29 Dec
29Dec


عقد مركز دراسات المرأة/ جامعة بغداد مؤتمره العلمي حول التغيرات المناخية والبيئية وأثرها على المرأة في العراق، وذلك على قاعة الشهيد الحكيم في جامعة بغداد يوم الأربعاء المصادف 27 كانون الأول 2023، وبحضور رئيس جامعة بغداد الاستاذ الدكتور منير حميد السعدي، ومساعد رئيس الجامعة للشؤون العلمية الاستاذ الدكتور مروان عبد الحميد عاشور، والدكتورة عذراء اسماعيل مدير مركز دراسات المرأة، ومدير عام الدائرة الوطنية للمرأة العراقية الدكتورة بشرى كريم، والنائب ابتسام الهلالي،وممثل دولة رئيس الوزراء الدكتور فريد مصطفى وعدد من التدريسين والباحثين، وعدد من المؤسسات ذات العلاقة كوزارة الصحة والبيئة والتربية والمؤسسة العراقية للثقافة والتنمية.

افتتح المؤتمر بآيات من القرآن الكريم، وبعد ذلك تم عزف النشيد الوطني، وعزف نشيد جامعة بغداد، ومن ثم تم عرض فيلم وثائقي عن مركز دراسات المرأة.

ويهدف المؤتمر الى تسليط الضوء على التحديات والعقبات التي تواجه النساء في ظل التغيرات المناخية وتعزيز التعاون بين المؤسسات الاكاديمية وآلية الوصول الى الحلول التي تعالج التغيرات المناخية من خلال الدراسات والمعالجات العلمية.

وفي كلمة الدكتورة عذراء أسماعيل مديرة مركز دراسات المرأة أشارت إلى تأثير موضوع التغيرات المناخية على الأسرة والمجتمع، وخاصة النساء، تم استلام 250 بحث يخص هذا الموضوع، وتم قبول 97 بحث من مختلف الجامعات العراقية

فيما أشاد الدكتور فريد مصطفى ممثل رئيس الوزراء، بجامعة بغداد وبمركز دراسات المرأة، وأشار إلى أنَّ المرأة تعد من أكثر المتأثرين بالتغيرات الاجتماعية والاقتصادية، إضافة إلى تأثرها بالتغيرات المُناخية، وتطرق إلى سعي الحكومة إلى تعزيز دورها في المجتمع، وأشار "نحن الآن دخلنا مرحلة حساسة في تاريخ العراق، حيث نشهد نقص في الموارد المائية وزيادة في الجفاف والتصحر"، وأشار إلى أنَّ أهم ركائز العمل المناخي في العراق يركز على المرأة، كون هشاشة دور المرأة يؤدي إلى هشاشة المجتمع، لذا يجب تعزيز دورها القيادي في العمل المناخي.

وقالت عضو لجنة الزراعة والأهوار النيابية النائب ابتسام الهلالي في كلمتها "نتحدث اليوم عن أكثر أزمة عالمية تعصف بالعالم، والتي ساهمت الدول بهذا الأزمة المناخية وبنسب متفاوت" وأشارت إلى هجرة مئات الآلاف من العوائل من الجنوب بسبب التغيرات المناخية والجفاف الذي أصاب مدنهم وخاصة في الأهوار، حيث أجبر هذه العوائل والمرأة بالذات لأنْ نعيش في بيوت الصفيح في المحافظات الأخرى.

كما تطرقت إلى أنَّ جفاف الأهوار أثر على المرأة من خلال تسرب الطالبات من الدراسة وفقدان أرباب الأسر لأعمالهم بالتالي التأثير على الأسرة مما يساهم في تفككه، وقالت في كلمتها "الأهوار توجه صرخة لانعاشها، لذا يجب عقد الاتفاقيات مع دول المنبع، على أنْ نغادر المفاوضات التقليدية واللجوء إلى مفاوضات محاكية للأوضاع العراقية" وأشارت في الختام إلى المسؤولية المشتركة للحكومة والبرلمان فقالت "كلنا مسؤولين حكومة وبرلمان لسنّ القوانين والتشريعات التي تخص التغير المناخي".

وتطرقت الأستاذة نِعم نبيل هاشم في بحثها (التغيرات المناخية وتأثيرها على الفئات الهشة في المجتمع العراقية)إلى انبعاثات الغازات الدفيئة والاحتباس الحراري وتأثيرها على المجتمعات في الريف التي تعتمد على النظم الإيكولوجية، وأشارت إلى تأثير هذه التغيرات المناخية على 7 ملايين شخص داخل العراق، و80%منهم هم من الفئات الهشة والذين هم نساء وكبار السن والأطفال، وأشارت إلى أنَّ التغيرات المناخية تؤدي إلى ضغط اقتصادي والضغط على الأمن المائي والغذائي، وظهر هذا جلياً في الأهوار، فيما قالت "أنَّ المرأة قد فقدت وسائل معيشتها في الأهوار، وفقدت دورها في المجتمع"، إلى جانب ذلك قالت "بعد أنْ كنا نواجه أخطار الفيضانات وتكيفنا معها في السابق، الآن نواجه خطر الجفاف والتصحر والعواصف الرملية، لذا نحتاج استراتيجيات وخطط عمل حكومية جديدة على أنْ يكون من ضمنها فئات المجتمع الهشة" ومن ضمن هذه الاستراتيجيات تطرقت إلى:

1. وثيقة التنمية المستدامة الوطنية
2. وثيقة المرأة
3. وثيقة المساهمات المحددة وطنياً (والتي تضمنت فقرة كاملة عن الفئات الهشة)
4. وثيقة التكيّف الوطنية

بينما أشارت مديرة قسم التكيف في وزارة البيئة المهندسة ريا محمد كاظم من خلال بحثها (المرأة وتغيّر المناخ) إلى أنَّ المرأة تعتبر من أكثر الفئات هشاشة في المجتمع العراقي، وأنَّ النساء هنَّ أول من تبنى تقنيات زراعية حديثة وهي إحدى وسائل التكيّف مع التغيّرات المناخية، وأشارت إلى أنه لا يمكن قيام أي عمل مناخي بدون مشاركة النساء، إلى جانب ذلك قالت "أنَّ المرأة تحظى بتعليم أقل من الرجل بالتالي هي أقل معرفة بأخطار التغيّر المناخي" وأشارت إلى تركيز الأمم المتحدة على أنْ يكون هناك دور كبير للمرأة في العمل المناخي حيث يعتبر هذا الدور من المشاركات الذكية.

فيما تحدثت عن الأهوار والنظم الإيكولوجية وتأثرها بالتغيّرات المناخية وفقدان التنوع البايولوجي من خلال اختفاء الكثير من التنوع الإحيائي، وهو ما أثر على حياة المجتمع في الأهوار والتي تعتبر المرأة جزء أساسي من هذا المجتمع.

وحول مشاركة المرأة في COP28 في دبي قالت "كان لا بُدَّ من مشاركة المرأة في مؤتمر الأمم المتحدة للأطراف وذلك من خلال الجناح العراقي، حيث كان هنالك 5 مفاوضات من النساء في الوفد التفاوضي، فضلاً عن مشاركة ناشطات نسويات ضمن الجناح العراقي، وكان هناك Side Event يختص بالمرأة والمناخ في COP28 وذلك في 4 كانون الأول في الجناح العراقي وبمشاركة ناشطات عراقيات وكذلك خبراء أجانب".

وأشار الدكتور أحمد سعيد ياسين من جامعة واسط خلال بحثه (دور المرأة في التكيّف مع آثار التغيرات المناخية وتحقيق الاستدامة البيئية) أنَّ التغيّر المناخي أصبح حقيقة واقعة لا جدال فيها، وتنقسم الدول إلى دول متقدمة صناعياً ودول نامية، وتطرق إلى أنَّ أخطر ما يواجه المجتمعات هو إفقار الدول الناميةفالدول الصناعية المتقدمة تسببت في زيادة الانبعاثات وبالتالي زيادة آثار التغيّر المناخي.

وأشار إلى أنَّ العراق قد خسر أكثر من 50% من مسطحاته المائية سواء انهار، بحيرات، أهوار، وذلك بسبب زيادة حدة التغيّرات المناخية وارتفاع درجات الحرارة، وهو ما أدى إلى زيادة الكثبان الرملية في الجنوب وهو ما يولد خطراً على المجتمع وزيادة الهجرة المناخية.

وتطرق إلى أنَّ المرأة والطفل هما أكثر المتأثرين بالتغيرات المناخية في الدول النامية، وذلك من خلال التأثيرات غير المتناسبة لتغيّر المناخ على الرجال والنساء، فالرجل هو المتسبب الأكبر لعمليات التلوث البيئي، كما أنَّ التغيّرات المناخية يؤثر على العاملين في قطاع الزراعة على سبيل المثال في أفريقيا 70  80% من النساء يعملن في قطاع الزراعة، والتغيرات المناخية قد تُفقدهنَّ عملهنَّ، كما أشار إلى أنَّ طبيعة المجتمع في الدول الفقيرة تفرض على المرأة قيوداً تصعّب من نجاة المرأة في مثل هذه الظروف.

وتطرق الأستاذ جمعة الدراجي/ رئيس الجمعية العراقية لإحياء وتطوير الأهوار، في بحثه (تأثير التغيّرات المناخية على المرأة في الأهوار) إلى أنَّ المرأة أكثر فاعلية من الرجل في الأهوار وهي العنصر الأساسي للعمل هناك، كما أشار إلى أنَّ الأهوار عمل مؤثر ومتأثر بالتغيرات المناخية، فهي لها تأثير مباشر على تحسين الأجواء في دول الجوار والعراق فكيف إذا جفت؟.

وفي ختام المؤتمر تم توزيع الدروع على المشاركين والباحثين.

 

ليث محمد القريشي

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
حقوق النشر © 2024 جميع الحقوق محفوظة - جريدة المواطن