تثار مسألة وجود عيدين للفصح لدى المسيحيين كل عام، والسنة وبينما احتفل المسيحيون الغربيون بعيد القيامة الأحد الماضي، احتفل الشرقيون حينها بعيد الشعانين ويتحضرون لإحياء ذكرى الفصح الأحد المقبل.
ويحج بعض أبناء الطوائف الشرقية إلى كنسية القيامة بالقدس، السبت (سبت النور)، الذي يأتي قبل أحد الفصح، حيث يعتقدون أن النور يفيض من قبر المسيح، ويصادف ذلك في التوقيت الذي تتبعه الكنيسة الشرقية.
فما السبب هذا الاختلاف في التقويم بين الكنيستين؟
يقول الأب إلياس بركات، من كنيسة الروم الأرثوذكس بأورشليم، في حديث لموقع “الحرة” إن المجمع المسكوني الذي حدد كيفية تحديد تاريخ الاحتفال بعيد الفصح نص على أنه يكون في الأحد الأول من بعد الاعتدال الربيعي، وجاء في القرار أنه لا يجوز أن يأتي عيد قيامة المسيح بالتزامن مع عيد الفصح لدى اليهود أو قبله.
واستند المجمع المسكوني، حسب بركات، على الرزنامة التي وضعها يوليوس قيصر الذي حكم روما قبل نحو 50 سنة من الميلاد، وعرفت بالتقويم اليولياني.
ويضيف أن لاحقا البابا غريغوريوس الثالث عشر، بابا روما في القرن السادس عشر، حدث التقويم اليولياني، واعتمد التقويم العلمي الجديد كي تصبح السنة الشمسية دقيقة أكثر، وحينها بدأ الفارق بين التوقيتين اليولياني والغريغوري وتراوح بين 10 أيام إلى 13 يوما.
ويشرح بركات أن الغرب اتبع التقويم الغريغوري، وعلى أساسه يحدد الأحد الأول الذي يقع بعد الاعتدال الربيعي، لكنه خلق مشكلة أن الغرب يحتفل بعيد القيامة، في بعض المرات قبل عيد الفصح اليهودي وأحيانا معه.
ويتابع أن هذه المصادفة تعارض قرار المجمع المسكوني لذلك بقيت الكنسية الشرقية على التقويم اليولياني كي يكون عيدهم بعد اليهود الذين يتبعون نفس التقويم.
ويوضح أن هذا الهدف من أن يكون عيد القيامة بعد عيد الفصح اليهود يعود إلى الاعتقاد أن المسيح صلب قبل العيد اليهودي بيوم وقام بعد العيد.
ويختم من هذا المنطلق تعتمد كنائسنا التقويم اليولياني، في حين تعتمد الكنائس الشرقية التقويم الغريغوري.
من جهته، يقول الأب أمير ججي الدومينكي، وهو عضو مستشار في المجلس الباباوي لحوار الأديان، والنائب الأسقفي العام لطائفة اللاتين في العراق، في حديث لموقع “الحرة” إنه لا يوجد أي خلاف لاهوتي أو ديني على صعيد التقويم بين الكنيستين الشرقية والغربية، بل أن الاختلاف يعود إلى أن البابا غريغوريوس فضل أن تعتمد الكنيسة التوقيت العالمي الجديد الذي يتبع الحداثة في طريقة الاحتساب.
وشدد على أن الكنيسة الغربية وعلى رأسها البابا فرنسيس تسعى وتصلي كي يتوحد العيد.
وأوضح أن الاختلاف يعود لخلافات سياسية، فبعد أن اتبع البابا غريغوريوس التقويم الجديد لاحتساب العيد كانت الكنسية منقسمة ولا تخضع الشرقية منها لقراراته.
ويبدأ أسبوع الآلام لدى المسيحيين بعد أحد الشعانين، حين دخل يسوع المسيح إلى القدس، واستقبله الأهالي بسعف النخيل وأغصان الزيتون، ويؤمن المسيحيون أن يسوع صلب يوم الجمعة قبل عيد الفصح لدى اليهود، وقام في اليوم الثالث، في أحد القيامة.