ومشكلة الهجرة غير القانونية.
إنه يريد التركيز على نقاط الضعف التي شخصها في الأوضاع الداخلية، وعلى الصعيد الدولي سيكون تركيزه الأكبر على الصين لوجود احتمال التنافس العالمي ونظام ثنائي القطب جديد كأمريكا والاتحاد السوفييتي، لأن للصين وأمريكا تأثيرات عالمية. إلى جانب ذلك، يريد أن تنتهي الحرب في أوكرانيا، ويقول إن هذا يجب أن يحصل بسرعة. يريد أيضاً دفع الدول الأوروبية إلى تقديم المزيد في مجار الأمن لتكون يد أمريكا مطلقة بعض الشيء بسبب مشكلة الصين. ثم هناك الشرق الأوسط الذي استعرضنا مشاكله.
رووداو: نعم، عن غزة والرهائن الذين أشرت إليهم، كان لترمب خطاب الأسبوع الماضي، وقال إن من الأفضل أن تفرج حماس عن الرهائن قبل 20 كانون الثاني، عندما أكون في مكتب الرئاسة. فشلت إدارة بايدن في التوصل إلى اتفاق بهذا الخصوص أو دفع الأطراف للاتفاق وإطلاق الرهائن. هذا يمثل أكبر مشكلة الآن. هل تعتقد أن ترمب قادر على النجاح في هذا؟
خليلزاد: لا شك أنه يريد ذلك. بصورة عامة، هو يشعر أن إدارة بايدن لم تكن قوية لتستخدم القوة الأمريكية دبلوماسياً وعسكرياً عند أخذ أمريكيين كرهائن، فتخيفهم وتمنعهم من أخذ رهاني أمريكيين، وعندما تم أسر الرهائن، كان عليها أن ترد بشدة لتنقذهم. ترمب أوضح هذا مسبقاً، لهذا آمل أن يتم تحرير الرهائن الأمريكيين عندما يتولى الرئاسة. أنا واثق أن قطر ودولاً أخرى تبذل قصارى جهودها.إنهم يريدون أن ينتهي التوتر عندما يتولى رسمياً مهام الرئاسة. لذا فإن الوقت الآن هو وقت قيام دول المنطقة بالعمل على التناغم مع التغير في أمريكا والتعامل معه، وهل يريدون علاقات إيجابية مع الرئيس الجديد الذي هو رئيس سابق يتولى الرئاسة من جديد؟ أعتقد أنه سيكون من الجيد أن تلفت حماس انتباه الرئيس الجديد للعمل على حل مسألة فلسطين واتخاذ خطوة لبناء حسن نية لإطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم.
رووداو: شهدت بنفسك نهاية صدام حسين، فهل كنت تتوقع أن تشهد نهاية نظام بشار الأسد أيضاً؟
خليلزاد: لا شك أن تمني النتيجة الإيجابية يعني تحققها. هناك أخطار يجب أن نتنبه لها. لا أقصد بـ"نحن"، أمريكا وحدها بل أقصد العراق وكوردستان والجيران الآخرين، لأن سوريا بحاجة إلى مصالحة داخلية وليس إلى الانتقام. الآن هو وقت المصالحة والنظر إلى أمام وليس الالتفات إلى الوراء. يجب أن تكون هنالك مساءلة في بعض المستويات، لكن السلم والمصالحة جيدة ومهمة، وكذلك دور الجيران مهم للغاية فبإمكانهم مساعدة السوريين. لا شك أن المجتمع الدولي، وأمريكا خاصة، بتاريخها الطويل مع المنطقة وإسقاطها لصدام، لها دور مهم أيضاً. مرت سوريا بأيام سود، ومع ذلك شهدت عهوداً مشرقة عبر التاريخ. للسوريين تأثير كبير على الشرق الأوسط. بل كان لهم تأثير حتى على أفغانستان. واحدة من العائلات السورية التي لجأت في مطلع القرن العشرين إلى هناك، كان لها تأثير عصري على تقدم أفغانستان. البلد الذي أعرفه جيداً وولدت فيه، لكنهم في الآونة الأخيرة مروا بحقبة مظلمة للغاية، مثل العراق في عهد صدام حسين، والذي كان في عهد مزدهر قبل ذلك، لكن هذا لا يعني أن الأمور يجب أن تكون هكذا. أرجو أن يتصالح السوريون وتكون لهم سلطة مقبولة من جميع شعب سوريا.
رووداو: لكن القوة المستخدمة لتغيير النظام الحالي أو لإسقاطه، وهي هيئة تحرير الشام تمتد خلفيتها للقاعدة وداعش. هل تشعرون بالقلق؟ بينما تحدثتم عن الاستقرار..
خليلزاد: على المرء أن يتنبه لهذا، لكن المؤشرات حتى الآن جيدة، حتى الآن! تحدثت قيادتهم، وقائد هذه الحركة له سابقة عمل مع القاعدة، لكنه انفصل عنهم فيما بعد وحاربهم، وقاتل ضد داعش. يتحدث بإيجابية شديدة. علينا أن ننتظر ونرى، لكن الأمور حتى الآن جيدة جداً. الوقت الآن يبشر بخير، إنها فترة مبشرة، آمل أن تظل إيجابية.
رووداو: مبشر؟
خليلزاد: أعتقد أنه مبشر، لكن يحدث تغيير وهو شامل وينتقل إلى الفصائل الأخرى التي تشكل جبهة موحدة، لديها علاقات مع المجاميع الكوردية السورية والمسيحيين والعلويين وكل مكونات سوريا. هذا سيكون إيجابياً إن استمر وثبت، وستكون له نتائج شاملة ستكون مقبولة على الصعيد الخارجي.
رووداو: ما رأيك في الرأي القائل بأن هيئة تحرير شام قوية في سوريا قد تمنح لداعش مساحة أكبر للبروز من جديد؟
خليلزاد: لقد حاربوا داعش مؤخراً. إن حدث شيء من هذا سيكون سلبياً جداً وستكون له انعكاسات عديدة، ليس على المنطقة وحدها بل ستمتد تلك الانعكاسات إلى خارج المنطقة أيضاً.
أعتقد أنهم برسائلهم التي يبعثونها مؤخراً سيكونون متعاونين وموحدين، لكن على المرء أن يحذر، لأن أقوالهم جيدة، لكن علينا أن نراقب أفعالهم، وأن نتابع أفعالهم باستمرار. فإن لم يكن كذلك، سيكون سلبياً للغاية، لأنك بحاجة إلى سوريا في سلام من الداخل، ومتفقة في الخارج وفي سلام مع جيرانها. أرجو أن تكون هذه القيادة التي تبدو ذكية جداً وتعلمت الكثير، أن تكون متفتحة الذهن لهذه الدرجة وتنجح.
رووداو: هل تعتقد أن النظام الاتحادي يناسب سوريا؟
خليلزاد: هذا خيار. سوريا مؤلفة من مكونات متنوعة. أعلم أن تاريخ النظام الاتحادي في المنطقة ليس جيداً جداً، لأن البعض قبلوا بالنظام الاتحادي، كالدستور العراقي، لكن العقبات في طريق تطبيقه مستمرة. عندما أكون في كوردستان، أسمع كثيراً من أصدقائي الكورد وهم يقولون إن عقلية بغداد هي عقلة الدولة الواحدة المركزية، المركزية القوية، والذين في بغداد ليسوا مرتاحين لقيام الدستور بتوزيع السلطات. لكن أعتقد أن النظام الاتحادي واحد من الخيارات. أنا أيضاً مطلع على التاريخ الشائك والعقبات في طريق النظام الاتحادي حتى في أوروبا. لأمريكا تاريخ جيد في هذا السياق مقارنة بكل مكان آخر. آمل أن يكون هذا واحداً من السبل التي تمكن من حل المشاكل السياسية وتحقق الوحدة والتفاهم والسلام والاستقرار والتقدم.
رووداو: بخصوص كورد سوريا في روجآفا، الإدارة الذاتية، ماذا ترى بشأن مستقبلهم مع الأخذ بهذه التغييرات. أعتقد أنه ليس لكورد سوريا ذكريات وتجربة جيدة مع دونالد ترمب. ربما ستدخل أمريكا بقيادة إدارة ترمب في اتفاق مع سوريا على حساب الكورد، أو ربما لن تستهوي الإدارة الذاتية بل تقلقها.
خليلزاد: في الحقيقة، خلال حرب داعش كانت هناك علاقة جيدة بين جنودنا وبعض القوى الكوردية، وعملوا معاً، لكننا عندما نتحدث الآن عن إعادة بناء سوريا جديدة أو عن التغيير السياسي، فإن الكورد جزء رئيس من المعادلة يجب التعامل معه. ليس فقط مع الكورد من جنود حزب الاتحاد الديمقراطي، بل يجب التعامل مع الكورد الآخرين أيضاً ويكون التعامل شاملاً، يجب أن تكون هناك ديمقراطية عند الكورد أيضاً. يجب التصويت لمعرفة ما يريد الكورد. ربما يوجد أكثر من حزب ناشط هناك. لذا فإن الديمقراطية جيدة. قرار الشعب أمر حسن عندما نفكر في المستقبل. الإطار لإدارة ترمب سيكون مختلفاً هذه المرة، مع الأخذ بفرضية استمرار التيارات الحالية.
رووداو: هل تعتقد بإمكانية محادثات بين كورد سوريا (قسد) والأطراف الأخرى وبين تركيا بوساطة أمريكية؟
خليلزاد: لا أدري إن كان ضرورياً أن تجرى بوساطة أمريكية أم لا. أذكر أن العلاقة بين الحزب الديمقراطي الكوردستاني وتركيا كانت غاية في السوء ذات مرة. لكني سعيد للغاية أن العلاقات تغيرت الآن وهي جداً إيجابية. قبل احتلال العراق، كنت أتردد بين أربيل وأنقرة، وكان صعباً جداً لأن الأتراك كانوا ضد النظام الاتحادي، لم يكونوا يريدوننا أن نتعامل مع أربيل تعاملنا مع حكومة، ولم يكونوا يريدوننا أن نتعامل كسلطات مع قيادات هذه الحكومة، لأنهم كانوا يرون أنها ليست حكومة وكانوا قلقين. يمكن أن يكون سلبياً جداً من جهة، لكنه يتغير. ليس هناك سبب يمنع حدوث تغيير من هذا النوع في العلاقات بين تركيا وكورد سوريا وخاصة إذا قامت على أساس الخيار الديمقراطي لكورد سوريا.
رووداو: عن إقليم كوردستان العراق والعراق، المكان الذي تعرفه جيداً، عندما كنت سفيراً كان لك دور في كتابة الدستور. الآن، يقول قادة إقليم كوردستان إن بغداد ماضية باتجاه المركزية وتسعى لإنقاص حقوق إقليم كوردستان الواردة في الدستور. ما هو الحل لهذا برأيك؟
خليلزاد: الدستور هو الحل لحين تغيير الدستور. الدستور يضم قرارات واضحة تبين ما هو للمركز وما هو لإقليم كوردستان وما هو مشترك بينهما. يجب احترام هذا. لا شك أن هناك رغبة لتغيير الدستور. كذلك، هناك حلول يقدمها الدستور لكيفية تغيير الدستور. أنا أفكر بطريقة معاكسة. إن لم يلتزموا بالدستور قبل تغييره، فإن غياب الثقة سيخلق صعوبات وعقبات وهي ليست في صالح العراق، بغداد وأربيل معاً. أيضاً، من المهم جداً أن يعمل الكورد فيما بينهم على أسس تقوم على التفاهم وتتفق مع دستور إقليم كوردستان وبرلمانه. ثم أن انتخابات جيدة جرت مؤخراً، وسعيد بأن الكثير من الكورد شاركوا فيها وتم إقرارها. الآن، عليهم أن يخطو باتجاه تشكيل الحكومة بالسرعة الممكنة. لديكم الآن مؤسسات شرعية عاملة، وستشكل حكومة على أساس السلطة التي منحها الشعب، ثم يجب أن تتعاملوا مع بغداد معاً وليس على أساس الكيل بمكيالين، أن تدعموا المركزية عندما تكونون في بغداد وتدعموا النظام الاتحادي عندما تكونون في كوردستان. هذا لا يخدم مصالح الكورد.
رووداو: كيف أثرت الخلافات بين الاتحاد الوطني الكوردستاني والحزب الديمقراطي الكوردستاني على مكانة إقليم كوردستان، برأيكم؟
خليلزاد: يمكن أن يكون هناك عدم رضا وتنافس. هذا طبيعي. هناك أحزاب متنوعة، تختلف من حيث تاريخها، ومن حيث الأمور التي تدعمها. أذكر أنه منذ الأيام التي كنت بها في بغداد علمت أن هذا كان قائماً بين الرئيس طالباني والرئيس بارزاني. لكنهما كانا يعملان جيداً على الدستور، كانا يتشاركان في العمل على القضايا القومية المهمة. كان أحدهما في بغداد وكان الآخر في أربيل. أعتقد أن هذا نموذج جيد. يمكن أن يكون بين الكورد تنافس واختلاف على ما قد يحدث في كوردستان، من حيث السياسة وسياسة النفط والغاز، وهذا طبيعي جداً، لكن عندما يتعلق الأمر بالقضايا القومية الكبرى أعتقد أن التفاهم بين الكورد سيساعدهم جميعاً بدلاً من التحول إلى أدوات لإضعاف مكانة كوردستان.
رووداو: سؤالي الأخير، نسمع باستمرار من الشباب ومن بعض الأحزاب المعارضة للقيادة العراقية الحالية قولهم: النخبة التي تتزعم العراق حالياً والسياسيون جميعاً جيء بهم من جانب أمريكا وكانوا مشتتين في دول أوروبا وأمريكا، وجمعتهم أمريكا في العام 2003 وحملوا إلى العراق على ظهر الدبابات الأمريكية وتم فرضهم على العراقيين كقيادة. ماذا تقول عن هذا؟
خليلزاد: قدر تعلق الأمر بالقادة الكورد لا أعتقد أن هذا ينطبق عليهم. لا ينطبق عليهم.
رووداو: العراقيون يقصدون القيادات العراقية..
خليلزاد: نعم، سأنتقل إلى هذا، لكن القادة الكورد، ملا مصطفى البارزاني كان في العراق أو في كوردستان منذ زمن بعيد سبق قدوم أمريكا. الأمر نفسه ينطبق على سائر القادة العراقيين. للحركة السياسية الكوردستاني تاريخ طويل ويعود إلى زمن قديم، إلى أيام الحرب العالمية الأولى وقبلها أيضاً. أم القادة العراقيون الآخرون، نعم استفاد بعضهم من الاحتلال الأمريكي، لكننا لم نأت بهم إلى بغداد على ظهور الدبابات الأمريكية ولم نقلدهم السلطة، لا. كانوا معارضين لصدام، وبعضهم كان في إيران. بعضهم كان في أماكن أخرى. حتى أن بعضهم كان في انكلترا. لم يكن أي منهم في أمريكا. يمكنني أن أقول هذا.
رووداو: باستثناء الجلبي.
خليلزاد: الجلبي كان يزورها ولم يكن يقيم فيها. لم تكن لديه قوة عسكرية على حد علمي. ربما ارتكبنا بعض الأخطاء، من حيث كيفية قيامنا الأمور وما قمنا به حينها. كان يجب الإسراع في تشكيل حكومة، وهل كان يجب حل الجيش؟ هل كان علينا أن نجتث البعث؟ هذه مشاكل يبحثها المؤرخون ويشكو منها الشباب. يجب الاعتبار بها. لكن المهم هو أن نتطلع إلى أمام، وليس إلى الخلف، ومن المهم أن يبحث الأكاديميون والمحللون في الأمور التي يحتاج إليها العراق، لأن العراق قادر على أن يصبح بلداً ناجحاً جداً، ولديه موارد عظيمة. شهد عبر التاريخ فترات مزدهرة جداً، ويجب أن تعود المراكز التربوية والتعليمية إلى مئات سنين من الآن. العراق كان المكان الذي ربى وعلم غالبية النخب العربية. عندما كنت آتي إلى الخليج في الثمانينيات كان الكل يتحدثون عن العراق. أنا درست في العراق. هذه الإمكانيات والموارد البشرية والموارد الطبيعية موجودة حالياً. أنتم بحاجة إلى نخب سياسية وحزبية جيدة تتنافس فيما بينها. تتعاون على الاستفادة. كان هناك الكثير من الفساد، الخدمات سيئة، دور القانون ضعيف. من حق العراقيين أن يتوقعوا المزيد من قياداتهم. كان على أولئك أن يقدموا أفضل مما يفعلون، لكن الفرصة أتاحتها أمريكا.
كان عندكم في السابق رجل، وهو صدام حسين، كان يقرر كل شيء ولم يكن جيداً قط، لأنه كان يمكن أن يكون مريضاً وأن يكون عقله غير عامل. من الأفضل أن يكون لك تمثيل في الخارج وأن تتلقى المشروة وتمنح الفرصة للجيل الجديد وللتغيير. كل هذه أمور إيجابية وأنا أعلق الأمل على مستقل للعراق يقوم على موارده وقدرات شعبه. أنا أرى هذا من داخل التاريخ.