26 Mar
26Mar

رصد موقع "المونيتور" الأمريكي، تطورات المشهد الإقليمي بما في ذلك في العراق ومحيطه من إيران إلى السعودية وسوريا، فيما بات لدى رئيس الحكومة محمد شياع السوداني "ورقة نفطية" يلعبها فيما يتعلق بالعلاقة مع أنقرة، مشيراً إلى أن الاتفاق الأمني الحدودي بين بغداد وطهران، خلفه أكثر مما هو يتعلق بالحدود، خصوصا فيما يحصل تقارب عربي مع سوريا التي تشهد تصعيداً عسكرياً. 

ووقع مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي، اتفاقية أمن الحدود في بغداد يوم 19 مارس/آذار الحالي، مع رئيس المجلس الأعلى للامن القومي الايراني علي شمخاني. 

اتفاق ملغوم 

وفي هذا الصدد، أوضح الموقع الأمريكي في تقرير له ترجمته وكالة شفق نيوز، أن "مذكرة التفاهم تلزم العراق بقمع جماعات المعارضة الكوردية الإيرانية الناشطة في إقليم كوردستان، وأن التفاهم هو بمثابة رسالة إلى بغداد وأيضا إلى حكومة إقليم كوردستان. 

وأضاف التقرير، أن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني التزم بعدم استخدام العراق (كنقطة انطلاق) لشن هجمات على جارتها، ذكر بتصريحات رئيس الحزب الديمقراطي الكوردستاني مسعود بارزاني في مقابلة مع "المونيتور" مؤخرا حيث اعتبر ان الاشارة إلى أن حكومة اقليم كوردستان متواطئة في الهجمات على إيران "لا أساس له" وأكد أن "إيران جارة، ونحن لسنا جزءا من المناوشات او تصفية الحسابات معها". 

وبحسب التقرير الأمريكي، نشر العراق ستة آلاف جندي إضافي على طول حدوده الايرانية والتركية خلال العام الحالي في محاولة لتخفيف مخاوف جارتيه، كما وقع العراق أيضا اتفاقية حدودية مع السعودية خلال الشهر الحالي. 

وذكّر التقرير بتصريحات شمخاني التي قال فيها إن "مصالح العراق وايران يجب ألّا يتم التضحية بها لأجل الحسابات السيئة لأمريكا ومرتزقتها الارهابيين". 

العراق بين طهران والرياض 

ولفت التقرير الأمريكي، إلى أن شمخاني، شارك في التقارب الذي توسطت فيه الصين بين ايران والسعودية وكان قام بزيارة الى الامارات قبل وصوله الى بغداد، مشيرا الى ان العراق على راس اولويات الامن القومي لايران حيث أن وضع طهران في احسن حال فيما يتعلق بالعراق. 

ورأى تقرير المونيتور، أن "الهدوء يثير ارتياح العراقيين حيث تحسن الوضع الامني في كافة انحاء البلد تحت قيادة السوداني، المؤيد لمهمة التدريب والدعم الامريكي للقوات العراقية، كما أن الميليشيات المدعومة من ايران باتت تتجنب استهداف الامريكيين في العراق، بخلاف ما هو حاصل في سوريا". 

واعتبر التقرير أن السوداني تمكن من تعزيز الثقة وحسن النية مع أربيل فيما يتعلق بمشروع قانون الميزانية ومن خلال المفاوضات الهادئة حول صفقة نفطية. 

وفيما يتعلق بالقلق المرتبط بايران، فإن المثال على ذلك هو  المفاوضات بشان احتمال تغيير شروط اللعبة المتعلقة بصفقة نفط بقيمة 27 مليار دولار بين العراق وشركة "توتال انرجي" المدعومة من واشنطن والتي لا تزال معلقة في المفاوضات حول الشروط المرتبطة بها، بحسب التقرير. 

وذكر التقرير، بما قاله الرئيس التنفيذي لشركة "توتال" بارتيك بويان قبل ايام، "لاكون صادقا، لا يمكنني تعريض شركة لخليط من المخاطر، والعراق ليس اسهل مكان للاستثمار بكل المخاطر"، مؤكداً أن "صفقة كبيرة لن تبرم مع شركة نفط غربية في العراق من دون موافقة من طهران". 

والى جانب ذلك، اشار التقرير الى ان واشنطن تحث الشركاء العرب في الخليج على الاستثمار في العراق، الا ان التقدم بذلك بطيء حتى الان، ويتسم بالانتظار والترقب بانتظار ما ستؤول اليه شروط ممارسة الاعمال التجارية، ومستوى المخاطر، بالنظر الى مصالح الجار الايراني وتاثيره. 

التهدئة الدبلوماسية 

وبالنسبة لإيران، فإن الاتفاق مع السعودية يخفف التوترات في الخليج، بينما يعتبر العراق من جهة الغرب مكاناً آمناً وفي لبنان فإن حزب الله تجنب تصعيد التوترات الحدودية مع إسرائيل، ووقعت اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين إسرائيل ولبنان في العام الماضي بموافقة إيرانية، أما في الضفة الغربية وقطاع غزة، فإن حركتي حماس والجهاد الاسلامي اللذين تدعمهما إيران، امتنعتا حتى الان عن تصعيد العنف في المواجهات الجارية بين القوات الاسرائيلية وجماعات المقاومة الفلسطينية. 

وبرغم اشارة التقرير إلى أهمية الموقف الإيراني الذي يميل إلى الدبلوماسية وضبط النفس الآن، الا انه حذر من ان ذلك قد يكون هشا ويمكن ان يتغير بسرعة في ظل الاحداث، على غرار ما يجري هذه الايام في سوريا فيما يتعلق بالهجمات الامريكية المتبادلة مع الفصائل المدعومة من ايران في شرق سوريا، والغارات التي نفذتها اسرائيل على مدينة حلب مستهدفة مطارها واغتيال قيادي في الجهاد الاسلامي بالقرب من دمشق. 

تحركات السعودية 

وفي الوقت نفسه، تتجه السعودية وسوريا الى استعادة العلاقات الدبلوماسية بفضل الوساطة الروسية، وهو تغير باركته ايران مثلما اشادت بالتقارب العربي مع سوريا، حليفها الاقليمي محوري. 

إلا أن التقرير رأى أن هذا التغيير قد يكون بمثابة "حلاوة مرة" بالنسبة الى طهران اذ ان اعادة الاندماج العربي لسوريا، يتم تسويقه في المنطقة والغرب على انه وسيلة لمواجهة النفوذ الإيراني في سوريا. 

واعتبر تقرير "المونيتور" الأمريكي، أن ضخ أموال المساعدات في سوريا التي دمرها الزلزال هو تذكير لنظام الرئيس بشار الأسد، بأن إيران التي تعاني من ضائقة مالية لا تستطيع فعل الكثير لدعم سوريا في هذا المجال، كما أن إعادة سوريا إلى الحظيرة العربية يشكل وسيلة إضعاف لما أسماه "سياسة الهلال الشيعي" الممتد من طهران إلى بيروت عبر بغداد ودمشق. 

ورقة السوداني الرابحة 

وبالعودة إلى العراق، قال التقرير ان الرئيس التركي رجب طيب اردوغان وافق في الاسبوع الماضي على زيادة تدفقات المياه من نهر دجلة الى العراق، وهو ما وصفه بانه "تسوية ملطفة" حول قضية تشكل اهمية حيوية للعراق، حيث اعرب السوداني عن تقديره لهذه المبادرة، برغم انها خطوة صغيرة في ازمة المياه العراقية التي تحتاج الى حل اكثر شمولا. 

ونوه التقرير، إلى أن لدى السوداني ورقة نفطية يلعبها في تعاملاته في تركيا، حيث صدر قرار تحكيم دولي في باريس يوم الجمعة، لصالح العراق في النزاع مع تركيا المتعلق بتصدير موارد نفط كوردستان عبر تركيا. 

واختتم التقرير الأمركي بالإشارة إلى أن من خلال هذا القرار، أصبحت موافقة بغداد ضروية على صادرات إقليم كوردستان عبر تركيا التي قالت انها ستلتزم بقرار المحكمة، وهو ما من شأنه أن يؤثر أيضاً على تعامل كل من بغداد وأنقرة مع حكومة الإقليم بشأن صادرات النفط.

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
حقوق النشر © 2024 جميع الحقوق محفوظة - جريدة المواطن