وقال الموقع إن البرنامج الذي تستخدمه شبكة الاستجابة لحالات الطوارئ التابعة للأمم المتحدة، جرى حظره بعد الزلزال المدمر الذي وقع في فبراير/شباط 2023، لافتاً إلى أن النشر السريع المنسّق لفرق البحث والإنقاذ هو الفاصل بين الحياة والموت للمحاصرين تحت الأنقاض في حالة وقوع زلزال.
وتسبب زلزال 6 فبراير/شباط في مصرع عشرات الآلاف بجنوب تركيا وشمال سوريا، لكن فرق البحث والإنقاذ تمكنت من إنقاذ آلاف الأشخاص أيضاً من المباني المنهارة.
وكثيراً ما تضرب الزلازل إيران، التي تقع على خط صدع زلزالي شديد النشاط بين الصفيحتين العربية والأوراسية.
وتُعتبر طهران والمناطق الحضرية المحيطة بها، التي يقطنها نحو 15 مليون شخص، واحدة من مدن العالم الكبرى الأكثر عرضة لزلزال كارثي.
امتثال "مفرط" للعقوبات
في السياق، قال نشطاء حرية الإنترنت والحقوق الرقمية للموقع البريطاني إن هذه المشكلة على ما يبدو نتيجة "الامتثال المفرط" من جانب شركة التكنولوجيا الأمريكية، التي توفر برنامج الخرائط الذي تستند إليه منظومة الأمم المتحدة، للعقوبات الأمريكية التي تستهدف سوريا وإيران.
فيما قال أمير رشيدي، الباحث الإيراني في مجال أمن الإنترنت والحقوق الرقمية، للموقع: "مشكلة العقوبات التي تواجهنا منذ فترة طويلة هي الامتثال المفرط من جانب شركات التكنولوجيا. فهذه الشركات تخشى أن تواجه اتهامات أو غرامات".
وهذا البرنامج طورته المجموعة الاستشارية الدولية للبحث والإنقاذ التابعة للأمم المتحدة (Insarag)، وهي شبكة عالمية من فرق البحث والإنقاذ في المناطق الحضرية التي تنتشر عادةً بمناطق الكوارث في ظرف ساعات من وقوع الكارثة.
"قوة خارقة" في عمليات الإنقاذ
وقد اُستخدم نظام Insarag للتنسيق والإدارة (ICMS) لأول مرة خلال انفجار ميناء بيروت عام 2020، ووُصف بأنه "قوة خارقة" للمسؤولين عن تنسيق جهود الإنقاذ.
وقال أحد مطوري ICMS متحدثاً عن أهميته، إنه "يقدم معلومات مهمة للأشخاص المناسبين في المكان المناسب وفي الوقت المناسب".
وهو باستخدام برنامج خرائط سحابي، أو منظومة معلومات جغرافية (GIS)، تسمى ArcGIS، يوفر نظرة شاملة مباشرة تمكن منسقي الاستجابة للطوارئ من فهم الموقف على الأرض بشكل أفضل.
وبإمكان فرق البحث والإنقاذ في المناطق الحضرية تسجيل تفاصيل جهود الإنقاذ عبر تطبيق هاتف محمول، مثل الأشخاص الذين أُنقذوا، والجثث التي اُنتشلت، وطلبات المعدات أو التعزيزات، والمواقع التي انتهى العمل بها، فضلاً عن إرسال الصور والمعلومات الأخرى.
وعلم موقع "ميدل إيست آي" نفسه أن المشكلات المتعلقة بالمرور إلى ICMS في سوريا قد أثارتها Insarag مع شركة البرمجيات التي تدير برنامج ArcGIS، وهي معهد أبحاث الأنظمة البيئية (ESRI) ومقرها كاليفورينا.
وهذه الشركة لا تسمح باستخدام منتجاتها في البلدان الخاضعة للعقوبات الأمريكية، وتدرج سوريا وإيران في قائمة الدول المحظورة على موقعها الإلكتروني.
وطلب الموقع البريطاني من صحفيين في إيران وسوريا محاولة فتح صفحة تسجيل الدخول إلى برنامج ICMS، فظهرت لهم رسائل خطأ مثل Error loading site. Status: 500 "خطأ في تحميل الموقع. الحالة: 500″ و"403 Forbidden".