04 Jan
04Jan

أظهر جندي أميركي رفع راية تنظيم "داعش" على شاحنة صدم بها محتفلين برأس السنة الجديدة في نيو أورلينز الأميركية كيف أن الجماعة المتطرفة ما زالت قادرة على نقل أفكار العنف على رغم تكبدها خسائر لسنوات أمام التحالف العسكري الذي تقوده الولايات المتحدة. 

في ذروة قوتها بين عامي 2014 و2017 فرضت "خلافة" تنظيم "داعش" الموت والتعذيب على طوائف ومجتمعات في مساحات شاسعة من العراق وسوريا، وامتدت أذرعها لدول في الشرق الأوسط. وبرز زعيم التنظيم آنذاك أبو بكر البغدادي الذي قُتل عام 2019 على يد قوات خاصة أميركية في شمال غربي سوريا، من الظل ليقود التنظيم المتشدد، ويعلن نفسه "خليفة" لجميع المسلمين. 

وانهار التنظيم في عام 2017 في العراق، حيث كان له قاعدة على بعد 30 دقيقة فقط بالسيارة من بغداد، وفي سوريا في عام 2019 بعد حملة عسكرية متواصلة للتحالف بقيادة الولايات المتحدة. 

ورد تنظيم "داعش" على ذلك بالانتشار في خلايا مستقلة، وقيادة سرية. ومن الصعب تحديد قوامه الآن. وتقدر الأمم المتحدة عدد عناصره بنحو 10 آلاف في معاقله. ويواصل التحالف بقيادة الولايات المتحدة، والذي يضم نحو أربعة آلاف جندي أميركي في سوريا والعراق، استهداف المتشددين بغارات جوية وهجمات يقول الجيش الأميركي إنها أدت إلى مقتل وأسر المئات من المسلحين والقادة. 

ومع ذلك نجح تنظيم "داعش" في تنفيذ بعض العمليات الكبرى في أثناء سعيه إلى إعادة بناء قدراته. ويواصل إلهام آخرين بتنفيذ هجمات منفردة مثل الهجوم الذي وقع في نيو أورلينز وحصد أرواح 14 شخصاً. 

وتشمل هذه الاعتداءات هجوماً شنه مسلحون على قاعة حفلات موسيقية روسية في مارس (آذار) 2024 أودى بحياة 143 شخصاً في الأقل. وحذر القائم بأعمال مدير المركز الوطني الأميركي لمكافحة الإرهاب بريت هولمغرين في أكتوبر (تشرين الأول) 2024 من إعادة الجماعة تنظيم صفوفها "وإصلاح عملياتها الإعلامية واستئناف التخطيط لمؤامرات خارجية"، على رغم ضغوط مكافحة الإرهاب. وساعدت العوامل الجيوسياسية تنظيم "داعش".

 فقد تسببت حرب إسرائيل ضد "حماس" في غزة في إثارة غضب واسع النطاق يستغله المتشددون لتجنيد مقاتلين. كما أن الأخطار التي يواجهها الأكراد السوريون الذين يحتجزون الآلاف من عناصر تنظيم "داعش" قد تخلق فرصة أمام التنظيم. ولم يعلن تنظيم "داعش" مسؤوليته عن هجوم نيو أورلينز أو يشيد به على حساباته الخاصة، إلا أن وكالات إنفاذ القانون الأميركية قالت إن أنصاره فعلوا ذلك. وقال مسؤول دفاعي أميركي كبير، طلب عدم الكشف عن هويته، إن هناك قلقاً متزايداً في شأن زيادة تجنيد تنظيم "داعش" لعناصر وظهوره من جديد في سوريا.

 "لحظات واعدة"

حذر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن من أن تنظيم "داعش" سيحاول استغلال هذه الفترة من عدم اليقين لإعادة بناء قدراته في سوريا، لكنه قال إن الولايات المتحدة عازمة على عدم السماح بحدوث ذلك. وأضاف، "يظهر التاريخ مدى السرعة التي قد تتحول بها اللحظات الواعدة إلى صراع وعنف".

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
حقوق النشر © 2025 جميع الحقوق محفوظة - جريدة المواطن