04 Jun
04Jun


جرت في قسم العلوم السياسية بمعهد العلمين للدراسات العليا، السبت 3 حزيران 2023، مناقشة أطروحة الدكتوراه الموسومة " التنافس الصيني الأمريكي في الشرق الأوسط منذ العام 2011 – العراق انموذجا " للطالب " أسامة عبد الكاظم نصر"، بمشاركة أساتذة من كلية العلوم السياسية بجامعة النهرين، الى جانب أساتذة من معهد العلمين.

سلط الباحث الضوء في بداية بحثه على كيفية تفرد الولايات المتحدة بقيادتها العالم، بعد الحرب الباردة، حيث انها دائماً ما تسعى إلى فرض هيمنتها بوسائل مختلفة، من خلال السيطرة على بعض مناطق العالم المهمة والاستراتيجية، التي تمتلك ثروات طبيعية، ولاسيما دول الشرق الاوسط، حيث لا تسمح الولايات المتحدة بظهور قوة تنافسها في النظام الدولي، والحفاظ على نظام احادي القطبية، لتكون هي القوة الوحيدة المسيطرة في العالم.

متحدثا عن أهمية منطقة الشرق الاوسط بصورة عامة، والعراق بصورة خاصة، وحجم المصالح والأهداف بالنسبة للصين والولايات المتحدة، واستعرض اهم التحديات التي واجهتها الصين في تحقيق اهدافها ومصالحها الحيوية في منطقة الشرق الاوسط، في ظل الوجود الأمريكي، وتناول الوسائل والآليات، التي استخدمتها الصين لمواجهة الهيمنة الأمريكية في المنطقة، كما قام الباحث بعرض سيناريوهات التنافس بين الصين والولايات المتحدة، كلاً على حده.

وبين الباحث ان الحزب الشيوعي الصيني تبنى رؤية خاصة بتطوير الصين لتكون قوى اقليمية كبرى، ومن ثم قوة دولية عظمى تزاحم وتنافس الولايات المتحدة على الساحة الدولية، بالمقابل تراجع واخفاق الولايات المتحدة الأمريكية في قضايا ومناطق مختلفة من العالم، لاسيما بعد عام 2008، فضلاً عن احداث ما يسمى "بالربيع العربي"، معتبرا ان كل هذه الاحداث وغيرها، زعزعت ثقة حلفاء الولايات المتحدة بقدرتها على السيطرة وقيادة النظام الدولي، إضافة إلى بروز قوى اقليمية ودولية صاعدة تنافس الولايات المتحدة وتحد من هيمنتها، وابرزها الصين.

واعتبر الباحث ان الصين تنطلق من خلال ما تمتلكه من قوة اقتصادية وسياسية، نحو سياسة شاملة على الصعيدين الداخلي والخارجي، هدفها اعتلاء مكانة دولية تنافس الولايات المتحدة الأمريكية، والسعي إلى نظام متعدد الاقطاب، بعد ما كانت حبيسة محيطها الاقليمي، مما ادى إلى وجود حالة من التنافس مع الولايات المتحدة في مناطق نفوذها، لاسيما في الشرق الاوسط وخصوصاً العراق، فضلاً عن هاجس الخوف لدى الولايات المتحدة من ان تصبح الصين قوة اقتصادية وعسكرية عظمى في المستقبل.

وتحدث الباحث عما سماها العديد من المؤشرات التي تؤكد ان الصين بما تمتلكه من مقومات القوة، قادرة على ان تهدد مكانة الولايات المتحدة الأمريكية في النظام الدولي، خصوصاً وان الصين تسعى إلى تطوير وتنمية قدراتها كقوة دولية كبرى تنافس الولايات المتحدة، ولاسيما القوة الاقتصادية وتبنيها مبادرة (الحزام والطريق)، التي تعدها الولايات المتحدة خطر يهدد مصالحها في مناطق نفوذها، ومنها منطقة الشرق الاوسط، بعد تراجع دور الولايات المتحدة فيها، مما سيعزز دور القوة الكبرى فيها، وأبرزها الصين.

ورأى الباحث في نهاية بحثه، ان على الصين والولايات المتحدة التعاون فيما بينهما في مجال منع "سباق التسلح"، وفي مجال التكنولوجية المتقدمة، والعمل المشترك من اجل الوصول إلى اتفاقات تخدم مصلحة البلدين، وتحقيق اهدافهما، وان يعمل البلدان على مواجهة التحديات والتهديدات العالمية، مثل التهديدات والكوارث الطبيعية، والتهديدات الصحية. 

اما فيما يخص العراق، فاقترح الباحث على العراق استثمار حاجة الصين الى نفطه، مقابل ان يكون شريك اساسي في مبادرة "الحزام والطريق"، فضلاً عن مشاركة الصين في الاعمار والبناء وفي المجالات أخرى، والاسراع في اكمال ميناء "الفاو الكبير"، بوصفه يقع ضمن مبادرة "الحزام والطريق، لما له من مردود مالي ينعش الاقتصاد العراقي، ويقلل الاعتماد على النفط، وان يعمل العراق على ايجاد توازن في علاقاته مع الولايات المتحدة والصين، من أجل الوصول إلى اهداف ومصالح العراق العليا، وتحقيق الاستقرار والنمو الاقتصادي. ودعا الى تفعيل الاتفاقية الصينية، مع مراعاة استخدام الطرق الدبلوماسية في اقناع الجانب الأمريكي بعدم هيمنة الصين الاقتصادية على العراق، والعمل على انشاء مراكز بحثية اكاديمية رسمية متخصصة لتقديم الدراسات والخطط والحلول فيما يخص العراق ومبادرة "الحزام والطريق"، وعدم اعتماد العراق على النفط كمصدر وحيد للدخل، من خلال تفعيل وتنشيط مجالات الاستثمارات ومصادر الدخل الاخرى.

 






 










تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
حقوق النشر © 2024 جميع الحقوق محفوظة - جريدة المواطن