29 Jul
29Jul

  يدخل السباق إلى البيت الأبيض مرحلة حاسمة يوم الأحد، حيث يُتوقع أن تكون الأيام المئة المتبقية قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية مليئة بالتنافس الشديد. تأتي هذه الفترة بعد حملة مضطربة شابتها محاولة اغتيال الرئيس السابق دونالد ترامب وخروج الرئيس جو بايدن من السباق بطريقة غير متوقعة. 

بعد أسابيع من الشكوك الداخلية والتسريبات الصحفية حول قدرة بايدن على الفوز بولاية ثانية، أدى انسحاب بايدن ودعمه لنائبته كامالا هاريس إلى توحيد صفوف الحزب الديمقراطي وتعزيز معنوياته في مواجهة الجمهوري ترامب، الذي يسعى للعودة إلى الرئاسة.

 وخلال لقاء لجمع التبرعات في بتسفيلد، ماساتشوستس، صرحت هاريس يوم السبت قائلة: "لم نكن المفضلين في هذا السباق، لكن هذه حملة قائمة على دعم الناس". في اليوم ذاته، وعد ترامب مؤيديه في تجمع بولاية مينيسوتا بأن "الشعب الأميركي سيرفض التطرف الليبرالي لكامالا هاريس بشكل ساحق في نوفمبر". 

ومن المتوقع أن تواجه هاريس، السيناتورة والمدعية العامة السابقة، ترامب في الانتخابات. يرى المحللون أن نتيجة الانتخابات قد تعتمد بشكل كبير على أصوات نحو 100 ألف ناخب في عدد محدود من الولايات الأساسية. وأعلن نائب الرئيس الأسبق آل غور دعمه لهاريس، مشيداً بالتزامها تجاه قضايا المناخ. 

إلا أن الوقت يضغط على هاريس، إذ تبدأ حملتها الانتخابية التي قد تكون الأقصر في التاريخ الحديث، بينما تستمر الحملات الانتخابية الأميركية عادة نحو عامين. وفي استطلاعات الرأي، تقلص تقدم ترامب بشكل كبير، حيث أظهرت التقديرات الأخيرة لصحيفة "وول ستريت جورنال" أنه يتصدر السباق بفارق نقطتين فقط. 

ورغم أن الديمقراطيين يزدادون دعماً من الناخبين من أصول إفريقية ولاتينية، بالإضافة إلى الشباب، ينبغي عليهم عدم التفاؤل الزائد.

 فقد قال ديفيد لي، المتخصص في الاستطلاعات بفريق ترامب، إن موقع الأخير في الانتخابات الحالية أفضل مما كان عليه في انتخابات 2020. ينتظر الديمقراطيون بفارغ الصبر المؤتمر الوطني للحزب في 19 أغسطس، حيث يتوقع أن تُرشح هاريس رسمياً. 

وقد بدأت هاريس في الأيام الماضية حملتها بالحصول على دعم مندوبين وشخصيات نافذة، بالإضافة إلى تبرعات مالية سخية. نجحت هاريس في إعادة تحفيز القواعد الشعبية للحزب، بعكس الوضع قبل أسابيع قليلة. 

وكان الرئيس بايدن قد اختار الاستمرار في السباق رغم الشكوك المتزايدة حول قدراته بسبب تقدمه في السن. إلا أن أداءه السيئ في المناظرة التلفزيونية الأولى في 27 يونيو أكد ضرورة البحث عن بديل. في المقابل، بدا الجمهوريون متحدين حول ترامب بعد نجاته من محاولة اغتيال خلال تجمع في بنسلفانيا.

 استسلم بايدن للضغوط وأعلن انسحابه في 21 يوليو، خلال عزله بسبب إصابته بكوفيد. في اليوم ذاته، أعلن بايدن دعمه لهاريس، لتصبح أول امرأة وأول سوداء وجنوب آسيوية تحصل على بطاقة الترشيح الديمقراطية. بعد يومين فقط، عقدت هاريس أكبر لقاء انتخابي للديمقراطيين منذ بدء الحملة، وجمعت أكثر من 200 مليون دولار من التبرعات في أقل من أسبوع. ضخ ترشح هاريس طاقة جديدة في صفوف الديمقراطيين في استطلاعات الرأي، لكنهم يدركون أن الطريق للاحتفاظ بالبيت الأبيض لن يكون سهلاً. 

وحذر توني فابريزيو، المتخصص في استطلاعات الرأي بفريق ترامب، من أن فترة التأييد لهاريس لن تدوم طويلاً، وسيركز الناخبون مجدداً على دورها كمعاون لبايدن. حتى الرئيس السابق باراك أوباما نبه إلى ضرورة استعادة ثقة الناخبين قبل التمكن من الفوز.                

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
حقوق النشر © 2024 جميع الحقوق محفوظة - جريدة المواطن