تسبب الارتفاع الكبير في درجات الحرارة في ولاية أريزونا الأمريكية بإصابة أمريكيين بحروق من الدرجة الثانية، وذلك بعدما تجاوزت درجة حرارة الأرصفة العامة 71 درجة مئوية، في وقت تجتاح موجة حرّ شديدة غرب الولايات المتّحدة وجنوبها، ما دفع السلطات إلى إصدار توصيات للسكان.
وكانت السلطات الأمريكية قد حذرت 110 ملايين شخص من الارتفاع الشديد بدرجات الحرارة في مناطق الجنوب الغربي للبلاد، حيث تهدد الظروف القاسية الناجمة عن "القبة الحرارية" بارتفاع درجة الحرارة إلى أرقام غير مسبوقة، بحسب ما ذكرته صحيفة The Financial Times البريطانية، الأحد 16 يوليو/تموز 2023.
وتُشير الصحيفة إلى أن درجات الحرارة في مدينة فينيكس، عاصمة ولاية أريزونا الأمريكية، وصلت إلى 43 درجة مئوية لمدة 16 يوماً على التوالي، كما ارتفعت الحرارة إلى 47 درجة مئوية خلال عطلة نهاية الأسبوع، فيما من المتوقع أن تظل عند هذه الحدود عدة أيام أخرى.
على إثر ارتفاع درجات الحرارة إلى حد لا يُطاق، صار قلب المدينة كالمناطق المهجورة، وبدأت المستشفيات ورجال الإطفاء في المدينة بعلاج السكان الذين أصيبوا بحروق من الدرجة الثانية بسبب الارتفاع الشديد في حرارة الأرصفة.
وتجاوزت أعداد المرضى المعدلَ الطبيعي بكثير، ويتلقى المصابون العلاج بالسوائل الوريدية الباردة، ويوضعون وسط الجليد فيما يشبه قوارب الكاياك الصغيرة القابلة للنفخ.
أحد مراكز الحروق في فينيكس قال لصحيفة The Washington Post، إن أطباء المركز عالجوا 10 مرضى مصابين بحروق خطيرة بما يكفي لدخول المستشفى.
كذلك أقام مسؤولو المدينة شبكة "للتخفيف من الحرارة" تضم نحو 200 محطة ترطيب، تعمل بتوزيع زجاجات المياه وأدوات التبريد في المكتبات والكنائس والشركات لمن ليس لديهم مكيفات.
وتأتي الموجة الحارة في الولايات المتحدة بعد أن قالت خدمة مراقبة المناخ التابعة للاتحاد الأوروبي، إن كوكب الأرض شهد في شهر يونيو/حزيران 2023، أعلى ارتفاع له في درجة الحرارة على الإطلاق.
من جانبها، حذرت هيئة الأرصاد الجوية الأمريكية من أن الحرارة ستستمر في الارتفاع غرب الولايات المتحدة خلال عطلة نهاية الأسبوع، وقالت إن الحرارة "ستزداد ارتفاعاً في الجنوب بحلول أوائل الأسبوع المقبل".
وشهد سكان جنوب كاليفورنيا يوم السبت الماضي، درجات حرارة راوحت في ذروتها بين 41-43 درجة مئوية، كما وصلت الحرارة إلى 51 درجة في "وادي الموت" الشهير في كاليفورنيا، وهو أحد أكثر الأماكن سخونة على وجه الأرض.
وعلى إثر ارتفاع درجات الحرارة، أوصت السلطات الناس بتجنب الأنشطة الخارجية في النهار، وشرب المياه بكثرة لأن الجفاف قد يتسبب في الموت السريع في ظل هذا الارتفاع الشديد لدرجات الحرارة.
وتعاني دول في العالم من ظاهرة "القبة الحرارية"، التي تحدث عندما يتسبب ارتفاع الضغط الجوي في طبقات الجو العليا (الستراتوسفير) ذات الحرارة المتدنية، بحبس هواء المحيط الساخن أسفل منها في طبقات الجو الدنيا (التروبوسفير) ذات الحرارة العالية والضغط الجوي المنخفض.
بذلك تصبح الطبقات العليا كالغطاء أو القبة التي ترفع درجة حرارة الهواء، وتنشأ عنها كتلة هوائية ساخنة، وقد تتواصل القبة الحرارية أياماً أو أسابيع، وتؤثر في كبار السن، وتتضرر بها المحاصيل الزراعية، وقد تؤدي إلى اشتعال الحرائق في الغابات.